مسئولون "أجانب" درسوا في مصر: أقمنا وتعلمنا بأقل التكاليف.. وفخورون بالتجربة
عبدالله راشد
«مصر هى الاختيار الأول للدراسة، فهى وطن للتنوع الثقافى والاجتماعى، وتحظى بثقة كبيرة فى جودة التعليم»، هكذا عبّر عدد من المسئولين بالخارج، الذين قضوا فترات دراستهم الجامعية فى مصر باختلاف الأزمنة، مؤكدين أن بناء شخصياتهم جاء من خلال اختلاطهم ودراستهم بالجامعات المصرية.
مستشار وزير التعليم العمانى: مصر وطن التنوع الثقافى والاجتماعى.. والمشروعات القومية معجزات
وقال الدكتور عبدالله راشد السندى، مستشار وزير التعليم العالى والبحث العلمى العمانى للعلاقات الخارجية السابق، إن مصر هى قلعة العلم والعلماء فى الشرق الأوسط، موضحاً أنها تتميز دون غيرها من الدول بأنها وطن التنوع الثقافى والاجتماعى، مؤكداً أن التعليم بها يتميز عن غيره من الدول المجاورة، لقوة أساتذتها وعلمائها قائلاً: «مهما أقول لا أستطيع أن أوفى حقها، فمصر بلد الاحتواء والمواطنة الحقيقة، وأدين لها ولشعبها بكرمهم وحسن ضيافتهم».
وبشأن فترة دراسته فى مصر، أوضح «السندى» لـ«الوطن»، أنه التحق بكلية الحقوق جامعة عين شمس عام 1986، وتخرج عام 1990، لافتاً إلى أنه بعد تخرجه تدرّج فى المناصب القيادية بوزارة الخارجية والوزارات الأخرى، حتى عُيِّن مستشاراً لوزير التعليم العالى والبحث العلمى لشئون العلاقات الخارجية، مشيراً إلى أنه عاش فى مصر 16 عاماً، منها 4 سنوات فى الدراسة و10 فى وزارة الخارجية دبلوماسياً بسفارة عمان داخل مصر، قائلاً: «سعدت بالدراسة فى مصر فترة الثمانينات».
وعن اختيار مصر للدراسة، قال «السندى»: «اخترت مصر من ضمن 4 خيارات كانت متاحة لى للابتعاث؛ مصر والأردن وأمريكا وبريطانيا، وجاء الاختيار على مصر لأن حبها مزروع بالفطرة لدينا، ووجدت فيها كل يوم درساً جديداً أستفيد منه، وحديثى عنها يطول جداً وأحتاج لساعات طويلة وأحمل ذكرى جميلة ولا أستطيع أن أوفى حقوقها، فهى حاضنة العالم كله وهى أم الدنيا».
وقال إن العلاقات الشخصية والصداقة هى مفتاح حل جميع الأمور فى مصر، موضحاً أن الإنسان المصرى يختلف عن غيره فى رغبته بخدمة الآخر واحترامه له: «أتذكّر فى فترة وجودى بالسفارة تعاقب على مصر أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة من عمان، ولم نواجه أى صعوبات فى إنهاء إجراءات أوراقهم داخل مصر، كما أن الحياة فى مصر تختلف عن باقى الدول، مشيراً إلى أنه بأقل الإمكانيات يستطيع الإقامة والمعيشة فيها».
وأكد «السندى» أن التعليم فى مصر يتجاوز التعليم الأكاديمى، قائلاً: «فخور بأنى خريج إحدى جامعاتها، ولى شرف أنى أحد خريجى جامعة عين شمس»، مضيفاً أن الجامعات المصرية، خاصة القاهرة وعين شمس، تتمتع بوجود شخصيات لها فى تاريخ القانون.
وأشار إلى أنه ما زال يتابع أخبار مصر: «مصر دى فى الذاكرة للأبد»، مشيراً إلى أن «ما يتحقق من إنجازات ومعجزات فى وقت قياسى بمختلف المشروعات التنموية والإنسانية والاهتمام بمعالجة المشاكل، سواء كانت العشوائيات أو الأمراض أو غيرها، شىء يدعونا للفخر جميعاً، ومصر تسير بخطوات غير مسبوقة وحققت إنجازات سيذكرها التاريخ وهى حالياً على المسار الصحيح، فمصر هى الاستقرار للأمة العربية وهى طوق الأمان للأمة العربية جميعاً».
الملحق الثقافى الصومالى: أعتز بدراستى فى جامعة عين شمس.. وأشعر بالامتنان للشعب المصرى
وقال الدكتور محمود محمد، الملحق الثقافى لدولة الصومال فى مصر، إنه يحمل فى قلبه وعقله كل الود والاحترام للدولة المصرية شعباً وقيادة، لافتاً إلى أن مصر تمثل له ولجميع الصوماليين البلد الثانى الشقيق لهم والداعم دائماً للدولة الصومالية شعباً وقيادة، مؤكداً أنه سيظل على العهد والوفاء لمصر حتى آخر أنفاسه على وجه الأرض.
وأوضح محمد لـ«الوطن» أن فترة دراسته فى مصر كانت من أقوى الفترات التى ساهمت فى تكوين وتشكيل ثقافته وشخصيته التى ساهمت فى أن تبوأ العديد من المناصب حتى وصل لمنصب الملحق الثقافى فى مصر، موضحاً أنه التحق عام 2009 بالدراسة فى معهد البحوث للدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية، مؤكداً أنه لم يواجه أى عقبات فى إنهاء إجراءات الأوراق الخاصة بالدراسة فى مصر، مشيراً إلى أن شعب مصر يتميز بالمرونة.
وبشأن اختياره للدراسة فى مصر، أوضح أنه قام باختيارها دون غيرها من الدول التى تم ترشيحها له للدراسة بها كدولة ماليزيا، فضلاً عن ترقى المرتبة التصنيفية التى حققتها المنظومة التعليمية فى مصر الفترة الماضية.