"كعبولة" كلبة بلدي عرّفت "يوسف" قيمة كلاب مصر
لم يكن يوسف رضوان يعلم الكثير عن "الكلاب البلدي" في مصر، حتى صادف "كعبولة"، بدأت الحكاية حين كان يوسف يهم بقيادة سيارته، فإذا به يسمع صرخة تأتي من أسفل السيارة، كانت هناك كلاب مولودة أسفل السيارة اكتشف أنه كُسرت قدم أحدهم، لم يرحل يوسف مثلما يفعل كثيرون يواجهون مثل هذا الموقف، ولم يخف من "الكلبة" الأم التي قامت بعضه وسط خربشات صغيرة من الصغار الذين رفضوا أن يأخذ "يوسف" شقيقهم.[SecondImage]
في عيادة الطبيب البيطري كانت الكلبة تئن من الألم بينما يوسف يئن من العضة التي تعرّض لها، وبمجرد علاجها قام بأخذها إلى البيت حيث أقامت لديه فترة من الزمن بدأت معها الحكايات: "كانت صغيرة جدًا، يا دوب عشرين يوم، وكانت بتتوجع من رجلها، وبتحاول تتعلم العض، المفروض الكلبة الأم بتعلم ولادها العض، لكن أنا طبعًا مقدرتش أعلمها ده، فعانيت فترة من عضاتها الكتير".
لم يقدم يوسف على إلقاء الكلبة في الشارع مرة أخرى، خاصة في سنها الصغير جدًا: "في المرحلة دي الكلبة اعتبرتني مامتها، وبعد ما كنت مسميها كعبول على اعتبار إنها ذكر، اكتشفت إنها بنت، وكانت اتعودت على الاسم فقررت أزوّد تاء مربوطة وتبقى كعبولة".
تجربة تربية كلب بلدي في البيت كانت شيقة حقًا، بدأ يوسف في البحث على شبكة الإنترنت عن معلومات عنها ليكتشف عدة أمور: "إسرائيل خدت كلاب بلدي من مصر وسجّلوها عالميًا تبعهم باسم (كنعان)، وابتدى يتعمل عليها اختبارات، خدت خلالها مراكز متقدمة جدًا في القدرة على التكيف والذكاء، وده لمسته بنفسي، كعبولة بتقدر تميز مين اللي عمل لها الأكل، ولو في حد في البيت أو لأ من غير ما الباب يتفتح، وحاجات كتير بفضل حاستيّ الشم والتذوق عندها".
يتأمل يوسف الحوادث اليومية لكلاب الشارع في مصر، فيشعر بأسى شديد: "عندنا عقدة الخواجة، لو شوفنا كلب أجنبي نقول واو، مع إن الكلاب دي لو نزلت الشارع بتموت لأنها عاجزة عن التكيف، لأنها برية في الأصل وأصبحت أليفة، ممكن تقعد في شقة أو قصر، وفاؤها شديد، ولطيفة جدًا مع الأطفال والناس بشكل عام، في أوروبا اللي بيربّي كلب بلدي بيتقال عنه إنه شخص مميز، أما هنا في مصر بيتم النظر ليهم على أنهم ناس غريبة بتربي كلاب مصري وسايبة الكلاب الألماني !!".