"حماقات أردوغان".. أزمة جديدة مع الناتو وصراع مع الاتحاد الأوروبي
رجب طيب أردوغان
دائما ما يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتغريد السلبي خارج السرب، ضد الدول الأخرى والمنظمات الدولية، واستمرار للأزمات المتعاقبة بين تركيا وحلف شمال الأطلنطي "الناتو"، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الحلف بمعارضة إحدى خططه.
وقال الرئيس التركي، قبيل قمة الناتو المقررة في لندن، إن بلاده ستعارض خطة حلف شمال الأطلسي للدفاع عن دول البلطيق إذا لم يقر الحلف بأن أنقرة تقاتل جماعات إرهابية.
وأضاف أردوغان في تصريحات أدلى بها في العاصمة التركية أنقرة، أن تركيا تتوقع دعما غير مشروط لتصديها للتهديدات الإرهابية.
وقال أردوغان إن أعضاء الناتو ملزمون بإجراء تغيير يتيح اتخاذ مواقف صارمة تجاه كافة التنظيمات الإرهابية، مضيفا أنه في حال لم يعتبر الحلفاء في الحلف "منظمة نحاربها إرهابية سنواجه أي خطوات يمكن أن تتخذ هناك"، في إشارة إلى خطة الناتو للدفاع عن دول البلطيق.
كما اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، القوات التركية بالعمل أحيانا مع مقاتلين مرتبطين بتنظيم داعش في عملياتها بشمال سوريا.
وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "عندما أنظر إلى تركيا أرى أنها الآن تقاتل ضد من قاتلوا معنا. وأحيانا تعمل مع مقاتلين على صلة بتنظيم داعش الإرهابي".
في أزمة أخرى مستمرة حتى اليوم، مع الاتحاد الأوروبي أكد الاتحاد الأوروبي أن النظام القضائي التركي شهد ما وصفه بـ"المزيد من التراجع الخطير"، موجهاً انتقادات حادة للبلاد في عدد من القضايا بدءً بحقوق الإنسان وانتهاء بالسياسات الاقتصادية.
وفي تقريرها السنوي لتقييم جهود تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قالت المفوضية الأوروبية إن حرية التعبير تواجه قيودا وإن الحكومة "أثرت سلبا" على الأسواق المالية.
وجاء في تقرير المفوضية: "يستمر التراجع الخطير في الاقتصاد التركي مما يؤدي إلى مخاوف أعمق بشأن أداء اقتصاد السوق في البلاد".
وأشار التقرير لما وصفه بـ"تراجع خطير في مجالات سيادة القانون والحقوق الأساسية".
واعتبر الاتحاد الأوروبي أن تركيا تواصل النأي بنفسها عن الكتلة الأوروبية وقيمها، لكنه أكد أنه لا يرى سببا لإلغاء محادثات عضوية تركيا في الاتحاد.
واعتبرت المفوضية الأوروبية أن آمال تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي تتلاشى. وأضافت المفوضية أن ترشح تركيا للانضمام إلى أكبر مجموعة تجارية في العالم مجمد بسبب "المزيد من التراجع الخطير" في مجالات حقوق الإنسان واستقلال القضاء.
وأضافت المفوضية عن تركيا: "المفاوضات.. وصلت فعلياً إلى طريق مسدود".
ووافق الاتحاد الأوروبي العام الماضي على أنه لا ينبغي فتح أو إغلاق فصول جديدة في محادثات انضمام تركيا، ويشير التقرير إلى أن "الحقائق الأساسية التي أدت إلى هذا التقييم لا تزال قائمة".
وبدأت تركيا محادثات العضوية منذ أكتوبر 2005، لكن وتيرة التقدم كانت بطيئة للغاية، وتعارض بعض دول الاتحاد الأوروبي انضمام تركيا للاتحاد. وتفضل ألمانيا، على وجه الخصوص، نوعاً بديلاً من "الشراكة المتميزة" لتركيا.
وهدد أردوغان بفتح الأبواب أمام اللاجئين السوريين المتواجدين في بلاده للهجرة لأوروبا، وذلك ردا على الانتقادات الأوروبية للعدوان الذي تشنه بلاده على مناطق سيطرة الأكراد في شمال سوريا.
وقال أردوغان: "أيها الاتحاد الأوروبي، لا يمكنك وصف عمليتنا بأنها غزو، وإلا سنفتح الأبواب ونرسل ثلاثة ملايين ونصف لاجئ"، زاعما أن عدوان بلاده على سوريا هدفه الوحيد هو "القضاء على الإرهاب".