حرصاً على تنمية اقتصاد المناطق السياحية الداخلية المغمورة، وتعريف الشباب بتاريخ وعادات تلك الأماكن، وربطهم بها ثقافياً واجتماعياً، انطلق مشروع «رحلات أماكن» الذى يسعى لتطبيق مفهوم «السياحة فى خدمة المجتمع».
«بدأنا كمبادرة شبابية، ثم تحوَّلنا إلى نظام وكيان مؤسسى ثابت، كمحاولة لتعريف الشباب بالأماكن السياحية الداخلية المرتبطة بالتاريخ المصرى، ساعتها لم تكن فكرة السفر منتشرة بنفس الصورة، ومع التطور الذى طرأ على الحياة فى مصر، طوَّرنا فكرتنا، ليكون تأثيرها أوسع وأعمق، وهو استخدام السياحة الداخلية فى تنمية الاقتصاد المحلى الخاص، وبالتالى تحظى تلك الأماكن بانتشار أوسع تجارياً وثقافياً»، كلمات يسرا منير، أحد المسئولين بالمشروع عن فكرتهم.
تعتبر «يسرا» أن «السياحة المسئولة» هو مفهوم جديد على المجتمع المصرى، ولكنه منتشر فى الغرب، وهو يقوم على عدم اقتصار السياحة على المتعة الشخصية، أو الربح التجارى للشركات، بل يحقق تغييراً جذرياً يقود إلى النمو والتطور: «مثلاً نحن عندما ننظم رحلة، نختار منطقة لها تراث وتاريخ مختلف، فيعرف الشباب أكثر عن بلدهم، وبالتالى يمكنهم ذلك من تطوير دورهم الاجتماعى فى خدمة بلدهم، وفى نفس الوقت نعمل على تعزيز رفاهية المجتمع الذى نزوره، فنطلب من السكان المحليين تزويدنا بالخدمات والمنتجات التى يشتهرون بها، بمقابل مادى، كما ننظم لهم قعدات يحكون فيها تفاصيل خاصة عن تاريخهم وطبيعة منطقتهم، وبالتالى يكون هناك ارتباط نفسى واجتماعى».
زارت الواحات ودهب ومحميات طبيعية وصحارى
من أشهر المناطق التى نظمت لها «يسرا» رحلات كانت الواحات، وقرى تتميز بإنتاجها الزراعى والسمكى مثل «الشخلوبة» فى كفر الشيخ، والمحميات الطبيعية، والصحارى مثل الصحراء البيضاء، وكذلك «دهب»: «نقدم مفهوماً آخر للسياحة المسئولة، بخلاف نشر الوعى الثقافى وتعزيز النشاط التجارى لأهل تلك المناطق، نحن نقوم بنشر مفهوم السياحة البيئية، فننظم دوماً محاضرات بسيطة وخفيفة للمشاركين عن كيفية الحفاظ على البيئة ودورهم المهم فى تلك النقاط، إلى جانب تعريفهم بأن كل منطقة ولديها ثقافة وحضارة مختلفة حتى لو كانت لا تتجاوز بضعة كيلومترات».
سافرت «يسرا» إلى أكثر من 15 دولة بهدف الحصول على الخبرة اللازمة للانطلاق فى المشروع، وضربت مثالاً بإحدى السفريات التى قاموا بها للنوبة، فلم يقبلوا الإقامة فى الفنادق الكبيرة، المنتشرة هناك، وأقاموا مع الأهالى فى بيوتهم، مع دفع تكاليف الإقامة كاملة لهم، بهدف زيادة دخلهم: «نفس الحال حدث عندما كنا فى أسوان، أدركنا أن هناك مشكلة تواجه أهل جزيرة عواد فى مشكلة محطة المياه المتعطلة، وسعينا بكل الطرق لإصلاحها، فنحن نجمع بين السفر وخدمة المجتمع والعمل التطوعى».
تعليقات الفيسبوك