بعد ما حدث في جامعة "يورك" الكندية.. تعرف على حركة مقاطعة إسرائيل
حركة مقاطعة إسرائيل
في أعقاب فشل المجتمع الدولي، في في وقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، أصدرت الغالبية الساحقة في المجتمع الفلسطيني، من أحزاب ونقابات وهيئات واتحادات وحملات شعبية، نداء في 9 يوليو 2005 نداءً تاريخيًا موجها لأحرار وشعوب العالم، يدعوهم لمقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها كشكل رئيسي من أشكال المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية حتى تنصاع دولة الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان وهذه هي بداية حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها Boycott Divestment and Sanctions المعروفة اختصارا باسم "BDS".
170 اتحاد ونقابة وأحزاب وجهوا في 2005 نداءا تاريخيا لمقاطعة إسرائيل
وشارك أكثر من 170 جسماً من اتحادات شعبية ونقابات وأحزاب ولجان شعبية ومؤسسات أهلية فلسطينية- في النداء التاريخي موجهاً لأحرار وشعوب العالم، يدعوهم لمقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها كشكل رئيسي من أشكال المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية، وكأهم شكل للتضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، حتى تنصاع دولة الاحتلال للقانون الدولي والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وتحديدًا حتى تلتزم بتطبيق ثلاث شروط ضرورية ليمارس الشعب الفلسطيني حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير، وهي:
1-إنهاء إسرائيل احتلالها واستعمارها لكل الأراضي العربية بما في ذلك تفكيك الجدار العازل والمستعمرات.
2-إنهاء كافة أشكال الفصل العنصري ضد الفلسطينيين، واعترافها بالحق الأساسي بالمساواة الكاملة لفلسطينيي 1948.
3-احترام وحماية ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها واستعادة ممتلكاتهم، كما نص على ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.
وكانت جامعة يورك في تورنتو الكندية، شهدت مظاهرة مؤيدة للقضية الفلسطينية ورافضة لاستضافة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي نظمتها حركة مقاطعة إسرائيل، وغيرها من الجمعيات المعادية لإسرائيل في محاولة منهم لإلغاء هذا الحدث، حسب صحيفة "يديعوت احرونوت" الإسرائيلية، وتمت دعوة أعضاء "ميليشيات المواجهة الاسرائيلية" في وفد للبلاد للتحدث إلى الطلاب اليهود الذين أرادوا سماع أدلة على القتال فى قطاع غزة والتعامل مع "الإرهاب". وهتف المتظاهرون خلال الاحتجاجات بكلمات مثل "من النهر إلى البحر سيتم تحرير فلسطين"، وأعرب العشرات من الطلاب عن إدانتهم لاستضافة الجنود الإسرائيليين، الذين وصلوا للحديث عن تجاربهم داخل الجيش، رافعين شعارات "لا لاستقبال القتلة - لا لاستقبال جنود اسرائيل"، فيما اندلعت أعمال شغب بين المؤيدين والمعارضين لإسرائيل وتم استدعاء الشرطة التي اعتقلت بعض المتظاهرين، وفقا لما نشرته وكالة "معا" الفلسطينية، اليوم.
وتتمثل محاور نشاط حركة "BDS":
1-مقاطعة "Boycott": تشمل وقف التعامل مع إسرائيل، ومقاطعة الشركات الإسرائيلية، وكذلك الدولية المتواطئة في انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين، ومقاطعة المؤسسات والنشاطات الرياضية والثقافية والأكاديمية الإسرائيلية.
2- سحب الاستثمارات "Divestment": تسعى حملات سحب الاستثمارات إلى الضغط على المستثمرين والمتعاقدين مع الشركات الإسرائيلية والدولية المتورطة في جرائم دولة الاحتلال والأبارتهايد، بسحب استثماراتهم وإنهاء تعاقدهم مع هذه الشركات.
3-فرض العقوبات "Sanctions": المقصود بالعقوبات: الإجراءات العقابية التي تتخذها الحكومات والمؤسسات الرسمية والأممية ضد دولة أو جهة تنتهك حقوق الإنسان، بهدف إجبارها على وقف هذه الانتهاكات. وتشمل هذه العقوبات: العقوبات العسكرية، والاقتصادية، والثقافية، وغيرها،؛ على سبيل المثال عن طريق وقف التعاون العسكري، أو وقف اتفاقيات التجارة الحرة، أو طرد إسرائيل من المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة أو الاتحاد البرلماني الدولي أو الفيفا أو غيرها.
