زارتها العائلة المقدسة.. "العناني" يأمر بترميم أقدم كنيسة بالمنيا
أعمال الترميم بالكنيسة
علمت الملكة "هيلانة"، أم الأمبراطور قسطنطين الأول، أن العائلة المقدسة، احتمت داخل مغاره تقع بمحافظة المنيا، فأمرت بتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة، ونحت كنيسة تحمل اسم السيدة العذراء "مريم"، في عام 328، وتقع في الجانب الغربي، من قرية جبل الطير، فوق الجبل شرق النيل أمام مركز سمالوط.
الكنيسة عبارة عن صخرة واحدة، جرى تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية، وبالصحن 10 أعمدة صخرية، وفى عام 1938، جرى تجديد وبناء الطابق الثانى والثالث، بالكنيسة التي تقع بداخلها المغارة، التى يبلغ عمرها أكثر من 15 قرناً، كما جرى حفر المعمودية، في منتصف بدن العمود بالجهة الجنوبية للصحن، ويغطيه باب خشبي، أما الهيكل فهو عبارة عن حجرة منحوتة في الصخر وبها المذبح، ويوجد بجوار المذبح غرفتان جانبيتان.
تسمى المنطقة بـ"دير جبل الطير"، نسبة إلى طيور البوقيرس المهاجرة، التى كانت تأتى سنويا، وتستقر على سفح الجبل وتنقر بمنقارها فى صدع الجبل، وكل طائر يمسك بالجبل يرفرف بجناحه حتى الموت.
وذكر المؤرخ على باشا مبارك، فى كتاب الخطط التوفيقية، أنه يوجد دير قديم يقع على سفح الجبل بالقرب من مدينة سمالوط، يضم سلمَى درج أحدهما بالناحية البحرية والآخر بالناحية القبلية، والسلمان يربطان بين الجبل ونهر النيل، وتوجد بالدير بكرة كانت تستخدم فى الصعود للجبل والنزول منه، ونسبة إلى أهميتها فى المكان سمى الدير بالبكارة.
وذكر البابا ثيوفيليس الثالث والعشرين فى عدد الآباء البطاركة بالكرسى السكندرى، أن العائلة المقدسة عبرت نهر النيل، وأثناء العبور كادت صخرة، أن تسقط عليهم من أعلى الجبل، فخافت السيدة مريم على حياة الطفل يسوع.
وهنا أشار الطفل بيده ورفع كفه لأعلى ناحية الصخرة ودون أن يلمسها طبع كفه عليها، وظلت هذه الصخرة موجودة حتى أخذها الرحالة أيام الاحتلال الإنجليزى لمصر، وهى الآن موجودة فى المتحف البريطانى بقسم الآثار المصرية أو قسم الأحجار، وبسبب ذلك يطلق أحياناً على المنطقة دير الكف أو جبل الكف أو كنيسة الكف، تكريما لكف المسيح التى طبعت على الصخرة.
والمغارة هي المكان الذي أقامت به العائلة المقدسة، أثناء رحلتهم في مصر لمدة ثلاثة أيام، وهي ملاصقة للهيكل من الناحية القبلية، وكانت تلك المغارة غير معروفة في الثلاثة قرون الأولى، إلى أن حضرت الملكة هيلانة، بعد أن تم أكتشاف الصليب المقدس.
في عام 2018، بدأت أعمال مشروع ترميم الكنيسة بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، حيث جرى تنفيذ الأعمال على مرحلتين، شملت المرحلة الأولى الممر الغربي، وانتهت تماما، والمرحلة الثانية شملت الممر الجنوبي ومازال العمل مستمر فيها.
وتضمنت أعمال المرحلة الأولى ترميم حوائط وأسقف الكنيسة، كما تم الانتهاء من اعمال الترميم المعماري والإنشائي للمنارة بأدوارها المختلفة: أرضي - الدور الأول "الميزانين"- البرج الحر بداية من منسوب سطح الكنيسة حتى نهاية المنارة.
أما المرحلة الثانية، فشملت أعمال ترميم العقود بالحائط البحري، وجاري استكمال باقي الأعمال والتي تتضمن ترميم الحوائط الحاملة للقبو، واستبدال لوحة الموزاييك الحديثة المنفذة عام 1987، الموجودة بالحائط الشرقي بالمدخل الجنوبي للكنيسة بلوحة أخرى من الموزاييك لرحلة العائلة المقدسة لتأخذ الطابع الأثري والشكل التراثي للفن القبطي، بالاضافةً الي وضع نظام جديد للاضاءة، كما سيتم رفع كفاءة الخدمات السياحية بها لاستقبال الزائرين.
من أرض الفيروز سيناء، بدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح، مرورا بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء "السريان"، والبراموس، والقديس أبو مقار، ثم انتقلت إلي المنيا، ومكثت لمدة 3 أيام، فحلت البركة علي المكان.
وتعتبر منطقة جبل الطير هي أحد نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة في المحافظات الثمانية التي يتضمنها خط سير العائلة المقدسة في مصر.
جدير بالذكر، أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إلي مصر يعد مشروعاً قومياً باعتباره محوراً عمرانياً تنموياً يقوده قطاع السياحة، ويؤدي إلي تنمية هذا المحور إلى تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار.
ويضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة، تمتد لمسافة 3500 ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة، مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه، ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة، بتلك المواقع وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.