بالصور| مشرحة أسوان.. ثلاجات الموتى لا تعمل والصدأ يغطى الأبواب
"لو عندك ميت ما تجيبوش مشرحة أسوان العمومية" بهذه الكلمات بدأ أحد عمال المشرحة حديثه رافضاً ذكر اسمه، خوفاً من بطش المسئولين بوزارة الصحة "اللى ما بيرحموش" – على حد قوله -.
المشكلة الكبيرة داخل المشرحة هى انقطاع الكهرباء عن ثلاجات الموتى، بسبب سرقة أجزاء من المولد البديل بمرفق إسعاف أسوان، والذى يغذيه فى حال انقطاع التيار العمومى.
ويؤكد العاملون أن التيار الكهربائى خلال الأيام الماضية انقطع أكثر من مرة لدرجة أنهم أرسلوا استغاثة لغرفة عمليات طوارئ المحافظة، وهذا الانقطاع يؤدى إلى انتشار رائحة الجثث الموجودة داخل الثلاجات، خاصة وأن بعض الجثث مجهولة الهوية تمكث بالأسابيع.
وضرب أحد عمال المشرحة مثالاً، بـ3 جثث أريترية ظلت متواجدة داخل الثلاجات لمدة 3 شهور حتى جاء مندوبون من السفارة واستلموها.
يشير العاملون إلى أن الإضاءة ضعيفة للغاية بالمشرحة، حيث يوجد (لمبات) لا تعمل، ويوجد مروحة واحدة، والباقى غير موجود، وسط غياب للمراقبين والمشرفين.
مديرية الصحة أرسلت فنيين، وقالت للعاملين "انتو اللى بتبوظوا الثلاجة ومش عارفين تشغلوها" ولم يستطيعوا إصلاحها، وتركوها "ولا حياة لمن تنادى".
وعلمت "الوطن" أنه منذ شهور سلم المسئولون المشرحة تكييفين صحراويين، لمساعدة الثلاجات، فى حفظ الموتى، ولكن بعدها بساعات، سحبوهما بحجة تغييرهما بتكييفين آخرين (شباك فيريون) ولكن "اللى بيروح ما بيرجعش" على حد قول أحد العاملين.
والغريب أن مشرحة أسوان العمومية والتى تستقبل معظم الجثث فى الحوادث، يعمل فيها 6 جميعهم "خدمات معاونة" منهم اثنان مثبتان على درجة مالية، والأربعة المؤقتون تابعون لمرفق الإسعاف، والعامل الذى يستلم الجثث ويضعها فى الثلاجة يتصل بمفتش الصحة من خلال هاتفه الشخصى لعدم وجود أى وسيلة اتصال كالهاتف الأرضى.
ولا توجد دفاتر صحيحة بأعداد الجثث الموجودة، وإذا سألت عن جثة يمكن ألا تجد من يساعدك فى العثور عليها.
ويطالب الأهالى بتحقيق موسع مع المسئولين بالصحة فى أسوان، مع انتداب لجنة من المحافظة للوقوف على مثل هذه التجاوزات، ووضع تقرير مفصل عن الإهمال الموجود بالمشرحة العمومية.