بعد فرض العقوبات الأمريكية عليهما.. قصة "السيلين" الشمالي والتركي
ردود أفعال دولية غاضبة على القرار الأمريكي
أعمال بناء "السيل الشمالي-2" - صورة أرشيفية
بعد إقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ميزانية الدفاع، مساء أمس الجمعة، أعلنت الخزانة الأمريكية، أن العقوبات ضد مشروعي "السيل الشمالي-2" و"السيل التركي" الغاز دخلت حيز التنفيذ فورا.
وأوضحت الخزانة الأمريكية، في بيان لها أن "مراعاة شروط إنهاء الأعمال المنصوص عليها (في قانون الميزانية الدفاعية)، تتطلب من الجهات التي قامت ببيع أو تأجير أو توفير السفن المشاركة في مد خطوط الأنابيب على عمق أكثر من 100 قدم تحت سطح البحر، في إطار بناء "السيل الشمالي-2" و"السيل التركي"، ضمان توقف تلك السفن فورا عن الأعمال المتعلقة بالبناء، بحسب "روسيا اليوم".
وتتضمن الميزانية الدفاعية الأمريكية للعام 2020، التي يبلغ حجمها حوالي 738 مليار دولار، تخصيص أموال "لمواجهة روسيا" في مختلف المجالات، بما في ذلك من خلال فرض عقوبات على خطي أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2" و"السيل التركي"، وتشمل أفرادا وشركات عاملة في مد القسم البحري من خطي الأنابيب.
ردود الأفعال على القرار:
حذر السناتور الأمريكي راند بول، في وقت سابق من أن العقوبات الجديدة ستشمل "Allseas"، وشركة "Saipem" الإيطالية، إضافة إلى عدد من الأفراد والشركات في النمسا وألمانيا وهولندا وفرنسا وفنلندا والسويد.
أعلنت شركة "Allseas" السويسرية الهولندية المشاركة في مد الأنابيب لمشروع "السيل الشمالي-2" فجر اليوم السبت، تعليق عملها في انتظار توضيحات من السلطات الأمريكية.
واعتبرت موسكو توجه واشنطن لفرض عقوبات على مشاريع نقل الغاز الروسي انتهاكا للقانون الدولي ومنافسة غير نزيهة، معربة عن ثقتها في أن هذه الخطوة لن تفضي إلى نتيجة.
ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، العقوبات الأمريكية الجديدة، بـ"غير المقبولة"، وتعهدت بمعارضتها، فيما هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفرض عقوبات على واشنطن، إذا فرضت الأخيرة عقوبات على أنقرة بسبب مشروع "السيل التركي".
السيل التركي:
ويعد "السيل التركي" مشروعا عملاقا لنقل الغاز الروسي لتركيا وأوروبا تقدر تكلفته بـ12.6 مليار دولار، تتولى تتنفيذهم شركة "غازبروم" الروسية للطاقة.
ويتكون من إنبوبين متوزاين بطول 930 كيلومترا وعمق 2 كيلو مترات، تحت مياه البحر الأسود، ويغذي الأنبوب الأول تركيا، والثاني دول شرق وجنوب أوروبا، بحسب "سي أن أن".
تم التوقيع على تنفيذ المشروع في 10 أكتوبر 2016، وكان من المقرر أن يدخل إطار التنفيذ في 2019، وهو ما صاحبه العديد من المشكلات انتهت بفرض العقوبات الأمريكية.
السيل الشمالي-2:
يشمل مشروع "السيل الشمالي-2" خطي أنابيب تبلغ قدرتهما الإجمالية 55 مليار متر مكعب من الغاز في السنة، يتم مدهما من سواحل روسيا إلى ألمانيا عبر مياه بحر البلطيق، وتشارك في تنفيذ المشروع، إلى جانب شركة "غازبروم" العملاقة الروسية، شركتا "Uniper" و"Wintershall" الألمانيتان، و"OMV" النمساوية، و"Engie" الفرنسية و"Shell" البريطانية الهولندية.
ويمر خط الأنابيب بمحاذاة دول الترانزيت، هي أوكرانيا وبيلاروس وبولندا وغيرها من دول شرق أوروبا، ويعبر المناطق الاقتصادية الخالصة لروسيا وفنلندا والسويد والدنمارك وألمانيا، ومياهها الإقليمية، بحسب روسيا اليوم.