هل يمنع المجتمع الدولي أردوغان من دخول ليبيا؟
خبراء يرسمون خريطة التحركات الدولية ضد ليبيا
تحدى إرادته.. هل يمنع المجتمع الدولي أردوغان من دخول ليبيا؟
في تحد واضح وصارخ لرفض المجتمع الدولي، وانتهاك لقرار البرلمان الليبي، الذي ألغى مذكرة التفاهم بين حكومة فايز السراج وتركيا، أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن وحدات من الجيش بدأت التحرك في اتجاه ليبيا.
الدكتور محمد حامد، خبير الشؤون الليبية، أكد أن أردوغان أرسل بالفعل قوات إلى ليبيا قبل الإعلان الرسمي، لافتًا إلى أنه يرغب في فرض نفسه كطرف في حل الأزمة الليبية وغاز شرق المتوسط، بشرعية الأمر الواقع واستخدام "البلطجة".
وأضاف حامد لـ"الوطن"، أنه رغم الرفض الدولي لتحركات أردوغان إلا أنه لن يتحرك بشكل كبير لإيقافه فعليًا، حيث سيقتصر الرد على الإدانات وربما يتم عقد مؤتمر دولي كبير لتسوية الأزمة الليبية، التي وصلت إلى مرحلة لا بد من وضع نهاية لها.
حامد: أردوغان ربما يتراجع دون مكاسب.. ومجاهد: اليونان ستحرك الاتحاد الأوروبي ضده
وتابع أن فكرة فرض عقوبات على تركيا ربما لن تكون واردة، لأنه بالفعل تم فرض عقوبات عليها بعد العدوان على سوريا في العملية المسماة بـ"نبع السلام"، إلا أن المجتمع الدولي سيقنعه بالتراجع مقابل بعض المكاسب كما حدث في "نبع السلام"، إلا أنه في النهاية لم يحصل على شيء ولم يتم إبعاد الأكراد.
من جانبه، يرى سيد مجاهد، الباحث في العلاقات الدولية، أن أردوغان لم يبالِ برفض المجتمع الدولي، فالثقة في حكومة السراج لم تعد موجودة بعد اعتمادها على ميليشيات أجنبية ترعاها دول مثل قطر وتركيا، إلا أن تركيا صممت على تحقيق مصالحها بغض النظر عن الضرر الذي سيلحق بليبيا ودول الجوار.
وتابع في حديثه لـ"الوطن"، أن رد الفعل الدولي على قرار أردوغان لن يكون بالقوة المتوقعة أو الكافية لإيقافه على الفور، فالأمم المتحدة رغم رفضها الأمر إلا أنها لن تتخطى الإدانة، وهو القرار الذي ستلجأ له المنظمات العالمية والإقليمية كالاتحادين الاوروبي والأفريقي وجامعة الدول العربية.
وأشار مجاهد إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستاخذ موقف المتفرج، فهي لا تتدخل في نزاعات بشكل مباشر إلا إذا كانت تضر مصالحها أو ستحقق مصالح من خلفها، كما أن تركيا في الغالب لا تتحرك إلا إذا كان معها ضوء أخضر من أمريكا.
وواصل أن بعض الضغوط ربما يتم استخدامها على تركيا من الاتحاد الأوروبي بخلاف الإدانة، فاليونان ستحاول دعم قضية ليبيا داخل الاتحاد الأوروبي للتحرك ضد تركيا، كما أن دول مثل فرنسا وألمانيا ستتحرك لعقد مباحثات لحل الأزمة، ربما تصل لعقد جلسات في مجلس الامن لمناقشة الأمر.