أكاديميون: الأنشطة المدرسية جزء أصيل من المنهج وليست رفاهية
سعيد خليل
الاستيقاظ مبكراً، والواجبات المدرسية المكثفة، والالتزام بوقت الحصص والشرح، هموم يستقبلها الطفل مع بداية العام الدراسى الجديد، وكثيراً ما تسبب له حالة تشاؤم، فبمجرد انتهاء اليوم الدراسى يعود الطفل إلى المنزل منهكاً من الحصص، محاولاً تجميع ما تبقى لديه من قوة لأداء الواجب المدرسى، وفى أحيان أخرى يقرر الطفل عدم الذهاب إلى المدرسة مرة أخرى نتيجة لهذه الهموم، فالأسرة والمدرسة يقع على عاتقهما توفير بيئة تعليمية جذابة للطفل، حسب أكاديميين بكليات التربية، مؤكدين أنه لا بد على الأسرة الاهتمام بالأنشطة الرياضية والترفيهية، بجانب دور المدرسة.
"الشاهد": استثمار طاقة الطفل فى الإذاعة المدرسية والخدمات التطوعية ضرورة
يقول الدكتور أحمد محمد الشاهد، مدرس التربية بكلية تربية الطفولة المبكرة بجامعة السادات، «يجب على الأسر الاهتمام بالأنشطة الرياضية والترفيهية لأطفالهم، واستثمار طاقتهم سواء فى حثهم على المشاركة فى الإذاعة المدرسية أو الكشافة، منذ بداية العام الدراسى الجديد، بجانب الخدمات العامة التطوعية»، لافتاً إلى أن حالة الشجار الدائم التى تنشب بين الأطفال السبب الرئيسى فى وقوعها هو عدم استثمار طاقة الطفل، كما أن عامل التغذية حسب ما أثبتت الدراسات العلمية له دور فى تنشيط وفرط حركة الطفل خاصة عند تناول «المعلبات الجاهزة»، بجانب كثرة مشاهدة أفلام العنف. ويشدد «الشاهد» على ضرورة وضع برنامج محدد للطفل يتمثل فى الاستيقاظ والنوم مبكراً، والحرص على تناول وجبة الإفطار، بجانب ضرورة تعود الطفل على أنشطة مختلفة، كالرسم والسباحة والمسرح والموسيقى، حسب ميوله.
ويؤكد الدكتور سعيد خليل، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، على ضرورة الاهتمام بمختلف الأنشطة الرياضية والمسابقات فى الأيام الأولى من العام الدراسى الجديد، لجذب الطفل للذهاب إلى المدرسة، مشدداً: «يجب على المعلمين اختيار بعض الأنشطة التى يهتم بها الأطفال فى الإجازة الصيفية وتفعيلها فى فترة الدراسة، حتى يتعلم الطفل أسلوب النظام فى الأسبوع الأول، وأن تفعيل الأنشطة يعتمد على تأهيل المعلم جيداً لها»، ويضيف «خليل» أنه يجب على الأسر المصرية قراءة الميول النفسية للأطفال، خاصة الأطفال الجدد، وإعطاء الفرصة لأطفالهم لتصفح البرامج التكنولوجية البسيطة على المواقع الإلكترونية، مثل «بنك المعرفة» حتى تستقر فى ذهنه المعلومات الصحيحة، لافتاً إلى أنه يجب على المدارس الاهتمام بالألعاب المبسطة المهمة تربوياً، بجانب اهتمام الأسرة والسماح للطفل باصطحاب ألعابه إلى المدرسة حتى يمارس نشاطاً اجتماعياً، ولا بد أن تعى الأسرة والمدرس أن الطفل غالباً ما يصاب بحالة من الفتور تدفعه للنوم فى الحصص المدرسية، فيجب على المدرس ألا يوبخ الطفل بطريقة غير أخلاقية تسبب له التنمر والضيق.
ويرى أن الأنشطة المدرسية جزء أصيل فى استكمال المناهج المقررة على الطلاب، وليست عملية ترفيهية، موضحاً أن سبب غياب الأنشطة المدرسية، لعدم تدريب المعلمين فى المدارس عليها بشكل جيد، بجانب كثافة أعداد الأطفال فى الفصول المدرسية بشكل يحجم قدرة المدرس على متابعة الأنشطة بشكل جيد، بالإضافة إلى غياب عملية الرقابة على الأنشطة، والمتابعة المستمرة، مشيراً إلى أن المدارس الخاصة تعتمد على مدرسين «شباب» تنقصهم ثقافة الاهتمام بالأنشطة المدرسية.
الدكتور عنتر عبدالعال، أستاذ التربية بجامعة سوهاج، يرى أن هناك مشكلة كبيرة تواجه الأطفال منذ بداية العام الدراسى الجديد، وهى «صدمة اليوم الأول»، موضحاً أن الطفل كان فى حضن أسرة معينة، بعدها انتقل إلى مجتمع متعدد ومختلف، فيصاب بصدمة، وهنا لا بد أن يكون أول يوم دراسى يعتمد على الأنشطة والترفيه. يقول «عبدالعال» إن الواجبات المدرسية التى يُكلف بها الطفل يومياً تُعد بمثابة «هموم مدرسية»، مؤكداً: «لا بد أن تكون بالتدريج»، مشيراً إلى أن ثقافة «كليات القمة» تجعل الأسر تضغط على الأطفال للاستذكار لأكثر وقت ممكن، ما يسبب الضجر للطفل من المدرسة، ويؤدى لفشلهم.