كاتب بحريني: الالتفاف حول "المشير حفتر" ضرورة لأنه الوحيد القادر على طرد فلول الإخوان وداعميهم
الكاتب والمحلل السياسى البحرينى طارق العامر
قال الكاتب والمحلل السياسى البحرينى طارق العامر إن الدول العربية مطالبة بالتوحد خلف الموقف المصرى من التدخل التركى فى ليبيا، لأن أى تهديد لأمن مصر هو تهديد لأمن الخليج، مؤكداً أن «أردوغان» يسعى إلى وضع قدمه فى ليبيا بعد أن وجد موطئ قدم فى الخليج عبر القاعدة العسكرية فى قطر.. وإلى نص الحوار.
طارق العامر: نتمنى تحركاً دبلوماسياً وسياسياً عالمياً لمواجهة أطماع "أنقرة"
كيف ترى موقف مصر ودول الخليج من التحرك لمواجهة تدخل تركيا فى ليبيا؟
- الموقف المصرى أوضح من موقف دول الخليج، ونتمنى أن يكون هناك تحرك على الصعيد الدبلوماسى والسياسى والتنسيق العسكرى لمواكبة التحركات المصرية، لأن ليبيا قضية عربية وليست مسألة أمن قومى لمصر فقط بل لجميع الدول العربية، والمعنى بذلك أكثر دول الخليج؛ لأن التهديد الذى يطال مصر يطال الخليج، ونتمنى أن تتخذ دول الخليج مواقف أكثر وضوحاً فى هذه القضية، رغم أنه لا غبار على موقف البحرين والسعودية والإمارات فى ذلك، حيث أعلنوا رفضهم للتدخلات التركية، ووقوفهم مع مصر يعنى الوقوف مع ليبيا.
وما دور الليبيين لمواجهة تحركات «أردوغان» فى إرسال قوات إلى ليبيا؟
- الليبيون عليهم أن يدركوا تماماً أن وقت الخلاف انتهى والتهديد سيطال الجميع والغزو التركى سيصب جام غضبه وناره على كل الأطراف السياسية المختلفة ومن الضرورى الآن التوحد ووضع الخلافات جانباً، وأحيى هنا القبائل الليبية التى وقفت صفاً واحداً بإعلانها رفض التدخل التركى، ونتمنى من الجميع الالتفاف حول المشير خليفة حفتر لأنه هو الوحيد القادر على طرد فلول الإخوان وداعميهم ومواجهة التدخل التركى.
الوجود التركى سيجعل المنطقة مهددة من قبَل أكبر قوتين طامعتين فى الوطن العربى
ما تعليقكم على مواقف المجتمع الدولى من التدخل التركى؟ وهل يمكن التعويل على موقف غربى وأوروبى قوى ضد «أردوغان»؟
- الموقف الدولى لا يزال فى طور التصريحات والبيانات، وإيطاليا هى الوحيدة التى تتحرك بشكل ملموس فى المتوسط، ويجب أن يكون هناك موقف من الناتو بالوقوف مع حليفهم اليونانى، ومن المهم أن يؤكد المجتمع الدولى أن المغامرة التى يسعى لها «أردوغان» لن تترك لها الفرصة، وأن ليبيا لن تُترك له، والبحر المتوسط ليس بحيرة تركية، والمعنيون هم الدول المطلة على البحر المتوسط، ويجب وقف البلطجة العثمانية لأن مهاتراته وطيشه السياسى لن يكون محل سكوت أو صمت أو ترحيب من المجتمع الدولى، والقوى الكبرى عليها إرسال سفنها لتأمين البحر المتوسط ونشوب أى خلاف فيه سيعود بالضرر على المجتمع الدولى بأكمله.
كيف تعلّق على موقف البحرين بإعلان دعمها لمصر فى كل ما تتخذه من إجراءات لحماية الأمن القومى العربى؟
- أى تهديد لمصر هو تهديد للبحرين، والموقف البحرينى موضع ترحيب وتقدير من جانب مصر، ونتمنى من كل دول الخليج أن يكون موقفها داعماً لمصر، وهذه قضية عربية يجب أن تكون جميع الدول العربية على موقف واحد منها، فلا يمكن لأى طرف عربى تبرير التدخلات التركية، ونحن جميعاً على فوهة بركان ليس فى المتوسط فقط ولكن أيضاً فى الخليج نتيجة الأحداث الأخيرة فى العراق، والمواقف الداعمة للتدخل خيانة للقضايا العربية ومبادئ الأمن القومى العربى.
هل الولايات المتحدة لديها استعداد لمواجهة أطماع تركيا فى المنطقة وتهديدها لقبرص واليونان حليفى «واشنطن» أم أنها مشغولة بالملف الإيرانى؟
- لا أتصور أن أمريكا، وهى الدولة العظمى، ستشغلها معركة واحدة مع إيران نتيجة اغتيال قاسم سليمانى، «واشنطن» لديها القدرة على مواجهة عدة محاور وعدة جبهات، ولا أتصور أن «واشنطن» ستنشغل عن البحر المتوسط وتقف موقف الصامت، فإذا وقفت دول الخليج وراء مصر وقفة حاسمة سيكون للولايات المتحدة دور قوى فى مواجهة التدخل التركى، لأنها أقرت مؤخراً قانون توسيع شراكاتها بدول شرق المتوسط لمواجهة التحركات التركية فى المنطقة، والبحر المتوسط ممر دولى مهم والولايات المتحدة لا ترى أنه بالإمكان إحداث صراع فى المنطقة يؤثر على النفط والغاز والتجارة العالمية، خاصة أن الشركات الأمريكية مشاركة فى استخراج الغاز فى هذه المنطقة، وترك «أردوغان» يبتلع ليبيا سيكون إعادة لسيناريو العراق وابتلاع إيران لها بعد الغزو، وليبيا دولة عربية مهمة ولا نريد أن نخسرها كما خسرنا العراق لصالح إيران، لأن وجود تركيا فى ليبيا سيجعل المنطقة مهددة من قبَل أكبر قوتين طامعتين فى الوطن العربى.