حركة مقاطعة إسرائيل فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد
من جانبها، ذكرت الحركة على موقعها الإلكتروني، أنها حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني والأبارتهايد الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، وتناولت مطالب حركة مقاطعة إسرائيل طموح وحقوق كافة مكونات الشعب الفلسطيني التاريخية من فلسطينيي أراضي العام 1948 إلى قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، إلى المخيمات والشتات، والذي شرذمه الاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي على مراحل. وأشارت الحركة إلى انها نجحت في بداية عزل النظام الإسرائيلي أكاديمياً وثقافياً وسياسياً، وإلى درجة ما اقتصادياً كذلك، حتى بات هذا النظام يعتبر الحركة اليوم من أكبر "الأخطار الاستراتيجية" المحدقة بها.
وأشارت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، إلى أن حركة مقاطعة إسرائيل هي حركة مقاومة سلمية اشتمالية لا إقصائية مناهضة للعنصرية بكافة أشكالها بما في ذلك الصهيونية، ومعاداة المجموعات الدينية والعرقية كافة، موضحة: تحظى الحركة بدعم من قبل اتحادات ونقابات وأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الدولي وحركات شعبية وغيرها من الجهات التي تمثل الملايين من الأعضاء عبر كافة قارات العالم؛ كما تؤيدها شخصيات مؤثرة في الرأي العام.
وتعتمد أنشطة الحركة على جهود المتطوعين الفلسطينيين والأجانب، ويأتي نطاق هذه الأنشطة: وتتمثل في الداخل بنشر الوعي لدى المواطن الفلسطيني بضرورة مقاطعة المنتجات والمؤسسات الإسرائيلية، وتنظيم حملات دورية في كافة المحافظات الفلسطينية لتحقيق مقاطعة شعبية فاعلة، وأنشطة خارجية تتمثل بالتواصل مع الدول والمنظمات والأحزاب والحركات الشعبية في دول العالم، بهدف عزل إسرائيل وفرض حصار دولي عليها بأشكال متعددة.
حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها حققت انجازات في عدة مجالات
وحققت الحركة عدة انجازات، في المجال الأكاديمي والثقافي:
أعلنت فرقة "تاتس" الموسيقية البريطانية مقاطعة نسخة هذا العام 2019 من مسابقة "يوروفيجن"؛ لكونها ستعقد بدولة الاحتلال الإسرائيلي؛ كما قاطع أكثر من 100 فنان عالمي المهرجان بسبب إقامته في إسرائيل، فيما اعلن قادة جامعات جنوب أفريقيا وشبه جزيرة كيب للتكنولوجيا، وجامعة ديربان للتكنولوجيا، وجامعة مانجاسوتو للتكنولوجيا، وجامعة الكاب الغربية في يناير 2019 انضمامهم إلى حركة مقاطعة الاحتلال. وألغت جامعة ستيلينبوش في جنوب إفريقيا، في شهر نوفمبر 2018 مشاركة باحثين إسرائيليين في مؤتمر أكاديمي.
وتسببت حركة مقاطعة إسرائيل بخسائر كبيرة لمهرجان "ميتيئور" (نيزك) الذي نظم في يناير 2019 في الجليل الأعلى، فيما أعلن مجلس الكنائس الأفريقية المستقلة، في 16 يوليو 2017 والذي يمثل أكثر من مليون مسيحي في جنوب أفريقيا- تأييده لنضال الشعب الفلسطيني وحركة المقاطعة.
في المجال الاقتصادي:
قرر البرلمان الدنماركي في 29 ديسمبر 2018 استثناء المستوطنات من كل اتفاق مباشر ثنائي بين كوبنهاجن و"تل أبيب". وصوت البرلمان الإيرلندي في يوليو 2018 بالأغلبية، لصالح مشروع قانون يحظر استيراد البضائع المصنعة داخل المستوطنات. وسحبت سلسلة من المجمعات التجارية الدولية في العاصمة اليابانية "طوكيو" نهاية 2017 منتجات المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية من معارضها، فيما أعلنت في 30 نوفمبر 2017 منظمة الفلاحين الهندية التابعة للحزب الشيوعي الهندي إحدى أكبر اتحادات المزارعين والعمال في قطاع الزراعة في الهند، والتي تمثل أكثر من 21 ولاية هندية، وتضم في عضويتها 16 مليون مزارع، انضمامها وتأييدها لحركة مقاطعة إسرائيل. وخلال عام 2017 تبنّى أكبر اتحاد لنقابات العمال النرويجية، كونفدرالية نقابات العمال النرويجية، والتي تمثل ما يقارب المليون عامل- المقاطعة الدولية الشاملة لإسرائيل.
وأصدر البرلمان الأوروبي بتاريخ 10 سبتمبر 2015 قرارًا يقضي بتمييز البضائع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية بعلامة"منتَج في مستوطنات إسرائيلية" وليس "منتَج في إسرائيل"، فيما أشار تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية إلى انخفاض الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الاقتصاد الإسرائيلي خلال 2014 بنسبة 46% مقارنة مع عام 2013. وعزت إحدى مُعدّات التقرير هذا الانخفاض الحاد للعدوان على غزة ونمو تأثير حركة المقاطعة.
