"منتدى البحوث الإسلامية" يناقش قضية الإلحاد
جانب من المنتدي
شهد اللقاء الحواري الأول الذي نظمه منتدى مجمع البحوث الإسلامية للحوار نقاشات حوارية قوية بين ضيف اللقاء الدكتور عمرو شريف أستاذ الجراحة العامة والمفكر الإسلامي، من جانب وعاظ وواعظات الأزهر الشريف والطلاب الوافدين من جانب آخر.
واستعرض الحوار مجموعة من الأسئلة والشبهات الإلحادية التي تدور في أذهان الشباب ومبرراتها التي يستندون إليها، ثم الإجابة عليها بمنطق عقلي وعلمي.
وفي الإجابة على سؤال كيف ندعم فكرة أن الدين سبب رئيسي للسعادة وللرفاهية ولحياة كريمة وفقا لقول الله تعالي "طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"، قال شريف: " يمكننا أن نقدم السؤال بشكل آخر ونقول ما هو الخطاب الذي يجب أن يقدم به هذا الدين؟، وهنا ينبغي أن نشير إلى أن هناك ثلاثة بدائل الأول منها جانب الجلال الله وهو أن نعرض دائما في خطابنا عذاب النار وعذاب القبر".
وتابع :"البديل الثاني أن نعرض جانب الجمال الإلهي والذي يتمثل في عطاء الله للبشر، وثالثهما هو الجانب الوسط وهو ما التزم به القرآن الكريم، لذلك من الأفضل أن نتبع في دعوتنا وخطابنا المنهج الذي أبلغنا ربنا به في كتابه، فلم يذكر العذاب وفقط".
وأجاب المفكر الإسلامي على سؤال يتمثل في "هل الإنسان كائن مادي فقط أم أنه مركب من المادة والروح؟"، فقال شريف:"إن الإنسان كائن ثنائي مركب من مادة وروح، وهذا المفهوم مفهوم إسلامي خالص أشار إليه القرآن الكريم والسنة النبوية ونجده في واقعنا المعاصر".
موضحا :"فمثلا الحب، هل يمكن أن نفسره على أنه أمر مادي أم يتعلق بالروح كحب الأم لولدها، ويحضرني الآن قصة تحول الدكتور عبد الوهاب المسيري من الإلحاد إلى الإيمان عندما اكتشف الثنائية في حبه لأولاده وزوجته وخرج منها بأن الإنسان كائن ثنائي مركب من المادة والروح".
وأضاف:"هنا نصيحتي للمشتغلين بأمر الدعوة أن يوجهوا خطابهم من خلال دعوة الناس للتفكر في كل مايحيط بهم من خلال هذه الثنائية".
وعن سؤاله حول "هل وجود الله أمر مادي يمكن التأكد منه أم أنه أمر مبني على التخمين؟"، قال شريف :"إن العلم لا يمكن أن يثبت وجود إله لأن العلم مبني على التجربة وكذلك لا ينفي العلم ذلك، أيضا العلم لا يبحث في جوهر المادة وإنما يبحث في آثار المادة مثل قانون الجاذبية فنحن نبحث فيها عن آثار الجاذبية، إذًا نحن في قضية الربوبية نتعامل مع مستوى الأفعال فالعلم أثبت يقينا أن كل قضايا الوجود لابد ورائها من عامل مرجح".
وفيما يتعلق بقضية الإلحاد وهل هو الذي أدي إلى الانفجار العلمي الموجود في هذا العصر الحديث؟، قال الشريف:"ليس كذلك، بدليل الحضارة الإسلامية، وما قطعته في مجال العلم، وفضلها الكبير على الحضارة الغربية".