لماذا تعزز فرنسا حضورها في شرق المتوسط وهرمز؟
سفن حربية بالمتوسط - أرشيف
أعلنت فرنسا بدء مهمة بحرية أوروبية في مضيق هرمز بهدف ضمان حرية الملاحة في الخليج، إضافة لتعزيز نهج خفض التصعيد مع إيران، وذلك بالتزامن مع إعلان باريس إرسال سفن حربية لدعم اليونان في مواجهة السلوك العدائي لتركيا في شرق المتوسط.
وتسعى فرنسا إلى دعم تحالفات الغاز في شرق المتوسط في مواجهة الاستفزازات التركية لدول المنطقة التلي باتت تمثل مصدرا جديدا للطاقة لدول الاتحاد الأوروبي الذي تقوده فرنسا والمانيا، حيث حرصت باريس التي تشارك عملاقها النفطي توتال في للتنقيب عن الغاز، حرصت على الانضمام لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي تقوده مصر لدعم تحالفات الطاقة الناشئة في تلك المنطقة.
وطلبت فرنسا رسميا خلال الاجتماع الوزارى الثالث لمنتدى غاز شرق المتوسط بالقاهرة الانضمام إلى عضوية المنتدى، وتعمل باريس على مواجهة دبلوماسية البوارج الحربية التركية، حيث سبق أن قامت تركيا بمنع سفن تنقيب شركة إيني الإيطالية من مواصلة العمل قبالة السواحل القبرصية.
ورحب رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس، بقرار فرنسا بإرسال فرقاطات حربية إلى شرق البحر المتوسط مع اشتداد المواجهة مع تركيا بشأن احتياطيات الطاقة في المنطقة.
وتعهد ماكرون بأن فرنسا ستعزز صلاتها الاستراتيجية مع اليونان، متهما تركيا ليس فقط بتفاقم التوترات الإقليمية بل بالفشل في الالتزام بمسار عملها الموعود في ليبيا التي مزقتها الحرب.
وقال ماكرون في تصريحاته المشتركة مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الذي يقوم بزيارة رسمية إلى فرنسا، إن بلاده تدعم اليونان وقبرص فيما يتعلق باحترام حقوقهما السيادية البحرية، في الوقت الذي أدانت فيه الاستفزازات التركية.
وأكد الرئيس الفرنسي أن هذا الموقف يعكس أيضاً موقف الاتحاد الأوروبي، وفقا لوكالة الأنباء القبرصية.
وفيما يتعلق بمذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا والحكومة في طرابلس والتطورات الأخيرة في ليبيا، أكد ماكرون أن وجود السفن التركية في المنطقة ينتهك القرارات التي اتخذت في قمة برلين التي عقدت مؤخرا حول ليبيا.
وأكد رئيس الوزراء اليوناني أن اليونان وفرنسا تدينان بشكل مشترك الأعمال غير القانونية التركية في قبرص، وكذلك مذكرة التفاهم غير السليمة بين أنقرة وطرابلس.
وقال إن "أي حل في ليبيا يحتم إلغاء هذه المذكرة، إن هذه المذكرة ليس لها أي سند قانوني- وأن هذا الموقف قد عبرت عنه أيضاً دول أخرى"، مضيفاً أن الطريقة الوحيدة لحل الخلافات هي احترام القانون الدولي.
ورحب متسوتاكيس أيضاً بوصول البحرية الفرنسية إلى المنطقة كضامن للأمن.
واختتم حديثه بالقول أن "اليونان وفرنسا يقومان بإنشاء إطار للتعاون، إن وزيري الدفاع لدينا على اتصال مستمر فيما يتعلق بكل القضايا المتعلقة بالمنطقة".
وذهب وزير الدفاع اليوناني، نيكوس باناجيوتوبولوس، في الآونة الأخيرة إلى أبعد من ذلك، محذرا من أن القوات المسلحة اليونانية "تدرس جميع السيناريوهات، بما في ذلك سيناريو الاشتباك العسكري" في مواجهة العدوان المتزايد من أنقرة، رفضًا للمطالب التركية بتجريد اليونان من 16 جزيرة بحر إيجة، واتهم تركيا بإظهار سلوك استفزازي غير مقبول.
وبذلت فرنسا جهودا من أجل وجود بديل أمني أوروبي في مضيق هرمز بعد استبعاد الانضمام إلى تحالف بقيادة الولايات المتحدة لحماية ناقلات النفط وسفن الشحن مما وصفته واشنطن بتهديدات من إيران.
وقالت وزارة القوات المسلحة الفرنسية يوم الخميس إن الفرقاطة كوربيه بدأت في تنفيذ دوريات في مضيق هرمز، وأضافت أن فرقاطة هولندية ستنضم للفرنسية في غضون نحو أسبوعين.