"قبائل مصر وليبيا" حفظت الأمن القومي للدولتين
قبائل مصر وليبيا.. روابط دعم ومصاهرة
امتدت العلاقات بين القبائل المصرية والليبية عبر التاريخ لتذيب الحدود بين البلدين، وتخلق حالة من اللُحمة بينهما نظراً للعادات والتقاليد المشتركة والتجارة البينية بين الجانبين، فضلاً عن العلاقات الاجتماعية التى خلقت علاقات تاريخية طيبة كان لها مردود إيجابى على الأمن القومى للدولتين.
«أحمد منصور الحفيان»، ابن قبيلة «أولاد على أبيض» بمطروح، قال إن «العلاقة بين قبائل مطروح وقبائل ليبيا هى علاقة جوار بحكم موقع المحافظة على الحدود الغربية مع ليبيا الشقيقة»، مشيراً إلى أن المصاهرة بينهما، خاصة قبائل الشرق الليبى، خلقت قرابة وروابط عائلية قوية، موضحاً أن قبائل مطروح ومعظم القبائل العربية فى صعيد مصر تربطها روابط عائلية مع قبائل ليبيا وهى قبائل بنى سليم، وجرى تقوية تلك الروابط عن طريق المصاهرة والتزاوج.
"الحفيان": المصاهرة خلقت روابط عائلية قوية
«الروابط الممتدة عبر التاريخ بين قبائل مطروح وليبيا ساهمت كثيراً فى اتحاد الجانبين لمواجهة أية تحديات ناشئة»، بهذه الكلمات بدأ اللواء شرطة متقاعد «عبدالحليم فايز علوش» ابن قبيلة «المنفة»، بمطروح حديثه لـ«الوطن».
وأضاف «صالح العلام العبيدى»، الباحث فى العلاقات الدولية، وابن قبيلة العبيدات، أن «العلاقات المصرية الليبية علاقة مصير عربى مشترك يفرضه الواقع التاريخى والجغرافى وصلة الأرحام»، متابعاً: «لا أؤمن بالحدود التى وضعها الاستعمار لتمزيق الأمة، فنحن شعب وجسد واحد، عاداتنا وتقاليدنا واحدة، لأن الأصل واحد ينحدر من قبائل بنى سليم العربية وجزء من قبائل بنى هلال، التى ننتمى إليها جميعاً، قبائل مصر وليبيا.
"العبيدات": لا نؤمن بحدود الاستعمار
«قبائل ليبيا امتداد طبيعى لقبائل مصر».. بهذه الكلمات وصف سعيد مصطفى، عمدة قبيلة عميرة بمطروح، العلاقة بين القبائل فى مصر وليبيا، مستكملاً: وهذا يرجع لعدة أسباب، منها الجيرة والأنساب، فلا توجد قبيلة من القبائل المصرية إلا ولها أخوال فى ليبيا، كما أن أى قبيلة فى ليبيا لها صلة دم مع القبائل فى مصر وهنا فى مطروح خير دليل، كما أن هذا يرسخ الأمن القومى بين الدولتين من خلال الدم والمصاهرة والامتداد الجغرافى والقبلى والتكاتف الشديد بينهم جميعاً، ما يؤدى إلى استتباب الأمن وينمى حركة التجارة المتبادلة بين الجانبين فى ظل أى ظروف، وحتى فى الشدة التى تتعرض لها ليبيا وقبائلها مثل حصار (قضية لوكيربى) كان متنفسهم هنا فى الجانب المصرى، وجميع السلع والمواد الغذائية ومواد البناء كانت منها، وفى الأوقات الطبيعية لعبت التجارة دوراً كبيراً ولا زالت فى العلاقات الطيبة بين قبائل مصر وليبيا.