"حيرة رياض الأطفال".. المدارس أنهت الدراسة والوزارة تطالبهم بالاستمرار
الأطفال في المدارس- صورة أرشيفية
بين الاستمرار في الذهاب إلى المدرسة، والانقطاع، تسبب قرار وزارة التربية والتعليم، باستمرار الدراسة لفصول رياض الأطفال، حتى 23 يناير المقبل، في خلق حيرة بين المعلمين وأولياء الأمور على وجه التحديد، بين منع أطفالهم من الذهاب إلى المدرسة، بسبب عدم وجود معلمين يدرسوا لهم نظرًا لإنشغالهم بالإشراف على الامتحانات، وبين رغبتهم في استمرار ذهاب أطفالهم للمدرسة، لاستكمال شرح المناهج المقررة عليهم.
"خالد": انشغال المعلمين في الامتحانات السبب.. وقرار الوزارة "حبر على ورق"
يقول خالد صفوت، مؤسس جروب "ثورة أمهات مصر"، إن قرارات وزارة التربية والتعليم في غالبية الأوقات، "حبر على ورق"، لم تنل من الخبرة ما يؤهلها للتطبيق على أرض الواقع، لافتا إلى أن الوزارة بررت استمرار الدراسة لمدارس رياض الأطفال حتى 23 يناير، بسبب كثافة المناهج المقررة للأطفال، وإتاحة الفرصة للمعلم لشرحها بشكل جيد، وفقا للخطة الزمنية لتوزيع المناهج، قائلاً: "وده كلام نظري ملوش علاقة بالواقع".
وأضاف "خالد" لـ"الوطن"، أن ما يحدث على أرض الواقع، مخالف تماما لقرارات وزارة التربية والتعليم، مبررا عدم استكمال المعلمين في المدارس شرح المناهج، نظرا لعدة مشاكل تواجههم في تنفيذ قرار وزارة التربية والتعليم، منها عجز المعلمين، ما يجبرهم على عدم استكمال شرح مناهج رياض الأطفال، بسبب انشغالهم بالإشراف على امتحانات المرحلة الابتدائية، بالرغم من صدور قرار بعدم إشراف معلمي رياض الأطفال على الامتحانات، مؤكدا: "مدير المدرسة دلوقت مفيش عنده مدرسين يشرفوا على الامتحانات، فبالتالي هياخد معلمي رياض الأطفال".
وتابع "خالد"، أن إشرافهم على الامتحانات، أجبرهم على شرح أجزاء معينة من المناهج للأطفال، والانتهاء من الشرح قبل الموعد المحدد، وفق الخطة الزمنية لمناهج الوزارة، موضحا أن ذلك يؤدي إلى سخط أولياء الأمور: "كده التيرم خلص والمناهج لسه مخلصتش"، مشيرا إلى أن الأطفال يهتموا بالذهاب إلى المدارس، حتى بداية الامتحانات العملية في العلوم والكمبيوتر، التي تبدأ قبل الامتحانات الرسمية بأسبوعين، مؤكدا أن المدارس في هذه الحالة ترفع الغياب عن الأطفال.
وأوضح أن ولي الأمر، يستسلم بالأمر ولم يكلف ابنه بالذهاب إلى المدرسة، طالما المعلمين منهمكين في الإشراف على الامتحانات، قائلاً: "غير ده كله، أصحاب الطفل بطلوا يروحوا المدرسة، فخلاص مفيش حد هيفكر يروح تاني".
"شيماء": لم يجري الانتهاء من شرح المناهج.. والطفل هو المتضرر الأول
من جانبها أكدت شيماء علي، من أولياء الأمور، أن عدم ذهاب الأطفال إلى المدارس، وانتهاء دراستهم قبل الموعد الذي قررته وزارة التربية والتعليم، يرجع لأسباب عديدة، أهمها خوف ولي الأمر على طفله: "الأولاد سنهم صغير مش هيستحملوا يروحوا المدرسة لحد 23 يناير، كمان المدارس قالت للطلبة متجوش".
وأضافت "شيماء"، أن ولي الأمر يشعر بالقلق على ابنه من الإصابة بالإنفلونزا، ما يدفعه لمنعه من الذهاب إلى المدرسة، وإنهاء فصله الدراسي في وقت مبكر للغاية، مؤكدة أن غالبية المناهج، لم يجري الانتهاء من شرحها بشكل كامل، لافته إلى أن بعض المعلمين، مستمرين حتى الآن في الشرح، إلا أن الأطفال لم تهتم بالذهاب إلى المدرسة، ومدارس أخرى انشغل المعلمون بالامتحانات، وأنهوا شرح المناهج قبل الموعد المحدد لها.
وزارة التربية والتعليم: نسير وفق جدول زمني وانهاء الدراسة قبله يهمل جزء من المنهج
من جانبها قالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الجدول الزمني الموضوع لطلاب رياض الأطفال، الذي يستمر حتى 23 يناير المقبل، جرى تقسيم المناهج عليه، وإنهاء الدراسة قبل هذا الموعد، يعني التغاضي عن جزء من المنهج أو التسرع في التدريس للطلاب.
وأضافت الوزارة، أنه يتعين على جميع المدارس الحكومية والخاصة، العمل على استمرارية الدراسة حتى الموعد المحدد، مضيفة، أن هناك جولات مفاجئة، ولجان متابعة، ستمر على المدارس، للتأكد من استمرار الدراسة، مطالبة الطلاب بعدم الانصياع لـ"تلميحات" المدارس، بانتهاء الدراسة.
وأكدت على أن معلمي رياض الأطفال، جرى إعفائهم من الإشراف على الامتحانات، حرصا من الوزارة على تأدية دورهم، في استمرار الدراسة.