خبراء: البشرية دمرت 50% من مساحة الأراضي الرطبة بمنطقة المتوسط
خبراء : دمرنا 50 % من مساحة الأراضي الرطبة بمنطقة المتوسط
قال خبراء وباحثون في مجال البيئة وتغير المناخ بمنطقة البحر المتوسط، إن المنطقة دمرت 50% من مساحة الأراضي الرطبة بها رغم أنها هي التي تقدم حلولا للمشاكل التي صنعها البشر بما يؤمن مستقبل البشرية وكوكب الأرض كله عن طريق خدمات فعالة متنوعة للطبيعة، وجاء ذلك في إطار جولة صحفية بمدينة كالجاري في إيطاليا ينظمها مركز التعاون المتوسطي التابع للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومؤسسة البحر والساحل المتوسطي "ميدسي" ومبادرة الأراضي الرطبة "ميد ويت" لصحفيين تابعين لدول حوض البحر المتوسط للتعريف والتوعية بأهمية الأراضي الرطبة للبشرية وكوكب الأرض وخاصة في منطقة البحر المتوسط وتأثيرات تناقصها على تغيرات المناخ.
وافتتح اللقاء في متحف "موسي دي مار" البحري، ممثلان من بلدية منطقة مارسيدي وهما أنتونيو فيخوسي عمدة منطقة سانتا جوستا وساندرا بيلي عمدة منطقة تيرالبا بمشاركة ممثل عن مركز التعاون المتوسطي التابع للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة ومؤسسة الأراضي الرطبة "ميدويت"، كما شارك في اللقاء اليسيو ساتا الأمين التنفيذي لمؤسسة ميدويت حيث قدم عرضا عن مشروع توقعات الأراضي الرطبة المتوسطية ومؤسسة مافا فيما قدم جيوفاني دي فالكو الباحث في المجلس الوطني الإيطالي للبحوث عرضا عن حالة الأراضي الرطبة الساحلية في منطقة أوريستانو.
وناقش الباحثون والخبراء عددا من المشاريع المعنية بمواجهة آثار تدهور حالة الأراضي الرطبة، وأوضح الخبراء أن مساحة الأراضي الرطبة انخفضت منذ 1970 بنسبة 48% وانخفضت تدفقات الأنهار بنسبة تتراوح ما بين 25 إلى 75%، وأشار الباحثون إلى أن التنوع الحيوي في الأراضي الرطبة تراجع بنسبة 36 % كما تراجعت أعداد الحيوانات منذ 1990 بنسبة 35% وتناقصت مساحة الأرض التي تمثل المجال الحيوي للطيور البحرية والتي يهددها ارتفاع مستوى سطح البحر بنسبة 95%.
وأوضح الباحثون، أن هذه النوعية من الأراضي تبلغ مساحتها حوالي 18.5 مليون هكتار، وهي تمثل 1.7 إلى 2.4 % من إجمالي مساحة 27 دولة متوسطية وباستثناء عدد محدود منها، فإن أنظمة التحكم في الفيضان تتم بصورة مصطنعة كما أن المناطق المتبقية منها قد تدهورت حالتها بصورة كبيرة.
ولفت الخبراء والباحثون الى أن درجة حرارة حوض المتوسط آخذة في الارتفاع وأنه في احتياج لأراضيه الرطبة أكثر من أي وقت مضي، وشددوا على أهمية هذه الأراضي من حيث أنها تمد السكان بماء الشرب وري المحاصيل ودعم التنوع البيولوجي والثقافي بالإضافة إلى أهميتها الحيوية في الجهود الرامية إلى مجابهة التغير المناخي والتكيف معه، وحذروا من أن هذه الأراضي الرطبة تواجه مأزقا حرجا حيث تم تدمير نصفها تقريبا في المنطقة المتوسطية خلال الخمسين عاما الماضية وهناك ضغوط هائلة على المساحات المتبقية ومعظمها قد تدهور أو تم إتلافه، قائلين: "بفقدان تلك الأراضي فإننا نفقد كل المنافع والخدمات التي تقدمها لنا ومن المؤكد أننا لا نملك هذا الترف خاصة مع تزايد أعداد السكان وارتفاع درجة حرارة الكوكب"، مؤكدين أن منطقة المتوسط من المناطق الساخنة فيما يتعلق بالتغير المناخي مما يعطي أهمية كبيرة للطريقة المتبعة في إدارة الأراضي الرطبة خلال العقود القادمة.
واستعرض الخبراء والباحثون فوائد الأراضي الرطبة، وأوضحوا أنها من أكبر خزانات الكربون في العالم حيث تشير التقديرات إلى أن تلك الأراضي تختزن حوالي 40% من كربون العالم؛ ما يسهم بصورة مباشرة في الحد من ارتفاع معدلات ارتفاع درجة الحرارة المتوقعة في المستقبل، وقال الخبراء: إن الأراضي الرطبة على امتداد السواحل تقدم حماية طبيعية للأرض ضد الأمواج والرياح، وتتحول من كثبان رملية أو نباتات وأشجار نابتة فيها إلى خط الدفاع الأول ضد تزايد منسوب المياه المالحة والتي قد تتسبب في مخاطر كبيرة للتجمعات السكنية والأراضي المنزرعة ومياه الشرب ومصادر المياه العذبة، وكلما كانت تلك الأراضي في حالة جيدة وقوية كلما تزايدت قدرتها على لعب دور فعال في صد المخاطر المتوقعة بكفاءة وحسم.
عداد كبيرة من الأسماك. واستعرض الخبراء والباحثون أسباب تناقص مساحات الأراضي الرطبة ومنها الزراعة، والتنمية، والتغيرات الهيدرولوجية (مائية)، الترسيب/ التعرية، والتلوث، والكيانات المستحدثة، والتغير المناخي.