"شتاء الشائعات" موسم الفرار من شبح "إنفلونزا الخنازير"
صورة تعبيرية عن الإصابة بالإنفلونزا
فى هذا التوقيت من كل عام تنتشر الشائعات فى كل مكان حول انتشار الفيروسات فى المدارس، ما يتسبب فى غلق بعضها، لكن الهلع عمَّ عدة محافظات مؤخراً بشكل زائد على الحد بسبب شائعة سرت كالنار فى الهشيم عن انتشار «إنفلونزا الخنازير» بين طلبة المدارس، وتداول أولياء الأمور الخبر فيما بينهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى واتخذ بعضهم سبلاً متنوعة لحماية صغارهم من الفيروس، إذ لجأ البعض للذهاب إلى هيئة «المصل واللقاح» باحثين عن مصل للوقاية من ذلك الفيروس، فيما قررت بعض الأمهات إبقاء صغارهن فى المنازل وقت الأزمة أملاً فى النجاة من الإصابة. على الجانب الآخر أكد عدد من أطباء المناعة أن المصل ليس هو الحل الأمثل لكنه حل للحالات الأكثر احتياجاً أو الأكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسى أو من يعانون من أمراض نقص وضعف المناعة، فيما أوضح متخصصون أن الفيروس المنتشر ليس سوى إنفلونزا موسمية وتصاحبها أعراض شديدة غير نزلات البرد العادية، ونصح الأطباء باتباع تغذية سليمة تقوى من جهاز المناعة حتى يتمكن من مقاومة الفيروس.
أولياء أمور: خوفنا على أبنائنا وراء عدم إرسالهم إلى المدرسة
وسائل عديدة لجأت إليها الأمهات لحماية أطفالهن بعد تداول شائعات انتشار الإنفلونزا بين الطلبة وإغلاق عدة مدارس، من بينها مدرستان فى التجمع الخامس أغلقتا أبوابهما يومين متتاليين، فيما أغلقت مدرسة أخرى بالتجمع الأول بعض فصولها للمرحلتين الابتدائية والحضانة، بعد إصابة تلاميذها بالإنفلونزا وانتشارها بينهم بشكل كبير، واكتفت أمهات عديدات بمذاكرة دروس الأبناء بالمنزل خوفاً عليهم من انتقال العدوى إليهم، فيما قامت أخريات بإعطاء أبنائها مصلاً خاصاً بالإنفلونزا الموسمية والاهتمام بتغذيتهم تجبناً لتعرضهم للفيروس.
"هند": "مش هضحّى بأولادى بعد ما سمعنا إن فيه طلبة اتنقلوا للمستشفيات".. وننتظر من "الصحة والتعليم" بياناً رسمياً عن انتشار المرض
هند شاهين، ولية أمر 3 طلاب بمراحل دراسية مختلفة، تقول إنها اضطرت بعد انتشار شائعات على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بعودة إنفلونزا الخنازير وانتشارها بين الطلبة، إلى منع أبنائها الثلاثة من الذهاب للمدرسة منذ 3 أسابيع خوفاً عليهم من انتقال العدوى إليهم، وفقاً لكلامها: «مش هضحى بولادى وأخليهم يروحوا مدرستهم وبعد كده يحصل ليهم حاجة، خصوصاً بعد ما بقى فيه أطفال بتتعب، وسمعنا إن فيه منهم نقلوه المستشفيات، فالأفضل إنى أخليهم فى البيت».
لم تكن تلك هى المرة الأولى التى ينتشر فيها فيروس الإنفلونزا بالمدرسة، فقبل عدة سنوات، حين انتشرت إنفلونزا الخنازير بمصر، انتقلت العدوى للمدرسة وأصيب عدد من الأطفال بها، ما دفع إدارة المدرسة حينها لإغلاقها لتعقيمها من ناحية وتفادى انتشار العدوى بين باقى الطلبة من ناحية أخرى، بحسب كلام «هند»، مضيفة: «لما إنفلونزا الخنازير انتشرت فى المدارس، فيه أطفال مع ولادى جالهم الفيروس ونقلوهم المستشفى، وبعدها قفلوها فترة طويلة، وطبعاً لو رجعت تانى هيخافوا يقولوا عشان سمعة المدرسة، ولذلك أنا ماستنتش لما ده يتكرر تانى وقعدت عيالى».
وتوضح «هند»، التى تعمل مُدرسة فلسفة بمدرسة خاصة، أنها قررت بمجرد سماعها عن انتشار الإنفلونزا الذهاب بأبنائها الذين ما زالوا يدرسون بالمرحلة الابتدائية إلى هيئة «المصل واللقاح» للحصول على مصل الإنفلونزا الموسمية نظراً لضعف مناعتهم، على حد قولها، مشيرة إلى ضرورة إصدار بيانات من قبَل وزارتى التعليم والصحة لنفى أو تأكيد ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعى لطمأنة الأسر على أطفالهم واتخاذ الإجراءات اللازمة معهم.
