الطبيب المصري عمر هشام: فريق بحثي شاركني في الوصول لعلاج جديد للسرطان (حوار)
الطبيب المصري عمرو هشام المساهم في الوصول لعلاج جديد للسرطان
من داخل مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، خرج الباحث المصري عمرو هشام عبدالحميد، ليستكمل دراسته في الخارج بعد أن تعلم الطب في جامعة المنوفية، حاملًا على أعناقه أحلام أهل قريته في علاج أفضل، خاصة من الأمراض المستعصية والتي تتسبب في وفاة الكثيرين، لذا كان أهم ما يشغله هو آلامهم وكيف يصل لعلاج يخفض من صوت آهاتهم، وهو ما جعله في وقت قليل باحث عالمي يتشرفون به.
نجل الدكتور هشام عبدالحميد رئيس مصلحة الطب الشرعي وكبير الأطباء الشرعيين الأسبق، تمكن من التوصل برفقة فريق بحثي في جامعة هارفارد الأمريكية، من علاج جديد للسرطان يدعى "تازفيريك"، لذا حاورت "الوطن" الدكتور عمرو، ليكشف لنا عن الجزئية الدقيقة التي يعالجها العقار الجديد، ويشرح لنا دوره ضمن فريق البحث، ويكشف لنا عن طموحاته للفترة المقبلة.. وإلى نص الحوار:
* في البداية.. كيف كانت رحلتك الدراسية من مصر إلى أمريكا؟
درست في كلية الطب بجامعة المنوفية، وعملت بها لأقل من سنة كطبيب لعلاج الأورام، ثم بعدها صوبت أنظاري نحو الدراسة في الخارج، فانتقلت إلى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية.
* متى انضممت للفريق البحثي للعلاج الجديد؟
بعد دراستي للماجستير في جامعة هارفارد، بدأت أبحاثي مع الفريق الحالي في معهد دانا فاربر التابع للجامعة.
* ماذا يعالج الدواء الجديد بالضبط؟
دواء "تازفيريك" الحاصل على الموافقة من هيئة الأغذية والدواء الأمريكية، يعالج أحد الأنواع النادرة من أورام الأنسجة الرخوة يدعي "ورم شبيه الظهاري او Epithelioid Sarcoma"، والذي يصيب قرابة 100 حالة سنويًا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ورم مقاوم للعلاج الكيماوي والإشعاعي ويؤدي لوفاة معظم مرضاه في خلال عام.
* ماذا كانت خطوات فريقك البحثي في اكتشاف العلاج الجديد؟.. وما هو دورك بينهم؟
كنت أقوم بعمل أبحاث لاختبار هذا العقار على البشر برفقة فريق بحثي من قسم الأنسجة الرخوة بمعهد دانا فاربر، وقمنا باستخلاص بيانات المرضى الذين تم علاجهم في آخر 20 سنة ومن ثم مقارنتهم بالعلاج الجديد "تازفيريك"، وقد تم عرض البحث في مؤتمر جمعية أورام الأنسجة الضامة باليابان ومؤتمر الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام بإسبانيا.
*عملت على علاج لمرض صعب.. هل انتابك خوف من فشل الأبحاث على السرطان؟
السرطان ليس مرضا واحدا لكنه آلاف الأنواع المختلفة في التشخيص والعلاج، ووصولنا لعلاج لنوع ما لا يعني بالضرورة علاج الأنواع الأخرى، كما أن اكتشافنا لعلاج لنوع معين لا يعني أنه تم شفاء هذا النوع بنسبة 100% والقضاء عليه، حيث إن الأدوية تختلف في مفعولها من مريض لآخر.
*هل العلاج الجديد يشفي كليًا من السرطان؟
احتمالات أي دواء للسرطان قد يؤدي إلى الشفاء التام من الورم "اختفاء الورم"، أو يحقق استجابة جزئية "انكماش"، أو يعمل على ثبات "استقرار" حجم الورم بدون زيادة أو نقصان لكنه لا يقضي عليه، وأخيرًا قد لا يستجيب الورم للعلاج على الإطلاق فيتم تغيير العلاج.
*ما هي أكثر الصعوبات التي واجهتك في اكتشاف العلاج الجديد؟
الصعوبة التي كانت في البحث تتعلق بندرة المرضى وعدم قدرتنا على التعرف عليهم في البداية، أيضا ضيق الوقت المخصص للإجابة على تساؤلات هيئة الأغذية والدواء الأمريكية، كما أن الرسائل القادمة من الهيئة كانت غير مبشرة في كثير من الأحيان وتعبر عن عدم اقتناع الهيئة بالملف المقدم، وهذا آثار استغرابنا لأن مفعول الدواء كان جيدا للتحكم بالورم.
*ماذا كان شعورك بعد أن ظهر العلاج الجديد إلى النور؟
لم أستغرق كثيرا في الاحتفال، لأنني أعمل برفقة فريقي، على عدد من الأدوية الجديدة، على سبيل المثال دواء "تازفيريك" هو الدواء الثاني الذي تنتجه مجموعتنا في أقل من شهر.
*وما هي طموحاتك وخطواتك في الفترة المقبلة؟
بالنسبة لي، يوجد عقار آخر أعمل عليه حاليًا، وهناك أخبار جيدة سيتم إعلانها في شهر مايو المقبل.