صور.. "الوطن" مع الصيادين في أول يوم بمزرعة الدولة السمكية بالمنزلة
مزرعة بحيرة المنزلة السمكية
مع بزوغ يوم جديد، أخذ كل صياد مكانه حول الحوض السمكي في مزرعة الهيئة العامة للثروة السمكية لتبدأ في جني أول محصول للأسماك هذا العام، وكل صياد يعرف مكانه وتخصصه، وعمال تصريف المياه جاهزون لإطلاق إشارة بدء الموسم الجديد والذي يبدأ سنويا من 6 نوفمبر ويستمر حتى نهاية شهر أبريل من العام المقبل.
تتهلل وجوه الصيادين مع ظهور أول أسماك يرونها في موسم الحصاد، ويبدأ عامل في فتح "المصفى" لتصريف المياه مع وضع شبكة لضمان عدم تسرب الأسماك إلي المصرف، ويبدأ عمال الصيد في وضع شبكة كبيرة، ويبدأون في جرف الشبكة حتى يصلون بها إلى حافة الحوض السمكي.
يقف الصيادون في صف منتظف من قاع الحوض السمكي إلى سطح الأرض ويبدأون في رفع ما جمعوه من أسماك بكميات يقدرون على رفعها يناول كل واحد من الآخر حتى تصل إلى مقطورة لتنقل الأسماك إلى منطقة الفرز والتجميد.
يستمر عمل الصيادين في طرح الشباك وتجميع الأسماك في مكان نقله إلي المقطورة وما أن تمتلأ واحدة حتى تذهب لتأتي أخري، ويستمر العمل، حتي يظهر الحوض السمكي، وقد قارب علي الانتهاء إلا أنه لا يزال في أرضية الحوض أسماك كبيرة وخاصة من القراميط والبلطي.
يستخدم الصيادون طريقة "الملاس" في جمع الأسماك المتبقية في أرضية الحوض عن طريق توصيل كميات من بال القش والموصولة بجنزير من الجانبية، ويتم ربطهما بجرارين زراعيين يسيران بطريق متوازٍ على جانبي الحوض، فيسحب الملاس، أي أسماك متبقية أمامه، ويبدأ الصيادون بدورهم في التقاط تلك الأسماك بأيديهم ونقلها إلى الجرار.
تنتهي أعمال الصيادين بالانتهاء من الأسماك الموجودة بالحوض، والذي يقع على مساحة فدان" 4200 متر مربع" بالمزرعة، وبالتوازي يقف داخل قسم الفرز عشرات العمال والصيادين يتسلمون ما تم صيده من أسماك فيتم غسله بالمياه من أي أثار للطين، ثم تنزيل حمولة المقطورة بالكامل في حوض مائي صغير لتشطيف الأسماك، ويتولى عامل في رفع الأسماك أمام عمال الفرز بحيث يتم وضع الأسماك ذات الحجم الواحد في قفص واحد، ثم يتم الميزان والتسليم إلي عمال الشركة التي رسي عليها المزاد والتي تعده للبيع.
يتولى عمال الشركة إعادة فرز الأسماك مرة أخرى كفرز نهائي، ووزنه ووضع الثلج عليه، وتكون في انتظار سيارات نقل الأسماك إلى المحافظات المجاورة وخاصة "الشرقية، ودمياط والقاهرة والجيزة" بالإضافة إلى محافظات الصعيد.
ويقبل عدد من المواطنين من سكان المنطقة لشراء الأسماك من منفذ صغير أعدته شركة التوزيع للبيع الأهالي بأسعار مخفضة تبدأ من 7 جنيهات للكيلو البلطي.
"هذه المزرعة من أكبر المزارع السمكية في مصر، والتابعة لهيئة الثروة السمكية، وهي مجمع لإنتاج الأسماك لتوفير بروتين رخيص الثمن للمواطن المصري" هكذا أكد المهندس علاء الحديدي، مدير الإنتاج بمزرعة المنزلة السمكية، وقال إن مساحتها تزيد عن 1020 فدانا داخل البحيرة، وهي عبارة عن "مجمع سمكي" به مزرعة سمكية ومصنع أعلاف، مفرخ سمكي، ومركز تدريب، وتم تقسيمها إلى أحواض مساحة الحوض تتراوح من فدان إلى 15 فدانا حسب نوع المزرعة سواء شبه المكثف أو العادية.
وأضاف الحديدي لـ"الوطن" أننا نزرع العائلة البورية "البوري والطوبار، والبلطي نحصل منه على 4 درجات، فالبلطي درجة أولى سعره 23.5 جنيه في سعر الجملة والكيلو يكون به من سمكة إلى 5 سمكات، أما الدرجة الثانية، فالكيلو به من 6 إلى 12 سمكة، وسعر الكيلو 20 جنيها، والدرجة الثالثة عدد الأسماك به من 13 إلى 24 سمكة، وسعره 15 جنيها، أما الدرجة الرابعة وهي تكون هنا قليلة فأكثر من 24 سمكة، ويكون السعر 5 جنيهات للكيلو، وسعر القراميط 18 جنيها لا يوجد لها فرز، والقرموط أقل من نصف كيلو نعيد نخزينه مرة أخرى، بالإضافة إلى إنتاج مبروك حشائش، فنحن ننتج أجود الأسماك، وبأقل الأسعار.
