بمناسبة 50 عاما على سيامته.. القمص بطرس .."أيقونة المحبة والسلام"
صلى له البابا كيرلس.. وتلمذ على يد البابا شنودة
القمص بطرس بسطوريوس ، وكيل مطرانية كفر الشيخ
مبتسماً بشوشاً في وجه كل من يقابله، مُحباً لكل من يعرفه، يحمل في قلبه الخير للمسلمين قبل المسيحيين، لُقب بـ«أيقونة المحبة والسلام»، لأنه دائماً يدعوا لهما بكل خطاباته في كافة المناسبات، يحتضن الفقراء ويفضلهم عن نفسه، يعشق الجلباب الأسود، وارتداه كراعياً لكنيسة مارجرجس بدسوق منذ 50 عاماً، يعرفه الصغير قبل الكبير في دسوق وكفرالشيخ، ويلجأ له الكثيرون باعتباره رئيساً ثانياً لبيت العائلة المصرية بالمحافظة، فهو رمزاً للمحبة بالمحافظة.
عام 1945 لم يكن العالم يعرف أن القمص بطرس بطرس بسطوريوس، سيكون واحداً ضمن أكثر الشخصيات تأثيراً على الحياة الرهبانية في كفرالشيخ بشكل خاص ومصر بشكل عام، بل امتدت سيرته الطيبة للعالم أجمع، فالقمص الذي جرت سيامته راعياً لكنيسة مارجرجس بدسوق عند عمر 25 عاماً، بعدما توفى والده عام 1969 وجرى رسامته في 7 يناير عام 1970، استطاع أن يُكون علاقات محبة مع أولاده الأقباط وإخواته المسلمين، وعرفان ووفاء له صمم الجميع على سيامته كاهناً على هذه على الرغم من أنه بدأ مرحلته الجامعية قبل 3 أشهر من سيامته.
تخرج بطرس في الكلية الإكليريكية، وعمل أستاذًا لعلوم الكتاب بالكلية الإكليريكية بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية، كما عمل بالتدريس في أكثر من 10 أفرع للكليات الإكليريكية بمصر، وأجرى نهضات روحية وعظات تعليم في كل إيبارشيات القطر المصري، فالرجل الذي جرى سيامته قبل 50 عاماً ينتمي لجذور كهنوتية بدأت في الثلاثينات من القرن العشرين، فجد والده القمص بسطوروس صليب، كان كاهناً لكنيسة مارجرجس بكفر يوسف حنس، وجد والدته القمص يوسف بنيامين، كان كاهناً لكنيسة مارجرجس بدسوق، ووالده بدأت خدمته بكنيسة مارجرجس بسيدي سالم، ثم انتقل للخدمة بكنيسة مارجرجس بدسوق عام 1958 وهو من فكر في تجديد الكنيسة، ولكن لم يسعفه العمر، حيث توفى بحادث سيارة سنة 1969، ومن بعده جرت سيامته بنفس الكنيسة.
«أنت مش نافع».. جملة قالها أحد الكهنة بالكنيسة عقب رسامته، الذي كان يريد أن يكون كاهناً بدلا منه، وبعد صلاة الإكليل، حينما استدعاه المتنيح نيافة الأنبا ديسقوروس، مطران المنوفية، والذي انتدبه المتنيح الأنبا إيساك، مطران البحيرة والغربية وكفرالشيخ لقراءة فصل إنجيل العشية، كانت هذه العبارة القصيرة المؤلمة دافعاً قوياً ليجتهد الرجل ويكون جديراً بالخدمة والمخدومين وبهذه الدعوة، ومن حسن حظه افتتح المتنيح قداسة البابا شنودة، فرعاً للكلية الإكليريكية بالإسكندرية، وكان من الرعيل الأول الذي تتلمذ على يده، فعاش معه 4 أعوام، تلميذا له وحصل على الشهادة الجامعية من الكلية الإكليريكية بالإسكندرية، ورسم المتنيح نيافة الأنبا بيشوي، المعلم اللاهوتي القدير أسقفا لإيبارشية دمياط وكفرالشيخ وديرالقديسة دميانة، وكان بطرس تلميذا له فتعلم من عمالقة التعليم.
عاصر القمص بطرس، ثلاثة من الآباء البطاركة، ولكل منهم محبة في قلبه، حيث عاصر المتنيح البابا كيرلس، والمتنيح البابا، شنودة، والبابا تواضروس البابا الحالي، ولكل منهم تأثيراً إيجابياً في حياته، حيث كان لزاماً أن أذهب للبابا لينال بركته، فسافر بعد استلام الذبيحة، وكان يرافقه أحد الأراخنة الكبار«الحاج رياض المنصوري» هكذا كان يطلق على من يذهب للقدس، والتقى المتنيح البابا كيرلس، الذي صلى له، قائلاً «لازم تبقى جدع زي أبوك»، وحينها شعر بقوة وبركة، أما المتنيح البابا شنودة كان لهما سوياً لقاءاءت كثيرة وكلفه بكثير من الأعمال وهو من إختاره عضواً فى بيت العائلة، أما البابا تواضروس، فقدم له الشكر لمحبته الكبيرة، واختاره ضمن الوفد الرسمي لزيارة القدس في يناير 2016 ، وشكره على كلمته المؤثرة التي هنأه فيها بالعيد الـ50 لرسامته.
القمص بطرس رجلاً مُحباً يؤمن بالمحبة التي أوصاهم بها السيد المسيح، وهي الوصية العظمى، والذي قال بشأنها «تحب قريبك كنفسك والقريب هنا هو كل عضو في الإنسانية»، ومنذ سيامته وهو حريص على تقديم المحبة للجميع، لا يفرق بين مسلم أو مسيحي الجميع في نظره أولادي وأصدقائه وأحبائه، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، مُحباً أيضاً للقراءة والاطلاع، ويهتم بالتعليم والإرشاد، فهو أستاذاً لمادة الوعظ بمعظم الكليات الإكليريكية في مصر، وأمنيته أن يعم السلام ويشمل كل بيوتنا وأن يكون عالم «الميديا» سبباً فى القرب من الله وليس البعد عنه.