لم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لـ«هند بدر»، ولية أمر لطفلين بالمرحلة الابتدائية بإحدى المدارس التجريبية، إذ قامت بعد سماعها عن انتشار الإنفلونزا بتقليل عدد أيام حضورهما بالمدرسة خوفاً عليهما من إصابتهما بعدوى، خصوصاً أن طفليها لم يأخدا أى تطعيم هذا العام سواء داخل المدرسة أو خارجها، وفقاً لكلامها: «كنا متعودين كل سنة ياخدوا تطعيم فى مدرستهم وبنكتفى بيه، لكن السنة دى ما حصلش، فبقيت أخليهم يروحوا يومين فى الأسبوع مش أكتر عشان أكون مطمنة عليهم»، لافتة إلى أن مدرسة ابنيها لم تهتم بشكل كبير بالنظافة العامة وهو الأمر الذى يزيد من احتمالية انتشار أى فيروس وانتقالها من طفل لآخر.
تعليمات عديدة أعطتها «هند» لولديها منذ سماعها عن الفيروسات المنتشرة فى المدارس وإغلاق بعضها، من بينها غسل أيديهما قبل وبعد تناول الطعام، واستخدام المناديل الورقية والمُبللة لتنظيف الأماكن قبل الجلوس عليها والأدوات التى يستخدمانها، والابتعاد عن أى زميل لهما بالفصل لديه أعراض الإنفلونزا، بحسب كلامها: «الأطفال مناعتهم ضعيفة، وسهل إنها تتنقل ليهم أى عدوى، فبقيت أقولهم يحرصوا على نفسهم، وفهمتهم خطورتها، ده غير إنى فى البيت بحاول أغذيهم بالفواكه والعصاير الطبيعية عشان تكون مناعتهم أقوى».
"داليا": اهتممت بتغذية أبنائى بخضراوات وفواكه غنية بفيتامين "سى" .. ونصحتهم بالابتعاد عن المصابين
أما داليا الحزاوى، ولية أمر لطالب بالمرحلة الإعدادية، فبدأت مع بداية انتشار فيروس الإنفلونزا بالاهتمام أكثر بصحة أبنائها وتغذيتهم بالخضراوات والفواكه الغنية بفيتامين «سى» بجانب المشروبات الدافئة تجنباً لتعرضهم لأى ضرر، خصوصاً مع اقتراب امتحانات منتصف العام الدراسى، مشيرة إلى أن ابنها لم يعد يذهب للمدرسة منذ فترة طوية وإنما يكتفى بمذاكرة دروسه فى البيت، الأمر الذى يقل من حدة انتقال أى عدوى له: «بنحاول نبعد عن أماكن الزحمة عشان مايتنقلش ليهم أى فيروس، ولو اضطروا إنهم يختلطوا مع عدد كبير يمنعوا إنهم ياكلوا أو يشربوا مكان حد بيعطس أو يكح لأن التوعية الصحية أهم حاجة الفترة دى»، مشيرة إلى أنها قامت بإعطاء ابنها مصل الإنفلونزا الموسمية كنوع من الوقاية بعد تردد شائعات بانتشارها وتحذيرات الأطباء من مضاعفاتها.
وتقول سهام حمدى، ولية أمر لطفلة بمرحلة الـ«كى جى» وطالب بالمرحلة الإعدادية، إنها منعت طفلتها من الذهاب للحضانة حرصاً منها على سلامتها، خصوصاً بعدما قرأت على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تحذيرات عديدة من عودة انتشار إنفلونزا الخنازير فى المدارس وإصابة بعض الطلبة بها: «الأيام اللى فاتت الكل كان بيحذر على جروبات المدارس من إنفلونزا الخنازير، ولقيت ناس منعت ولادها إنها تروح مدارسها، فطبعاً خفت على بنتى وقعدتها لحد ما الدنيا تستقر ونتأكد من صحة الكلام ده أو عدمه»، مشيرة إلى أن إدارة الحضانة تواصلت معها منذ يومين فى محاولة منهم لطمأنتها بعدم وجود أى فيروس منتشر بين الطلبة لكنها رفضت عودتها وفقاً لكلامها: «لما بنتى بتكون عندها برد عادى بخليها تقعد فى البيت عشان محدش من زمايلها يتنقل له العدوى، لكن فيه أمهات مش بيفرق معاها وبتسيب ولادها تنزل عادى والحضانة مش بتمنعهم من الدخول طبعاً، فأنا هضمن منين إن ما يحصلش لبنتى أى عدوى».
وتوضح «سهام»، التى تعمل موظفة بإحدى الشركات الخاصة، أن أغلب الحضانات والمدارس لا تهتم بإصدار تعليمات للأولاد أو لأولياء الأمور للحفاظ على سلامتهم من انتقال أى عدوى لهم، الأمر الذى يزيد من احتمالية انتشارها بينهم بسهولة فى حالة إصابة أحدهم بالإنفلونزا أياً كان نوعها.
واقرأ أيضاً:
"المصل واللقاح" ملاذ المذعورين من العدوى.. والصيادلة: "خوف مُبالغ فيه"
أطباء يحذرون: موجة نشاط لـ"الإنفلونزا" تبدأ منتصف يناير المقبل
عوض تاج الدين: الحصول على تطعيم الإنفلونزا الموسمي ضرورة
"الصحة": مصر خالية من "إنفلونزا الخنازير".. ولدينا برامج ترصّد للعدوى منذ ١٩٩٩