"مقشة" الزغبي وقدمه المبتورة ترسم وجها آخر لمظاهرات لبنان: نظفت شوارعها
الشاب اللبناني محمد الزغبي
لم يدع فرصة لقدمه المبتورة أن تقف حاجزا أمام المشاركة في التظاهرات التي خرجت من أماكن مختلفة في لبنان، فظهر يقف في وسط ساحة النور بطرابلس مستندا على عكازه، ممسكا مكنسة والتي يعرفها المصريون بـ"المقشة"، يعمل بها على تنظيف شوارع بلاده عقب رحيل المتظاهرين.
"لبنان هي نبض قلبي وطرابلس هي اللي حضنتني"، بهذه الكلمات بدأ الشاب اللبناني محمد الزغبي البالغ من العمر 42 عاما، حديثه لـ"الوطن"، حيث لم يتحمل أن يرى شوارع لبنان متسخة عقب رحيل المتظاهرين الذين يطالبون بمستقبل أفضل للبنان فحركه شعور داخلي للقيام بتنظيف شوارعها من القمامة وتجمعات مياه الأمطار.
لم أكن أعلم أن هناك من يصورني وكنت أقوم بواجبي تجاه لبنان
منذ اندلاع تظاهرات الشعب اللبناني في 17 أكتوبر الجاري احتجاجا على الاوضاع الاقتصادية، كان يحرص "الزغبي"، على المشاركة في المظاهرات عقب انتهاء عمله يوميا من الساعة الـ4 عصرا وحتى الساعة 10 مساء، حسب حديثه.
التقطت هذه الصورة للشاب اللبناني منذ يومين، حيث أثناء تظاهر اللبنانيين سقطت الأمطار ورغم ذلك استمروا في التظاهر، "بعد رحيل المتظاهرين وجدت القمامة منتشرة ولم أستطع أن أترك شوارع بلدي في هذه الحالة، فبحثت عن مقشة حتى وجدتها وعملت على التنظيف قدر استطاعتي".
لم يكن يعلم الشاب الأربعيني أنه تم تصويره من قبل بعض المتظاهرين، كما أنه لم يكن يتخيل الانتشار الكبير لهذه الصورة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد به الكثيرون كمثال للشاب اللبناني الوطني، "تلقيت مكالمات كثيرة من أصدقائي وزملائي يخبرونني بانتشار صورتي"، حسب حديثه.
الزغبي: تم بتر قدمي بسبب حادث منذ أن كان لدي عامين
تعود إصابة "الزغبي"، قبل 40 عاما، فعندما كان يبلغ من العمر عامين تعرض إلى حادث سيارة، ونتيجة لحدوث أخطاء طبية أثناء علاجه، اضطر لإجراء عملية بتر لقدمه اليسرى وهو في سن 9 سنوات، ومنذ ذلك الحين وهو يكمل حياته بقدم واحدة مستندا على عكازه.
"لازم نبقى إيد واحدة"، رسالة وجهها الزغبي للشعب اللبناني لمطالبتهم بوحدة الصف والقرار بكل الفئات والأشخاص والديانات، وألا يتخلى أي منهم عن الآخر مهما كانت الأسباب، لأن سقوط فرد يعني سقوط الجميع.