"تمرين عصبي وحركي".. سبورة "الزياتي" لتعليم المكفوفين الأشكال الهندسية
الزياتي
اهتمام متواصل بكل ما يخص المكفوفين وضعاف البصر، ليبحث تارة عن احتياجات لم يتم إشباعها بعد، أو عما ينمي مهاراتهم تارة أخرى، لا يوقفه في ذلك أن كل ما يقوم به مجهود ذاتي فردي، آملا أن تستجيب يومًا ما جهة حكومية أو مجتمعية وتتبنى مبادراته، بدءًا من تأسيسه دار نشر بطريقة برايل منذ عشر سنوات تحت عنوان مشروع الكتاب الملموس (الثقافة تحت أصابع كل كفيف)، وحتى آخر مبادراته السبورة الممغنطة أو كما يسميها Find Your Mind.
سبورة ممغنطة ومجموعة من المفاتيح كل واحدة على شكل قريب من "أزرار الملابس"، تتحرك دفعًا على السبورة، ويستطيع الكفيف من خلالها تعلم الأحرف على طريقة برايل والأشكال الهندسية المختلفة، بشكل بسيط كما يصفه الزياتي في حديثه لـ"الوطن"، لتعمل تلك الطريقة كمرحلة أولية تسبق مرحلة تعلم الكتابة بلغة برايل باستخدام "المسطرة"، "المستخدم بيحرك الزراير ويزقها لتشكيل الحرف برايل أو عمل مثلث أو مربع ودة ينمي حاسة اللمس وتدريب عصبي وحركي وعضلي للأصابع".
قلة مرونة عضلات اليد نتيجة عدم التدريب أو خوف أولياء الأمور على أبنائهم يجعل بعضهم يواجه صعوبات عند تعلم القراءة اللمسية "برايل"، ما جعل الزياتي، يبحث عن طريقة تكون بمثابة المرحلة الأولية للأطفال والطلبة في مراحل التعليم المختلفة المقبلين على تعلم "برايل"، ليتابع الزياتي "أتصور إنها مرحلة تأهيلية وتنشيطية لحاسة اللمس وتنبه العقل وتنشط خيال المتعلم في معرفة الأشكال المختلفة".
أشكال من مفاتيح ممغنطة متراسة بطريقة ما، تارة تكون معا شكل مربع وتارة شكل دائرة، أو ما يريد المعلم تعريفه للكفيف، أو أن يكون المفتاح في حد ذاته على هيئة الشكل المراد تكوينه، هذا هو الهدف الأساسي من فكرة صاحب مشروع الكتاب الملموس ومؤسسة جمعية مزايا للمكفوفين، "ممكن برضو يتعلم منها إن فيه حاجة اسمها حجم كبير وحجم صغير والمقارنة بين الأحجام زي مثلا نحط مفاتيح كلها كبيرة وواحد صغير ونقوله طلع المختلف"، بحسب الزياتي.
في مدرسة المكفوفين بحلمية الزيتون، بدأ صاحب فكرة اللوحة الممغنطة تطبيق فكرته، حيث يعمل مديرا للمدرسة، ليأمل أن تجد الفكرة طريقها لباقي مدارس التربية الخاصة، وبدأ بالفعل التواصل مع بعضها، فيقوم أولا بتوعية أولياء الأمور بأهمية أن يعتمد ابنهم الكفيف على نفسه، حتى تزداد مهاراته الحركية، ثم يبدأ بالتدريب على طريقته "ولادنا أحيانا بيكون عندهم قصور من زيادة تدليل أولياء أمورهم ليهم وحتى إن بعضهم بيأكل ابنه الكفيف بنفسه ودة بيخلي فيه صعوبة إنه يقرأ برايل لأن إيده مش شغالة".
"أنا خادم المكفوفين"، شعار يرفعه الزياتي، يحاول بشتى الطرق أن يصل إلى حلول للمشكلات التي تواجههم، انطلاقا من خبرته الشخصية، فمنذ 10 سنوات دشن مشروع الكتاب الملموس، بعد أن لم يجد مطبوعات بطريقة برايل كان قد أراد الطلاع عليها، فحاول أن يشبع رغباته في القراءة والاستزادة من العلم والثقافة، بمشروع يطبع فيه الكتب ويوفرها لمن هم مثله من المكفوفين، ولا يزال رغم عدم تنبي جهة أخرى لها في تطوير فكرته القديمة وتدشين مبادرات أخرى جديدة "كل الجهد اللي بتعمله مايجيش نقطة في بحر والمكفوفين محتاجين أن الجهات الحكومية ويرها تنتبه ليها أكتر"، مختتما حديثه: "أحاول ولن أيأس".