عمرو موسى في جلسة "النزوح القسري في أفريقيا": مجلس الأمن أخفق في تحقيق السلم والأمن الدوليين
تصوير:
سليمان العطيفى
08:42 م | الخميس 12 ديسمبر 2019
رئيس الوزراء ووزير الكهرباء فى حديث مع رئيس السنغال على هامش منتدى أسوان للسلام
قال عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، إنّه «يعتقد أن المنظومة التعددية الموجودة لم تخفق، ونتج عنها كثير، لا سيما بالنسبة للأجهزة المتخصصة للأمم المتحدة، والتى تعمل فى مجالات الزراعة والصحة والثقافة والملكية الفكرية»، مشدداً على أن مجلس الأمن هو نقطة الضعف والإخفاق فى المنظومة العالمية.
وأضاف «موسى»، خلال كلمته فى منتدى «أسوان للسلام والتنمية المستدامة»، فى جلسة «النزوح القسرى فى أفريقيا»، اليوم، أنّ هذه المنظمات حققت نجاحاً باهراً فى الحصول على الانتباه والعمل من أجل ترويج أهدافها، حتى الجمعية العامة للأمم المتحدة لعبت دوراً مهماً، وتابع: «يصعب الإصلاح بشكل بالغ فى مجلس الأمن، على عكس منظمة اليونيسكو التى من السهل إجراء الإصلاحات عليها»، مشدداً على أنّ مجلس الأمن أخفق فى مهمته لتحقيق والترويج للأمن والسلم الدوليين، وأنّ التحدى كان أكبر من أداء المجلس.
وأردف: «سعينا جاهدين عبر أجيال من الدبلوماسيين الدوليين لتنفيذ إصلاحات فى مجلس الأمن، لكن ثبت أن هذه المهمة مستحيلة، لأن إصلاحه يقع فى يد 5 بلدان بل قوة عظمى واحدة، ما يتطلب عمليات عامة يدعمها الرأى العام الدولى، وهذا الوضع لا يتحمل الاستمرار، من حيث أسلوب المجلس وطريقته فى العمل».
وأشار «موسى» إلى «أن تعريف المنظومة التعددية حدث بالفعل، إذ ظهر شىء حديث على السطح، ألا وهى هذه المنتديات والمحافل، مثل منتدى الاقتصاد العالمى الذى يجمع الكثير من الرؤساء ورؤساء الحكومات والإعلاميين والاقتصاديين، حيث تعد الإضافة الحالية للمنظومة التعددية، وتجمع فى أروقتها آلافاً من المسئولين والقطاع الخاص»، مشدداً على أهمية الدور الذى تضطلع به مراكز الفكر من حيث اجتماعاتها وأوراقها التى تنشرها والأوراق التى تتمخض حول مناقشاتهم، من حيث توصيات جادة ترسل إلى الحكومات، كما ترسل بعضها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أمين الجامعة العربية الأسبق: أفريقيا جزء لا يتجزأ من الأمم المتحدة.. ونحتاج إلى منتدى اقتصادى خاص بالقارة
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق، إن قارة أفريقيا جزء لا يتجزأ من الأمم المتحدة، بل مجموعة فعالة فيها، إذ إن لها وجوداً قوياً للغاية فى المنتديات الحديثة التى بزغت مثل منتدى ميونيخ للأمن، ومراكز الفكر، مضيفاً أن المنظومة التعددية تمر بتغيرات خطيرة للغاية، وأن القارة السمراء تأثرت بها، متابعاً: «نحتاج إلى منتدى اقتصادى خاص بأفريقيا، لا يجمع فقط رؤساء الدول والوزراء، بل كل قوى المجتمعات الفكرية، ليحضروا ويناقشوا القضايا ويتمخض عنها توصيات تكون موقعة من قبل المشاركين فى هذه المنتديات».
وأوضح أنه حان الوقت لكى يكون هناك مؤتمر اقتصادى خاص بالقارة الأفريقية، وهو مؤتمر أفريقيا الاقتصادى، ينتج عنه مؤتمرات كثيرة بشأن الحقوق الأساسية والبعد الثقافى والاستثمارات، مشدداً على أهمية الدور الذى تضطلع به مراكز الفكر من حيث اجتماعاتها وأوراقها التى تنشرها والأوراق التى تتمخض حول مناقشاتهم، من حيث توصيات جادة ترسل إلى الحكومات، كما ترسل بعضها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
سفير البرازيل: الاتحاد الأفريقى أظهر قوة فى الآونة الأخيرة.. وعلينا إنشاء مركز للتعامل مع النزاعات فى القارة
وهنأ سفير البرازيل فى القاهرة أنطونيو باتريوتا، مصر، بعقد منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، إذ قال خلال كلمته، إنّ «الاتحاد الأفريقى أظهر قوة فى الآونة الأخيرة»، مشدداً على ضرورة العمل مع القارة ومتابعة العمل الدبلوماسى.
