تفاصيل يومي التصعيد.. الاحتلال يقصف والمقاومة ترد ومصر ترعى تهدئة
قصف غزة
يومان من رائحة الحروب التي شهدتها قطاع غزة وسقط فيها آلاف الشهداء على مدار 11 عامًا بدءا من عام 2008 وحتى الآن، الفترة التي شهدت 3 حروب إلى جانب تصعيد من آن للآخر يحصد فيها طيران الاحتلال الإسرائيلي أرواح المدنيين في القطاع المحاصر، بينما كانت صواريخ المقاومة الفلسطينية ترد على القصف بقذائف صاروخية تهدد إسرائيل وخصوصًا في المنطقة الجنوبية في غلاف محيط غزة.
34 شهيدًا و111 مصابًا كانوا حصاد يومي التصعيد الذي بدأه الاحتلال الإسرائيلي على اتجاهين، أمس الأول، في آن واحد، الاتجاه الأول كان الهجوم على منزل القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أكرم العجوري، في دمشق، حيث أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن العدوان الإسرائيلي فجر الثلاثاء تم بـ3 صواريخ، أصاب اثنان منها منزل العجوري في منطقة المزة، ما أسفر عن استشهاد نجله معاذ إضافة لشخص آخر.
ولاحقًا، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي بدورها استهداف منزل عضو مكتبها السياسي أكرم العجوري في دمشق، ما أدى لاستشهاد أحد أبنائه، مضيفة: "أقدم العدو الصهيوني المجرم على اغتيال القائد الكبير المجاهد بهاء أبو العطا أبو سليم باستهداف منزله فجرا في قطاع غزة ما أدى إلى مقتله وزوجته"، وأعلنت الحركة استنفارها، وقالت إنّها "بدأت بالتصدي لهذا العدوان"، وكان ذلك الاتجاه الثاني الذي تحرك فيه جيش الاحتلال الذي قال إنّ عددا كبيرا من الصواريخ أطلق من غزة باتجاه إسرائيل.
وفي وقت لاحق، قبيل ظهر الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن طيرانه الحربي استهدف راكبي دراجة نارية في شمال القطاع، بادعاء أنهما ناشطان في الجهاد الإسلامي، وأنهما كانا في طريقهما لإطلاق قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل. وفي موازاة ذلك أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول شهيد وعدد من الإصابات إلى مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة.
34 شهيدًا و111 مصاب بينهم نساء وأطفال
أكد موقع "عرب 48" استشهد 34 فلسطينيا، بينهم 3 نساء و7 أطفال، وأصيب 111 بجروح متفاوتة، منهم 46 طفلا و20 امرأة، جراء الغارات التي يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي منذ فجر الثلاثاء، على مواقع مختلفة في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقصف الاحتلال منزل عائلة أبو ملحوس في منطقة "البركة" في دير البلح وسط قطاع غزة، فجر الخميس، ما أسفر عن استشهاد 6 أشخاص، بينهم نساء وأطفال، وإصابة 12 شخصًا في جراح مختلفة تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في القطاع المحاصر.
وأعلنت طواقم جمعية "الهلال الأحمر" أن "طواقم الإسعاف انتشلت جثمان شهيدة من جراء استهداف منزل في منطقة البركة في دير البلح وسط القطاع".
ولاحقًا أعلنت الجمعية عن استشهاد 3 أشخاص ليرتفع عدد الشهداء في المكان لأربعة؛ ما أكدته وزارة الصحة لاحقًا موضحة أن عدد الشهداء ارتفع إلى 6.
في الجانب الإسرائيلي ذكر موقع "عرب 48"، أمس الأربعاء، أنه جرى إطلاق رشقات صاروخية مكثفة باتجاه إسرائيل، بما في ذلك المناطق الجنوبية ومنطقة الساحل الواقعة جنوب تل أبيب، قبيل منصف ليل الأربعاء الخميس، وذلك بالتزامن مع إعلان "سرايا القدس"، استهداف "تل أبيب والقدس المحتلة برشقة من صواريخ البراق".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد إطلاق صاروخ صاروخ باتجاه أشدود و"روحوفوت"، وأن منظمة القبة الحديدية، نجحت في اعتراضه. جاء ذلك بعد أن أطلقت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية إنذارًا لسكان أشدود و"روحوفوت" وغديرا، وطالبتهم بالتزام الملاجئ.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان صدر عنه قبل انتصاف ليل الأربعاء الخميس، إن آخر غاراته تمثلت باستهداف الطيران الحربي الإسرائيلي، مقر لقيادة العمليات العسكرية التابع للواء خانيونس في "سرايا القدس"، بالإضافة إلى موقع عسكري للفصائل المقاومة في خانيونس. وقال إن البحرية الإسرائيلية أغارت على مجمع عسكري لتدريبات القوة البحرية التابعة للجهاد الذي يستخدم أيضًا كمستودع للأسلحة.
وأعلن جيش الاحتلال أنه رصد إطلاق نحو 360 قذيفة صاروخية من القطاع منذ أمس، وأن معظمها منذ أمس سقط في مناطق مفتوحة أو أسقط بواسطة "القبة الحديدية"، فيما أصيبت إسرائيلية بجراح وصفت بالمتوسطة في مدينة عسقلان جراء سقوط قذيفة.
وفي ساعات المساء الأولى تواصل سقوط القذائف تحديدًا في منطقة "أشكول" القريبة من القطاع، ودعت أجهزة الأمن المواطنين في البلدات الجنوبية البقاء في مناطق آمنة، خشية من عمليات تسلل أو إطلاق كثيف للقذائف خلال الساعات القليلة المقبلة.
