لم يعودوا يقدمون منتجاتهم على استحياء، أو بشكل هاوٍ وغير منظم كما كان قديماً، بل بدا التخطيط والدقة والحرفية واضحة فى كل تفصيلة فى أجنحتهم، مدركين جيداً تأثيرهم القوى فى نشر ثقافة الزراعة وتربية النباتات عند الجماهير العادية، التى تهافتت عليهم، حتى أصبح من الممكن وصف أصحاب المشاتل بأنهم البطل الحقيقى لمعرض «زهور الخريف».
أسعار مخفضة ولافتات لكل نبات وشرح مجانى لكل أنواع الزراعات
«مشتل أبو يوسف» كان من «المشاتل» التى حظيت بإقبال كثيف فى أول أيام المعرض، وتميز بعرض نباتات بأشكال وأنواع مختلفة، مع كتابة اسم كل نبات، وموطنه ومواصفاته، وهو ما اعتبره «أحمد أبو نبوت» صاحب المشتل، خدمة جديدة، لا يقدمها أصحاب المشاتل: «أردنا أن نقدم للزائر شكلاً مختلفاً من الخدمة، يتميز بالحرفية، مما يسهل رحلته داخل المعرض، فأى سؤال عن أى شىء يخص النباتات حتى لو كان الزائر لن يشترى، نقدمها بصدر رحب، إلى جانب تعليق لافتات بأنواع ومواصفات كل نبات، وهدفنا أكبر من البيع والشراء؛ أن يكون لدى الناس وعى حتى تنتشر ثقافة اقتناء النباتات والزراعة مستقبلاً». يعمل «أحمد» وعائلته فى مهنة الزراعة فى المشاتل منذ ما يقرب من 100 عام، ورثها أباً عن جد، مما جعله وعائلته خبراء فى هذه المهنة، ووسيلتهم هو المشتل الذى يمتلكونه فى منطقة «صفط اللبن»، فى كرداسة: «نحن لا نفوّت معرضاً من معارض الزهور التى تقام فى الأورمان كل عام منذ أواخر عام 2010، كما أننا نشارك فى معارض فى مختلف المحافظات ووصلت إلى 35 معرضاً، كل ذلك أعطانا خبرة كبيرة، فأدخلنا نباتات جديدة وطورناها مثل الأقلوبا، وزهرة الساعة، والزجاج الأسترالى، وهو ما نحاول أن نقدمه للزبائن، وساعدنا فى ذلك وزارة الزراعة التى قدمت لنا تسهيلات كبيرة».
أما عثمان مصطفى، يعمل فى مشتل «أرض الفيروز» منذ أكثر من 20 عاماً، فأكد أن المشاتل المشاركة فى المعرض تستفيد وتفيد، فمن ناحية هى تقدم للزبائن أسعاراً مخفضة، وتضمن لهم نباتات حظيت برعاية جيدة، وفى نفس الوقت تحقق الانتشار المنشود: «هذا العام، المشاتل كانت حريصة على تطوير خدماتها المقدمة، وكنا نحن أحد هذه المشاتل، كمحاولة للوصول لزبائن جديدة، بعيدة عن الزبائن المعتادة، مثلاً الزبائن التى تأتى لنا فى الغالب تكون من الرحاب ومدينتى والتجمع، ونحن بالمشاركة فى هذا المعرض نحاول الوصول لشريحة جديدة، وذلك من خلال تقديم شروح لأنواع النباتات وأسعار مخفضة، أحياناً تصل إلى 20 و40 جنيهاً، فى العادى أسعارها تصل إلى 150 جنيهاً».
تعليقات الفيسبوك