في ذكرى الشيخ كشك.. عندما تحول المنبر إلى توك شو
الشيخ عبدالحميد كشك
23 عاما تمر اليوم 6 ديسمبر، على رحيل الشيخ عبدالحميد كشك المولود فى 10 مارس 1933، ورحل يوم 6 دسمبر 1996 وبزغ نجم الشيخ كشك في الخطابة منذ أوائل سبعينات، إلى أوائل ثمانينيات القرن الماضى، حيث كان يتم تداول شرائط التسجيل التى تحمل خطبه، على غرار شرائط الأغاني والموسيقى، بين الجمهور.
عن ظاهرة انتشاره، قال الكاتب الصحفي وائل لطفي لـ "الوطن"، أن الشيخ كشك يعتبر من أوائل بذور ظاهرة الدعاة الجدد، كونه وعلى الرغم من أنه تخرج من كلية أصول الدين وكان متفوقا كلية أصول الدين إلا أنه رفض أن يعمل معيدا بالجامعة، فتم تعيينه خطيبا وواعظا لمسجد عين الحياة بحدائق القبة.
ويقول "لطفى" أن "كشك" اختار الخطابة لأنه كان موهوبا فى الخطابة منذ طفولته، لافتًا إلى أن الشيخ كشك من أوائل الذين استفادوا من الانتشار الذين اشتهروا من خلال استخدام وسائل الاتصال الحديثة، فقد استفاد كشك من الواسع للكاسيت بعد 1973.
وعن طريقته يقول وائل لطفى: "ولم يكن كشك يرتدى العمامة الأزهرية، بل كان لباسه أقرب للجلباب والشكل المعتاد للمصريين وكان أسلوبه مختلفا عن الأزهريين، حيث يقدم توك شو متكاملا، فبعيدا عما يقوله الخطيب العادى من دراسة وشرح القرآن والنصوص الفقهية كان كشك يعكف على دراسة الأخبار على مدار الأسبوع لتوظيفها فى الخطبة، ويعلق على أخبار الفن والسياسة"، لافتًا إلى الأمر الآخر الذى ساعد على شهرته أنه "كان هجَاءً، بمعنى أنه يهجو الفنانين والسياسين وهو ما كان يخلق حالة ارتياح عند الفقراء، التفريغ عند البسطاء الذين كانوا يستشعرون أنه يحقق لهم نوعا من الانتقام من هذه الفئات".
وعن دور المناخ السياسي العام فى الترويج لخطب "كشك" يرى وائل لطفى أن التربة كانت مهيأة له فى نظام السادات الذى كان لديه توجه بالقضاء على آثار نظام سلفه عبدالناصر "وجه كشك خطابه مواكبا للتوجهات السياسية فى السبعينيات، حيث شاع الهجوم على الفترة الناصرية فى ذلك الوقت فكان يهاجم عبدالناصر ورموز نظامه، ويمتدح الإخوان المسلمين ويتحدث عن حكايات التعذيب التى تعرض لها الإخوان فى الستينيات، وفى هذه المنطقة كان لديه الكثير من الأكاذيب والمبالغات"، تماشيا مع ظهور دعاوى ما أسمى العودة للدين فخدم هو هذا الاتجاه، وحتى أنه هاجم الفنانين الذين ارتبطوا بالفترة الناصرية مثل أم كلثوم وعبدالحليم، وغيرهما، موضحا أنه هاجم معظم رموز النخبة اشتبك مع عدد كبير منهم مثل الكاتب أنيس منصور الذى اعترض على النقاب فرد عليه كشك ردا عنيفا كعادته، فما كان من أنيس منصور إلا أن أطلق عليه "كشك فون"، وقال عنه أنه يتربح من شرائط الكاسيت.
وأشار لطفى إلى جمهور كشك كان من الفقراء والغاضبين وقتها، وكانوا يمثلون شريحة واسعة آنذاك، وكان مسموحا له بالخطابة إلى أوسع نطاق طوال الوقت ولم يتم منعه فى هذه الفترة، سجن فى قرارات سبتمبر 1981.