وأضاف أنه رغم الفرص التجارية، فهناك مقاومة للنظم المختلفة، متابعاً: «السيد عمرو موسى ذكر عجز مجلس الأمن فى تحقيق الهيكل الرئيسى الذى يمكنه من حسم النزاعات»، مشيراً إلى أن أفريقيا هى القارة التى لا بد أن تعمل على حل المشكلات والمواقف الخاصة بها: «هناك الكثير من النقاشات التى دارت وتساعد على تخفيض ما ذكره وزير الدفاع الكينى صباح هذا اليوم، فيما يتعلق بالإطار المفاهيمى الذى قد يشكل مقدمة الإسهامات التى يمكن الإسهام بها فى التحول الذى حدث فى الأفكار، خاصة الحيلولة دون وقوع النزاعات».
وتابع: «الحكمة تدعونا إلى أن نعمل مع الحكومات ونساعدها على حل مشكلاتها، لا بد من الاعتراف بوضع الدول للاستراتيجيات، وغانا مثلاً حاولت التعامل مع هجوم الإرهابيين على منطقة الساحل والصحراء، من خلال اتخاذ التدابير التى دعا إليها الاتحاد الأفريقى».
وواصل: «الإطار الخاص بالسلم والأمن الذى وضعه المجلس الأفريقى قد يكون معبراً، ومن خلاله نحقق التنمية المستدامة والسلم والأمن بالتعاون مع الأمم المتحدة، كما يمكن أن تساعد منطقة غرب أفريقيا فى تحقيق جدول أعمال 2020، وهذا أمر يرحب به العالم أجمع».
وطالب السفير بإنشاء مركز للتأهيل تابع لمجلس السلم والأمن لمعالجة الأمور والنزاعات بصورة استراتيجية: «لا بد من الدخول فى مناقشات لإلقاء الضوء على المحافل والمنتديات».
من جانب آخر، أكد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، للرئيس السنغالى ماكى سال، على هامش جولة ميدانية لهما فى مجمع «بنبان» لمحطات الطاقة الشمسية بأسوان اليوم، اهتمام القيادة السياسية بملف «تنوع مصادر الطاقة»، بما يلبى كافة الاحتياجات التنموية والخدمية، ويحقق أهداف التنمية المستدامة.
"مدبولى": نتوسع فى "الطاقة النظيفة".. ونتمتع بـ"ثراء فى مصادرها" بما يلبى الاحتياجات
وشدد «مدبولى» على حرص الحكومة ممثلة فى وزارة الكهرباء والطاقة على التوسع فى استخدام الطاقات الجديدة والمتجددة، وإقامة المزيد من مشروعات الطاقة النظيفة، وذلك من خلال تشجيع مشاركة القطاع الخاص فى تلك المشروعات التى تتمتع مصر بثراء واضح فى مصادرها، والتى تشمل بشكل أساسى طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وأشار إلى أن الحكومة وقعت اتفاقيات مع عدد من الشركات المحلية والإقليمية والعالمية، لإنشاء محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأخرى لشراء الطاقة المنتجة من تلك المحطات.
الرئيس السنغالى من "بنبان": نموذج يحتذى به
وأشاد الرئيس السنغالى بالمشروع، مؤكداً أنه نموذج يحتذى فى هذا القطاع.
وقال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، إن الوزارة انتهت من «مجمع بنبان»، والذى يُعد أكبر مشروع للخلايا الشمسية (PV) على مستوى العالم، حيث يتجمع عدد من محطات الطاقة الشمسية فى مكان واحد، بطاقة إجمالية قدرها 1465 ميجاوات، بما يعادل 90% من الطاقة المنتجة من السد العالى.
"شاكر": وصّلناها بـ"شبكة الكهرباء القومية"
وأضاف «شاكر» أن «المجمع» نُفذ بالتعاون مع 32 مستثمراً، وباستثمارات تبلغ نحو 2.2 مليار دولار، وتم تشغيل المشروع بكامل طاقته خلال هذا العام (2019)، ومنح البنك الدولى هذا المشروع لقب «أفضل مشروع» لعام 2019، لما للمشروع من إسهامات كبيرة فى توفير ٧٠٠ ألف طن وفراً سنوياً للوقود، ومنع انبعاثات ثانى أكسيد الكربون.
وأوضح «شاكر» أنه تم ربط وتوصيل محطات الطاقة الشمسية من المشروع بإجمالى قدرات 1465 ميجاوات بالشبكة القومية للكهرباء.
وأشار الوزير إلى أن أطوال الخطوط والكابلات الهوائية التى تم إنشاؤها لربط محطات التوليد بالشبكة القومية للكهرباء تصل إلى نحو 1000 كم، وفى هذا الصدد تمت الإشارة إلى أنه تم إنشاء الخط الكهربائى المزدوج الدائرة رباعى الموصل نجع حمادى الصناعية/بنبان (S3) الشمسية بطول يصل إلى حوالى 195 كم، بهدف تفريغ القدرة المولدة من مجمع الطاقة الشمسية فى بنبان على جهد 500 كيلوفولت، بقيمة استثمارية بلغت 1.65 مليار جنيه، كما أنه يتم إنشاء مركز للتحكم ومراقبة أداء المحطات بمنطقة بنبان، بتكلفة تقدر بـ100 مليون جنيه لمراقبة وتشغيل الـ1465 ميجاوات المتولدة من المجمع.