رغم سقوط شعرها.. آية تواجه الاكتئاب بفيديو على فيسبوك: "حبوا نفسكم"
آيه شعيب
فيديو مدته لم تتجاوز الـ 4 دقائق، استطاعت أن تنقل به معاناة فترات طويلة عاشتها من التعب النفسي الذي رافقها في رحلتها من عام 2017، أسبابه لم تبد واضحة لها حتى الآن، ربما هاجمها منذ أن فكرت في تغيير مجال عملها تماما والانتقال إلى مجال آخر، أو بسبب انشغالها برعاية أسرتها الصغيرة وغفلت أن تفعل ما تحب، حتى وصل بها الأمر إلى محاولة الانتحار التي كانت نقطة التحول في مسيرتها وبداية نهوضها من جديد.
في أكتوبر الماضي، قررت آية شعيب، 31 عاما، نشر مقطع فيديو لها وهي تتحدث عن رحلتها مع الاكتئاب، ظهرت خلاله دون "باروكة شعر"، على الرغم من سقوط شعرها بعد تدهور حالتها النفسية، وحسب تعبيرها، قررت أن تشارك الجميع تفاصيل الأزمة التي مرت بها كنوع من الاحتياج للدعم النفسي إلى جانب رغبتها في توصيل رسالة للجميع مفادها ضرورة احترام ضعفنا والاعتراف به حتى نستطيع النهوض من جديد.
لم تمض ساعات على الخطوة الجريئة التي اتخذتها آية، التي تركت عملها في مجال الإعلام وانتقلت بصحبة زوجها وطفلها الصغير إلى مدينة دهب العام الماضي، حتى تفاعل العشرات ثم المئات والآلاف مع الفيديو الذي تروي فيه رحلتها مع الاكتئاب، وحسب حديثها لـ"الوطن" كثيرون دعموها بعبارات حب أبكتها وآخرون تشاركوا معها قصصهم الخاصة عن معاناتهم مع الاكتئاب بعد أن حفزت الجميع لمواجهة حقيقة مرضه النفسي بشجاعة.
شهور طويلة من المعاناة عاشتها الفتاة الثلاثينية، قبل بث الفيديو الخاص بها على موقع فيس بوك، ففي عام 2017 بدأت في تناول مضادات الاكتئاب التي لم تنجح في تخليصها من إحساس الحزن والاكتئاب المستمر، تطور الأمر حتى ظهرت علامات المرض الجلدي "الثعلبة" في رأسها، وسرعان ما انتشر حتى فقدت شعرها بالكامل، وحسب تعبيرها، أضحت باروكة الرأس تلازمها حتى أثناء جلوسها في البيت لعدم قدرتها على رؤية نفسها بهذه الهيئة.
باتت كل السُبل مستحيلة للخلاص من الاكتئاب حتى الحديث مع أقرب الناس إليها لم تعد قادرة عليه، فأقدمت آيه في أغسطس الماضي على الانتحار بتناول جرعات زائدة من الدواء، ولكن تم إنقاذها على الفور وكانت تلك المحاولة الفاشلة بداية التحول في حياتها، حسب تعبيرها.
"بدأت أفكر في أسباب الاكتئاب وأواجه نفسي ومهربش"، استكملت آية حديثها عن رحلتها مع الاكتئاب الذي انتصرت عليه بعد سنوات من المعاناة، ومرت الأيام حتى بدأت في التعافي شيئاً فشيئاً، وحسب روايتها، اهتمت بنفسها وبطفلها وبيتها وعادت لتباشر عملها في المطعم الخاص بها وبزوجها في مدينة دهب واليوم كانت أولى تجاربها في الخروج إلى الشارع دون باروكة على رأسها بعد أن بدأت في التعافي من الثعلبة باستثناء بعض أجزاء شعرها.
"رسالتي للناس خدوا بالكم من نفسهم واحترموا ضعفكم..الاكتئاب مرض أصعب من الأمراض المعروفة لإن فهمه وعلاجه صعب"، اختتمت الفناة الثلاثينية حديثها بتوجيه تلك الرسالة، لافتة إلى أنها لاتزال في رحلتها للتعافي من الاكتئاب وستنتصر عليه بإرادتها ورغبتها.