أطفال الفشل الكلوي: "آلام الوجع.. وبهدلة السفر"
أطفال الفشل الكلوي
على أسرة صغيرة بغرفة كُتب عليها «وحدة الغسيل الكلوى» يلقى العشرات من الأطفال أجسادهم النحيلة التى هدها المرض، منتظرين بدء جلسة الغسيل التى يقطعون لها مسافات طويلة تتجاوز الـ3 ساعات حتى يحصلوا عليها، فالمرض الذى سكن أجسادهم لم يكن العائق الوحيد أمامهم لممارسة حياتهم اليومية بشكل طبيعى، إنما هناك أزمات أخرى زادت من آلامهم وأوجاع أسرهم، تتمثل فى عدم توافر وحدات غسيل كلوى للأطفال فى محافظاتهم، إما لصغر سنهم أو لعدم توافر فلاتر غسيل تتناسب مع أوزانهم الضئيلة، فلم يجدوا أمامهم سوى وجهة واحدة هى القاهرة التى أصبح السفر إليها يُشكل أزمة كبيرة بالنسبة لهم، فهم يتكبدون عناء السفر 3 أيام أسبوعياً للحصول على العلاج، بجانب تكاليف المواصلات التى ينفقونها ذهاباً وإياباً بما يفوق قدرتهم المادية.
«الوطن» رصدت معاناة بعض الأسر الذين يترددون من مختلف محافظات مصر على وحدات الغسيل الكلوى بالقاهرة، واستمعت لحكاياتهم التى بدأت منذ إصابة أبنائهم بالفشل الكلوى، لتنقلب حياتهم منذ تلك اللحظة رأساً على عقب، فمنهم من اضطرته ظروفه إلى ترك محافظته والبحث عن سكن بديل بالقاهرة توفيراً للوقت والنفقات، ومنهم ما زال يقطع مسافات طويلة لعلاج طفله بعدما باءت محاولاته فى إيجاد سرير وفلتر مناسب لسنه فى محافظته بالفشل، مطالبين وزارة الصحة بتوفير وحدات خاصة لأبنائهم فى المستشفيات لعلاجهم ورفع العبء عن كاهلهم.