في عام 2011 شهدت العاصمة العمانية مسقط، افتتاح أول دار للأوبرا في منطقة الخليج وثاني دور الأوبرا في العالم العربي بعد أوبرا القاهرة، القرار الذي اتخذة السلطان العماني الراحل قابوس بن سعيد بن تيمور، جاء تتويجًا للمسيرة الثقافية في عمان.
وتوفي السلطان العماني قابوس بن سعيد بن تيمور، في الساعات الأولى من صباح اليوم، عن عمر ناهز 79 عاما.
وقال السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان في كلمته في افتتاح الأوبرا آنذاك "إن الوقت قد حان لتتويج مسيرة التراث الثقافي العماني الثري بتبني أفكار تعزز الثقافة العالمية وتسهم في تقدمها، ومن أجل تحقيق ذلك الهدف انشأنا دار الأوبرا السلطانية في مسقط لتكون مركزا ثقافيا عالميا"، بحسب "بي بي سي"
وشهد حفل الافتتاح المبهر تقديم أوبرا "توراندوت" للموسيقار الإيطالي الشهير جيانكومو بوتشيني، وشاركت في الحفل نخبة من أشهر فناني الأوبرا في العالم، وجاءت الموسيقى من أوركسترا "فوندازيوني أرينا دي فيرونا"، والأداء الغنائي من فريق من الأصوات الأوبرالية بقيادة بلاسيدو دومينجو، وكان الحفل من إخراج الإيطالي فرانكو زيفريللي.
أوبرا مسقط أنشأت عام 2001 على مساحة 80 ألف متر مربع
بدأ إنشاء دار أوبرا مسقط في عام 2001 بأمر من السلطان قابوس الذي يشتهر بحبه للموسيقى والفنون، وجاء المبنى متسما بأكبر قدر من الإبهار المعماري على مساحة 80 ألف متر مربع، ويتضمن المسرح الكبير المزود بأحدث تقنيات الصوت والصورة ، ومساحات خضراء شاسعة وعدد من المطاعم ومحلات التسوق الفاخرة ومركزا ثقافيا.
وكان السلطان الراحل أمر ببنائها في عام 2001م، وجرى البدء في الأعمال الإنشائية للمبنى بالفعل عام 2007، ليكون الافتتاح في 12 أكتوبر 2011، لتصبح منارة ثقافية يشار لها بالبنان على شاطئ الخليج، وهي في الواقع جاءت تتويجًا لمسيرة التنمية الثقافية المستدامة التى تشهدها السلطنة، وانطلاقا من أهمية التنمية الثقافية كإحدى ثمار النهضة الحديثة ودورها الفاعل فى التقارب بين الحضارات.
وتعد "دار الأوبرا السلطانية" خطوة كبرى في تطور التصاميم المعمارية العمانية، لتدمج بين العمارة التقليدية العربية الإسلامية والأخذ بعين الاعتبار التناسق والتناغم بين العناصر والتشكيلات المختلفة، فأصبحت دار الأوبرا تحفة معمارية، تجمع بين تفاصيل القلاع العمانية المتمثلة فى الفتحات المتكررة الواقعة فى أعلى الجدران الخارجية، إلى جانب استلهام تراث المشربيات الخشبية التى تميز البيوت العربية في تصميم بعض التشكيلات الخشبية داخل المبنى وفي تصميم الفوانيس والثريات.
وتتضمن الأوبرا المسرح الكبير والذي تقام فيه الحفلات والعروض الفنية، وقاعة للمؤتمرات والمحاضرات والندوات، ومركز للإنتاج الفني والموسيقي والمسرحي وعروض الأوبرا العالمية والعربية والدولية، ومركز تجاري يضم ماركات عالمية فاخرة، كما يضم هذا المركز العديد من المطاعم العالمية، إضافة إلى حدائق من الطراز الأندلسي والإسلامي والأوروبي.
تعليقات الفيسبوك