وتزامن هذا التحذير مع صدور بيان مشترك عن فصائل المقاومة المشاركة في هذه الجولة (سرايا القدس وألوية الناصر صلاح الدين وكتائب شهداء الأقصى لواء العامودي وكتائب المجاهدين)، أكدت من خلاله على أن "معركتنا مستمرة والحساب مفتوح مع العدو ".
وأعلنت قصف مدن عسقلان وسديروت بعشرات الرشقات الصاروخية، موضحة أن "هذه الرشقات الصاروخية المباركة جاءت لتؤكد على لحمة وصلابة فصائل المقاومة في ميدان المواجهة مع هذا العدو المجرم الذي حاول الاستفراد بسرايا القدس".
وزارة التعليم الإسرائيلية تعلق الدراسة بسبب التصعيد
وأعلنت وزارة التعليم الإسرائيلية، عن تعليق الدوام الدراسة في المناطق التي تبعد مسافة 40 كيلومترًا من قطاع غزة، فيما أوردت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباءً عن "حدث أمنية" في إحدى التجمعات السكانية الواقعة في "غلاف غزة"، وفقًا للموقع.
تهدئة برعاية مصرية.. الأفعال في الميدان ستحدد الوجهة
أخيرًا، صباح اليوم، توقف إطلاق النار بين حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة وبين إسرائيل برعاية مصرية بعد مقترح قدمته مصر بوقف إطلاق النار.
عن التهدئة، أكد مصعب البريم متحدث باسم "الجهاد الإسلامي"، صباح اليوم، أن الحركة وإسرائيل توصلت لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، وقبول المقترح مصري بوقف لإطلاق النار ابتداءً من صباح اليوم، فيما قال مصدر إسرائيلي إن إسرائيل لم تغير من سياساتها تجاه غزة، وأن العملية العسكرية الأخيرة حققت أهدافها، وأن الأفعال في الميدان هي التي ستحدد الوجهة، وذلك حسبما نقل موقع "عرب 48".
وقال مسؤول مصري لوكالة "فرانس برس" للأنباء، إن إعلان التهدئة جاء «في ضوء موافقة الفصائل الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي على مقترح مصري بالوقف الفوري لإطلاق النار والحفاظ على سلمية مسيرات العودة، وموافقة إسرائيل على مقترح مصري أيضا بالوقف الفوري لإطلاق النار ووقف الاغتيالات، وكذلك وقف إطلاق النار تجاه المتظاهرين في مسيرات العودة"، مضيفًا: "تم الاتفاق على وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة 5,30 بالتوقيت المحلي الخميس".
وقال البريم، في تصريح لوكالة "الأناضول" أن التوافق على وقف إطلاق النار تم تنفيذه وفقا "الشروط المقاومة الفلسطينية والتي مثّلتها وقادتها حركة الجهاد الإسلامي".
وقال مصدر سياسي إسرائيلي لوسائل إعلام إسرائيلية، صباح أمس: "حققنا أهداف العملية، الأفعال على الأرض هي التي ستحدد الخطوات التالية، إسرائيل لم تقدم أي شيء، من يمس بنا - سنمس به. لا تغيير في سياساتنا"، وهو ما اعتبرته وسائل الإعلام الإسرائيلية إقرارًا بوقف إطلاق النار.
وزعم المصدر أن العملية الأخيرة حقق أهدافها لأن "«الجهاد الإسلامي تضررت بشكل جدي، دمرنا بنى تحتية عديدة"، وقال إن أكثر من 20 مقاتلا من الحركة سقطوا بغارات في غزة.بدوره قال وزير الخارجية الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" إنه إذا توقفت الهجمات الصاروخية من غزة، فإن إسرائيل ستتصرف بالمثل، مضيفًا في حديث إذاعي صباح أمس أن "الهدوء سيقابله هدوء".
ورغم ذلك دوت صافرات الإنذار قرابة الساعة السادسة صباحًا في بلدات إسرائيلية، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال في بيان صدر الساعة السابعة صباحًا، إنه لم تطرأ تغيرات حتى الساعة في التعليمات لسكان البلدات الجنوبية والحدودية، وستعلن لاحقًا تعليمات جديدة بعد مشاورات.
ليبرمان: إسرائيل خسرت في المعركة
وكالة "معًا" الفلسطينية ذكرت أن زعيم كتلة "إسرائيل بيتنا" ووزير الجيش السابق أفيجدور ليبرمان ومن خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الاسرائيلي، أمس، اتهم نتنياهو بتضليل الجمهور الإسرائيلي وخداعه من خلال شعارات لا قيمة لها على الأرض، وقال بكل وضوح "إن هناك جهة واحدة انتصرت في هذه المعركة وهي إيران، وأن هناك جهة واحدة خسرت وهي إسرائيل".
وأضاف ليبرمان: "تنظيم صغير مثل الجهاد الاسلامي حظر التجوال على إسرائيل ثلاثة أيام ويأتي نتانياهو ويقول انتصرنا!"، وأضاف "أن نتنياهو يخلق نموذج حزب الله في غزة وبعد عدة سنوات ستكون حماس أقوى من حزب الله وتملك أسلحة مدمرة لأن نتنياهو ينسق مع حماس ويسهل دعمها بالمال وتثبيت سلطتها، هذه هي الحقيقة، وليست الحقيقة أن اسرائيل تحتفل بالانتصار على منظمة صغيرة مثل الجهاد الإسلامي استطاعت قصف تل أبيب وجوش دان ودفع سكان عسقلان ليعيشوا 3 أيام في الملاجئ".