المناخ يهدد مستقبل الشاى
«هل يأتى اليوم الذى يغدو فيه شرب الشاى مقصورا على الطبقات الغنية القادرة على شراء هذا المحصول النادر؟»، سؤال واقعى وليس مزحة فمستقبل زراعة الشاى مُهدد فى عدد من البلدان الرئيسية المنتجة له بسبب التغيرات المناخية، الأمر الذى يُنذر بارتفاع سعره بشكل جنونى.
وتقول صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن تدهور محصول الشاى يعود إلى الضعف والإنهاك الذى أصاب مراحل زراعته فى الدول الرئيسية الموردة له، ففى كينيا ضعفت الإنتاجية بسبب جفاف المناخ وندرة الأمطار فى وادى ريفت، وفى الهند وسيريلانكا عانى المحصول من الرياح الموسمية المتقلبة الأمر الذى ساهم فى رفع سعره تدريجيا منذ سنتين ونصف إلى حد جعل سعر الكيلو -الذى ارتفع سعره بمقدار 25% منذ بداية هذا العام- يصل إلى 4 دولار قابلة للارتفاع.
ويتركز إنتاج الشاى حول العالم فى الصين والهند وكينيا وسيريلانكا وتركيا، إذ تُلبى تلك الدول ما يقرب من 75% من حاجة سكان العالم للشاى.
ومن جانبها، تخشى منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة من إمكانية استغلال المنتجين والتجار لضعف الإنتاج مع زيادة الطلب على الشاى والمبالغة فى رفع سعره، إلا أنها تراهن على المخزون المتوفر لدى كبار مستوردى الشاى حول العالم وهم روسيا وبريطانيا وباكستان ودول الشرق الأوسط فى تحقيق التوازن بين العرض والطلب.