حسن الجندي: "الصغار" بيحبوا كتب الخيال العلمي والرعب
حسن الجندي
قال الكاتب الشاب حسن الجندى، المشهور لدى جيل الشباب بأنه «كاتب رعب»، إن الشباب فى سن المراهقة يتعرضون لثقافة مختلطة ولديهم مصادر اطلاع واسعة من خلال وسائل التواصل الاجتماعى، والإنترنت، وكذلك يتابعون الأدب والسينما العالمية، مؤكداً أنهم يتميزون بوعى مرتفع. وأضاف «الجندى» فى حواره لـ«الوطن» أن دور النشر الخاصة والرسمية تحتاج إلى الاهتمام بالدعاية، والإبداع فى إخراج شكل الكتاب، وإيجاد طرق أكثر ملاءمة للوصول للقراء الشباب، إلى نص الحوار:
كاتب شاب: وزارة الثقافة تحتاج إلى إنشاء منافذ بيع كثيرة لإصداراتها
البعض يعتقد أن المراهقين لا يقبلون على القراءة.. فما رأيك؟
- ليس بالضبط، لكن هم لديهم مصادر متعددة للحصول على المعلومات، ليس أولها الكتاب، ومنها مواقع التواصل الاجتماعى الكثيرة، كما أن القارئ فى هذه السن واسع الاطلاع على الأدب العالمى والسينما العالمية.
ما أكثر الألوان الأدبية التى يقبل عليها المراهقون؟
- أبناء هذه السن يقبلون بشكل أساسى على الخيال، وذلك بسبب زيادة الوعى لدى هذا الجيل، كنتيجة طبيعية لاستخدام الإنترنت بكثرة، كما أن الأفلام والمسلسلات الخيالية أسهمت فى ميل المراهقين إلى قراءة الخيال العلمى والرعب أيضاً، أفضل من الأجيال السابقة، ونشأت لديهم رغبة فى مشاهدة وقراءة هذه الألوان بروح محلية. وبعضهم يرى أن قراءة أدب الرعب له القدرة على تفريغ الدماغ من مشكلات الحياة، وبالتالى يحقق القارئ المتعة بالخيال.
المراهق لديه قدرة كبيرة على مواكبة التطور ويتمتع بحس نقدى أعلى من الأجيال الكبيرة
خلال الكتابة كيف تأخذ فى اعتبارك هذه الصفات؟
- أعمل حسابها بشكل كبير، خاصة أنى من مدرسة تفكر فى القارئ، فبعض القراء لديهم تحسس من بعض الأمور مثلاً، البعض لا يحب الخوض فى المسائل الدينية، وأرى بالطبع تنوع ثقافة القارئ فى هذه السن، الذى يتميز بسعة الاطلاع، ولا ترضيه سوى الحبكات المحكمة، كما أنى ملزم أيضاً بمواكبة تطور وسعة الاطلاع، كما أحياناً أتعمد التحاور مع الأولاد فى هذه السن لأفهم أفكارهم وأستوعب نظرتهم للموضوعات المفضلة والمكتوبة، وحتى أراعى مسألة اللغة، التى تختلف عما اعتدنا عليه وقت أن كنت فى مثل سنهم، فسرعة المعلومات أثرت أيضاً على اللغة التى لا بد أن يستخدمها الكاتب، فأهتم بالوصول إلى درجة من التبسيط غير المخل، حتى لا ينفصل القارئ عن خيال الرواية، (خاصة أن هذه الفئة سريعة الملل، ولديها قدرة على الملاحظة الجيدة) ولديها استعداد للتخلى عن الكتاب بسهولة.
هل تعتقد أن لدينا اهتماماً بالكتابة والنشر لهذه الفئات؟
- بدأ مؤخراً، ودور النشر تنبهت إلى تحقيق مبيعات جيدة من هذه الكتابات، ووزارة الثقافة تمتلك عدة قطاعات تعمل فى مجال النشر، لكن المشكلة فى هذا النشر الرسمى أنه يعتمد على جودة المحتوى فقط، دون الاهتمام بشكل الغلاف مثلاً، كما أن الدعاية ليست كافية للأعمال العظيمة، التى تصدرها الوزارة، وأحياناً تكون المشكلة أن منافذ التوزيع فى الغالب غير كافية، وطبعاً يحسب للوزارة انخفاض أسعار الكتب، خاصة أن دور النشر الخاصة تعلمت من أوروبا تصميم الأغلفة بشكل جاذب للشباب، وتنجح فى المشاركة فى المعارض الخارجية، لأن المقاييس اختلفت، زمان كنا نشترى الكتاب على اسم المؤلف حتى لو كان بدون غلاف.
ولا بد من تنظيم معارض فى الجامعات وإنشاء منافذ بيع، وتطوير المكتبات المدرسية، التى لديها مشكلة أن كتبها فى الغالب لا تناسب ذوق هؤلاء الشباب، وأيضاً لا بد فى حصص «المكتبة» تعليم الطلاب النقد وكتابة رأى نقدى سواء سلباً أو إيجاباً، بما يتيح لهم التعبير عن آرائهم وأن يكون لديهم حس نقدى.
ما دور الأسرة فى التشجيع على القراءة؟
- الانتباه إلى المجال الذى يفضله المراهق، وتبدأ الأسرة فى إهداء ابنها كتباً خفيفة فى هذا المجال، وهو سيتصفح الكتب إن لم يقرأها فى البداية، وفى الغالب سيصل إلى الخطوة التالية، وهى القراءة، مع الوقت، وبعدها تتوسع قراءاته، لتشمل مجالات مختلفة.