مهدي البرصاوي: إنتاج "بيك نعيش" كان مستحيلاً في عهد "بن على"
مشهد من فيلم «بيك نعيش»
أعرب المخرج التونسى مهدى البرصاوى، عن سعادته البالغة، لمشاركته لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بفيلمه الجديد «بيك نعيش» الذى عُرض ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية».
وقال «البرصاوى» لـ«الوطن»: «شرفٌ كبير أن أكون ضمن فنانين ونجوم السينما العالمية الموجودين فى القاهرة من أجل عرض أعمالهم فى الدورة الواحدة والأربعين من المهرجان، فهذا يُعد هو أول عرض للفيلم فى الوطن العربى، بعدما عُرض فى تونس، وفخور أن يكون فيلمى هو صاحب الكلمة الأولى فى افتتاح عروض مسابقة آفاق السينما العربية».
وأشار إلى أن الفيلم نجح فى خلق حالة من التقدير والاحترام خلال عرضه فى مهرجان «فينسيا» منذ عدة أشهر، بالإضافة إلى عرضه فى مهرجان «لندن السينمائى»: «لا بد أن أشكر بطلَى العمل سامى بوعجيلة ونجلاء بن عبدالله، على ما قدماه ونفذاه طيلة وقت التصوير، فسامى كان يعيش فى دولة فرنسا، ووقتما أخبرته بتصوير الفيلم جاء لتونس قبل التحضير بشهر لكى يُجرى رفقتنا بروفات العمل التى استمرت لمدة عام قبل انطلاق التصوير».
وتابع: «أحببت أن تكون البساطة هى العنوان الرئيسى فى الأحداث، ولا يكون هناك صخب فى أى مؤثرات إضافية فى الفيلم، سواء كان فى الصوت أو الإضاءة وكذلك الديكور والملابس، أحببت أن يكون التركيز على أحاسيس شخصيتى فارس ومريم».
المخرج التونسى: بدأت العمل فى الفيلم عام 2014
وكشف «البرصاوى» عن كواليس التحضير: «أول جملة بدأت كتابتها فى الفيلم كانت فى عام 2014، وظللت أعمل على الفيلم لمدة 6 سنوات، خاصة أننا حرصنا على الخروج من إطار العائلة التونسية البسيطة إلى إظهار الوضع فى بلادى عقب ثورة الياسمين، فالقصة الرئيسية تدور فى إطار من الحب، حيث إن هناك زوجين يتطوران فى بلاد هى نفسها تتطور، ويتطرق العمل إلى حال الشعب التونسى بعد عدة أشهر من سقوط نظام الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على، وقبل عدة أشهر من مقتل الرئيسى الليبى معمر القذافى».
وعن سبب تقديم العمل فى الوقت الحالى بعام 2019، قال: «مشاكل تونس فى عام 2011 هى مشاكل 2019، فنحن منذ 8 سنوات نعيش فى العديد من التغيرات على المستوى الاجتماعى والثقافى والسياسى والدينى»، لافتاً إلى أنه كان يستحيل تقديم الفيلم قبل ثورة الياسمين أو تحت حكم الرئيس زين العابدين بن على: «المشاكل التى يتحدث عنها الفيلم فى الشارع التونسى كان سيتم منعنا من عرضها، ولكن الآن فى عصر الجمهورية التونسية الثانية أصبحنا قادرين على أن نواجه أى مشكلة تقابلنا فى الحياة سينمائياً».
"بوعجيلة" حضر من فرنسا من أجل بطولته
وحول تطرق الفيلم إلى مشكلة سرقة الأعضاء، وإظهار عصابة من ليبيا تقوم بسرقة أعضاء، قال المخرج التونسى: «مشكلة سرقة الأعضاء كان يمنع تماماً مناقشتها فى عصر الرئيس السابق، وما قدمته فى العمل هو ما حدث فى الواقع حيث فى عام 2011 انتشرت فيديوهات لعصابات قادمة من ليبيا استغلت الفوضى التى كانت تعم البلاد فى الاعتداء وسرقة أعضاء الأطفال الأفارقة الموجودين فى دول شمال المغرب لبيعها».
وأشاد «البرصاوى» بالتطور السينمائى، الذى تشهده بلاده فى الوقت الحالى: «نادراً ما تجد مهرجاناً عالمياً دون فيلم تونسى، فخلال السنوات الأخيرة، أصبح الفيلم التونسى موجوداً فى مهرجانات كان وبرلين وفينسيا وتورونتو، فنحن الآن أصبحنا قادرين على مناقشة أى عمل أو مشكلة».