شركة المياه الإسرائيلية العامة تخسر عقوداً في البرازيل والأرجنتين نتيجة حملات المقاطعة
وسحب صندوق بيل جيتس استثماراته بالكامل، وقيمتها 182 مليون دولار، من شركة "جي4إس" الأمنية البريطانية بسبب تورطها في انتهاكات حقوق الإنسان، ومن ضمنها الانتهاكات الإسرائيلية، فيما خسرت الشركة، وهي أكبر شركة أمنية في العالم- عقوداً مجزية في بريطانيا والنرويج والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا لتورطها في تقديم منتجات وخدمات لمصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلية. واضطر صندوق جورج سوروس في الربع الأول من عام 2014لبيع جميع أسهمه في شركة صوداستريم الإسرائيلية التي تصنع مشروبات غازية في مستعمرة معاليه أدوميم المحاذية للقدس المحتلة؛ وقد خسر سهم الشركة ما يقارب 50% في أقل من عام. وخسرت شركة المياه الإسرائيلية العامة "ميكوروت" عام 2014 عقوداً في البرازيل والأرجنتين والبرتغال وهولندا نتيجة حملات المقاطعة ضدها؛ بسبب دورها في سرقة المياه الفلسطينية وفي السياسات العنصرية الإسرائيلية في توزيع المياه. وقررت الحكومة الألمانية عام 2014 استثناء الشركات والمؤسسات الإسرائيلية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية من أي اتفاق تقني وعلمي. وانسحبت بعض شركات الإنشاءات الأوروبية العملاقة من التنافس لإنشاء مينائين يديرهما القطاع الخاص في أسدود وحيفا خوفًا من تنامي المقاطعة العالمية لإسرائيل.
في المجال العسكري:
صوّت حزب العمال البريطاني، في مؤتمره السنوي العام في سبتمبر 2018، لصالح قرارٍ يدعو لتجميد بيع الأسلحة لإسرائيل، وفتح تحقيقٍ حول الانتهاكات الإسرائيلية واستخدام القوة في قتل وقمع متظاهري مسيرات العودة الكبرى، والرفع الكامل وغير المشروط لحصار غزة. وألغت الحكومة الهندية في 3 يناير 2018 صفقة عسكرية كانت قد وقعتها مع شركة رفائيل للصناعات العسكرية الإسرائيلية بتكلفة إجمالية بقيمة نصف مليار دولار، فيما انسحبت الحكومة البرتغالية في أغسطس 2016 من برنامج تدريب لجهاز الشرطة بالاشتراك مع إسرائيل.وسحبت البرازيل والإكوادور وتشيلي والبيرو والسلفادور عام 2014 سفراءها من تل أبيب؛ كما جمدت تشيلي مفاوضات التجارة الحرة مع حكومة الاحتلال؛ أما الرئيس البوليفي السابق إيفو موراليس فلم يضع إسرائيل على قائمة الدول الإرهابية وحسب، بل وقع بياناً لمعاقبة إسرائيل على جرائمها في غزة، تبنّى فيه مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها. وفرض العقوبات عليها، ليصبح أول رئيس دولة يفعل ذلك، وكذلك فعل القائد التاريخي لكوبا فيدل كاسترو.
وفي 2014، باع صندوق بيل وميليندا جيتس حصته البالغة ما يقارب 180 مليون دولار من شركة "جي 4 إس" الأمنية بعد حملة ضغط من حركة المقاطعة، فيما وقع 6 من حائزي جائزة "نوبل للسلام" على عريضة تطالب بحظر عسكري شامل على إسرائيل؛ كما وقع العريضة أكثر من 90 شخصية عالمية مرموقة وعشرات آلاف المواطنين من حول العالم، وقام ناشطو المقاطعة في نيويورك بتسليم العريضة للأمم المتحدة.
المجال الرياضي:
سحبيت اللجنة البارالمبية الدولية للألعاب في يناير 2019 من ماليزيا تنظيم البطولة الدولية للسباحة والتي كانت مقررة في يوليو 2019؛ وذلك بعد رفضها استقبال السباحين الإسرائيليين. وألغت للأرجنتين في يونيو 2018 مباراتها الودية مع "إسرائيل" والتي كان من المقرر أن تقام بمدينة القدس، فيما ألغت شركة هوندا اليابانية، في 2018، سباقًا كان من المقرر إقامته في مستعمرة "عراد" تحت رعاية شركة السيارات اليابانية العالمية. وقرر بعض ألمع نجوم كرة السلة الأمريكيين الحاليين والمتقاعدين، عام 2014 مثل ماجيك جونسون، إلغاء مشاركتهم في أنشطة رياضية إسرائيلية في القدس المحتلة.