"الشغل مش عيب".. كريم سائق "توك توك"بقدم واحدة: هكمل دراستي
كريم محمد
من أسرة بسيطة هو أكبر أبنائها، اعتاد كريم أن يعمل أثناء دراسته لتحصيل مصاريفه الشخصية، يومه منقسماً بين محاضراته ووظيفته كمحصل في أحد المحاجر، لم يجد في ذلك أي صعوبة، حتى جاء تاريخ الـ 24 من نوفمبر عام 2015 حاملاً تغييراً جذرياً في حياته، ترك بعده دراسته بكلية السياحة والفنادق والتزم فراشه عامين كاملين بعد أن فقد ساقه اليسرى وأصيب بكسور وتهتك في الساق اليمنى ليبدأ بعدها حياة جديدة عليه الحركة فيها بحساب ولا وجود لليأس أو الاستسلام بها.
7 ساعات كاملة قضاها كريم محمد، صاحب الـ27 عاما، تحت أنقاض جبل انهارت بعض أجزاءه غفلة من فوقه هو وصديقه في مقر عمله بأحد المحاجر، وبعد أن نجحت محاولات استخراجهما توفى صديقه بجواره وأصيب هو بتهتك في القدم اليسرى اضطر للخضوع إلى عملية بتر لها وكسور بالغة في اليمنى ألزمته الفراش، وحسب تعبيره، فقد وظيفته وترك دراسته بالكلية وكان حينها في الفرقة الثانية، وفي كل يوم كان تمر الساعات عليه زمناً طويلاً يفكر فقط من أين سيبدأ وكيف يكمل حياته.
كريم: قضيت عامين كاملين على الفراش وبعد التعافي ساعدني أهل المنطقة لشراء توك توك بالتقسيط
تعافى كريم، الأخ الأكبر لإخوته الأربع، من إصابته وبدأ يبحث عن وظيفة جديدة تناسب حالته الصحية، فكان الـ"توك توك" الخيار الأنسب له، وحسب روايته لـ"الوطن" ساعده جيرانه وأهالي الحي الذي يسكن به بمنطقة البدرشين بالجيزة في شراء "توك توك" بالتقسيط ليبدأ الشاب العشريني ممارسة مهنة جديدة "الشغل مش عيب ومش ببص ورايا"، حسب تعبيره.
التحق بكلية التجارة التعليم المفتوح لاستكمال دراسته بجانب عمله على التوك توك
يوما بعد يوم عُرف كريم بين أهالي منطقته أنه لم يواجه صعوبة في قيادة"التوك توك" بقدمه اليمنى فقط، يغادر بيته في الثامنة صباحا كل يوم ويعود إليه في منتصف الليل لتسديد الأقساط المطلوبة منه، ويتمكن من الزواج قريبا، حسب قوله.
إصرار كريم لم يتوقف عند العمل على"التوك توك" فتقدم للالتحاق بكلية التجارة جامعة القاهرة للتعليم المفتوح، بعد أن ترك دراسته في السياحة والفنادق، وبعد أن اجتاز العام الأول بها بنجاح، كان على موعد مع زيارة بيت الله الحرام لأداء مناسك العمرة في رمضان الماضي،"أهل الخير ساعدوني أحقق حلمي وأعمل عمرة وهكمل شغلي ودراستي عشان محتاجش لحد".
كريم: محتاج طرف صناعي وشغل ثابت مع التوك توك عشان أقدر أتجوز
"وظيفة ثابتة في مجال دراسته الجديد وطرف صناعي يساعده على السير والحركة بشكل أسهل وتسديد ما تبقى من أقساط التوك توك"، أحلام بسيطة تراود ذهن الشاب العشريني كل يوم قبل أن يخلد إلى نومه، يسابق الزمن بقدم واحدة لينتهي من المسؤوليات التي تقع على عاتقه واختتم حديثه قائلا:" محتاج شغل ثابت عشان أقدر أفتح بيت وأعيش كويس مع شغل التوكتوك".