واشنطن تشجع قادة العراق على الاستجابة لمطالب المتظاهرين
وزارة الخارجية الأمريكية
دعت الولايات المتحدة، اليوم، قادة العراق للاستجابة لمطالب المتظاهرين "المشروعة" بعدما أعلن رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي عزمه على الاستقالة، وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نشارك المتظاهرين اسباب قلقهم المشروعة"، مضيفة "نواصل حض الحكومة العراقية على المضي قدمًا بالإصلاحات التي يطالب بها الشعب وبينها تلك المرتبطة بالبطالة والفساد وإصلاح النظام الانتخابي"، بدون أن تتطرق مباشرة إلى قرار رئيس الوزراء.
وكان عبدالمهدي أعلن في وقت سابق اليوم، عزمه على الاستقالة بعيد دعوة المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني مجلس النواب العراقي الى سحب الثقة من الحكومة، لكن ذلك لم يوقف القمع الدامي الذي خلف 16 قتيلا. وأعلن رئيس الوزراء العراقي وهو مستقل لا يملك قاعدة حزبية، قراره بعد شهرين من حركة احتجاج ضد النظام وعرابه الايراني شهدت سقوط 420 قتيلا في العاصمة بغداد ومناطق الجنوب ذات الغالبية الشيعية.
وبدا واضحاً للمرة الاولى، دعم المرجع السيستاني (89 عاما) للاحتجاجات الغاضبة التي تدعو منذ الاول من اكتوبر الماضي، الى "إقالة الحكومة" وتغيير الطبقة السياسية التي تسيطر على العراق منذ 16 عاماً، مع اتهامها بالفساد وهدر ثروات هذا البلد، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".
وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي تلاها ممثله السيد أحمد الصافي في كربلاء، إن "مجلس النواب الذي انبثقت منه الحكومة الراهنة مدعوّ الى أن يعيد النظر في خياراته بهذا الشأن ويتصرف بما تمليه مصلحة العراق والمحافظة على دماء أبنائه، وتفادي انزلاقه الى دوامة العنف والفوضى والخراب".
وبعد ساعات، اعلن عبدالمهدي (77 عاما) المستقل والذي تولى منصبه منذ اكثر من عام، عزمه على الإستقالة، وقال في بيان "سأرفع الى مجلس النواب الموقر الكتاب الرسمي بطلب الاستقالة من رئاسة الحكومة الحالية ليتسنى للمجلس اعادة النظر في خياراته".
وعلى الفور، هتف متظاهرون في ساحة التحرير بوسط بغداد، معبرين عن فرحهم بهذه الخطوة التي تندرج في اطار مطالبهم ب"إسقاط الحكومة" وتغيير القادة السياسيين، لكن ذلك لم يوقف دوامة العنف الذي استمر في مناطق الجنوب الزراعية والقبلية حيث تهدد الفوضى المنطقة منذ ان ظهر مسلحون قبليون لحماية متظاهري الناصرية من جهة ومسلحون مدنيون أطلقوا النار على محتجين في النجف.
وقتل في وقت سابق اليوم، 15 متظاهرا في الناصرية التي تشهد صدامات دموية منذ أمس الخميس، كما قتل آخر بيد مسلحين مدنيين أمام مقر حزب في النجف، بحسب شهود وأطباء.