وأشار إلى أن لدينا مساحات متعددة من الأحواض السمكية فالحوض شبه المكثف مساحته تكون فدان، وإنتاجه يزيد عن 10 أطنان، ونضع به 50 ألف وحدة بلطي، وقليل من العائلة البورية حوالي100 سمكة و200 سمكة مبروكة، وتبدأ الزراعة من شهر مايو ونبدأ في الموسم من شهر نوفمبر، ولدينا الحوض الكبير والذي يتراوح حجمه من 5 إلى 13 فدانا، وبه حوالي 65 ألف سمكة بلطي، 1500 بوري وطوبار، و2500 مبروك، 500 سمكة مبروك حشائش وممكن الحوض يشيل أكثر، لكن يؤثر علي حجم الأسماك ، الزيادة تؤثر على حجم الأسماك.
وأكد أننا نواجه هنا مشكلة كبيرة وهي "الإطماء" بزيادة الطمي عام بعد آخر في أرضية الحوض السمكي، وعمق المياه المفروض يصل إلى 1.5 متر، وحاليا لا تصل إلى هذا الارتفاع، وأماكن في الحوض تصل ارتفاع المياه فيه إلى 60 سنتيمترا، ونحتاج إلى معدات ثقيلة حتى نشيل منها الزيادات، حتى تعود مستوى المياه كما كانت.
وذكر أننا نوفر الأعلاف من لدينا مصنع إنتاج الأعلاف ملك الهيئة، يحتاج كل كيلو من سمك البلطي 1.5 كيلو أعلاف، ونحسب احتياجات الحوض على هذا الأساس، ونحصل على الأسماك من خلال أحواض التفريخ أو من خلال البواغيز من البحر المتوسط، وكل عام في شهر أكتوبر تنظيم الهيئة مزاد علني، ونضع قوائم التسعير على حسب التكلفة، ومن يرسى عليه المزاد يأخذه.
وأكد أحمد الحديدي، رجل الأعمال، أننا نتولى توزيع الأسماك في عدد كبير من محافظات مصر، بداية من الدقهلية والشرقية، والقاهرة والجيزة ومحافظات الصعيد، خاصة أن أسماك البحيرة معروفة بأنها من أجود أنواع الأسماك في مصر، ويتم البيع حسب الحجم ، ونبيع للجمهور لأيضا ويبدأ سعر الكيلو من 7 جنيهات ويزيد حسب الدرجة.
وذكر أننا نصنفه ونوزعه على الأسواق، ونوزع للتجار بشكل ودي في كل المحافظات، ونعمل يومين أو ثلاثة كل أسبوع، حسب السوق اليوم، والأسعار يحددها العرض والطلب، ولدينا هنا لا يقل عن 50 عاملا، والإنتاج يرجع للمزرعة، وحسب الأحواض.
وبعد نقل الأسماك من المزرعة إلى منطقة الفرز يستقبل العمال الأسماك لتصنيفها وفرزها حسب حجمها.
قال العربي الخضيري، رئيس العمال، إن دورنا هنا أن نفرز الأسماك، كل نوع في مكان، وكل حجم أيضا، وهنا ينتهي دور الهيئة ليسلمه التاجر الذي يتولى عملية التوزيع وبعدها يأخذه التاجر لتوزيعه، وننتج سمك بلدي درجة أولى.
وينقل العمال الأسماك المصنفة المجهزة إلى التاجر، والذي يتولى إعادة الفرز مرة أخرى بواسطة عمال مدربين على تصنيف الأسماك، فقال علي العدل، رئيس العمال، "لازم يتعاد عليه فرز، وده شغلي، فنستقبل الأسماك، ونفرزها ودورنا التحميل والفرز والوزن ، كل واحد هما عارف شغله ، إللي واقف علي الفرز شغال، واللي واقف علي الثلج، والميزان، ووقت التجميل نتجمع جميعا حتى يتم توزيع الأسماك بالكامل، وتأتي السيارات المجهزة لنقل الأسماك إلي الصعيد والعبور وبورسعيد، والمنزلة أيضا فلابد أن تنال مديتنا جزء من انتاجنا المعروف سمعته على مستوى مصر كلها.
محمد الحريري، أحد عمال بيع السمك للجمهور فالأسعار مناسبة، وسمك بلدي مضمون، وخاصة أن الفترة الأخيرة انتشر هنا الصيد المخالف والصيد بالكهرباء ، وأصبح غير مضمون وغير آمن، والعمل هنا نكون مرضيين ونحصل على 100 جنيه بالحلال، ونبيع بأسعار أرخص من السوق.