خبير عن شكوى إيران بشأن ناقلة النفط: لن تجدي نفعا والتهدئة مستمرة
ناقلة نفط - أرشيفية
أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، أن طهران قدمت للأمم المتحدة معلومات عن الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية في البحر الأحمر، واصفا الحادث بأنه "عمل عدواني نفذته حكومة وسنتعامل مع منفذيه".
والتصريح المعلن اليوم في مؤتمر صحفي، يأتي على خلفية تعرض ناقلة النفطية الإيرانية "Sabiti" في 11 أكتوبر الجاري لضربتين صاروخيتين بالقرب من ميناء جدة السعودي، ما أدى إلى إصابة السفينة وتسرب النفط.
وتجري السلطات الإيرانية حاليا تحقيقا في ملابسات الهجوم ولا تستعجل في ذكر اسم الجهة المسؤولة عنه لكنها تشير في الوقت ذاته إلى أن هذا الاعتداء قد تقف وراءه دولة أو مجموعة من الدول، على حد زعمها.
البقلي: قد يكون حادث تقني تستغله إيران
وقال الدكتور هشام البقلي، الخبير في الشؤون الإيرانية، إن رغم تقدم إيران بشكوى للأمم المتحدة إلا أنه لا يظن أن الشكوى لن تجدي نفعا ولن يكون لها فائدة، وخصوصا لتلويح إيران بتورط المملكة دون أدلة.
وتابع البقلي في تصريحاته لـ"الوطن" أنه يرى أن الاتهامات عارية تماما من الصحة وهو ما تؤكدة التحركات الإيرانية منذ الحادث، حيث إنهم حال كان معهم أي أدلة كانوا نشروها في وسائل الإعلام كما كانوا استغلوا الحادث للظهور بدور المجني عليه، لكن شكوى إيران الآن هي بمثابة تفادي لأشياء مستقبلة.
ورجح البقلي، أن يكون الحادث "مجرد حادث تقني" وليس عدوانيا كما تصفه إيران، وأن ما تفعله إيران الآن إجراء روتيني لن يكون له أي تأثير بالسلب أو بالإيجاب، على اتجاه التهدئة الذي يسير نحوه الملف الإيراني في هذه الفترة.
إيران بين الاتهامات والنفي
وفي 11 أكتوبر الماضي تعرضت ناقلة النفط الإيرانية "sabiti" لانفجار قرب ميناء جدة السعودي، أسفر عن اندلاع حريق على متنها، ونقلت وسائل إعلام، عن رئيس العلاقات العامة في شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية إن الصاروخين اللذين أصابا ناقلة النفط في البحر الأحمر، يحتمل أنهما أطلقا من السعودية، وهو ما نفته شركة ناقلات النفط الإيرانية في نفس اليوم.
وذكرت وكالات الأنباء الإيرانية أن الانفجار أدى إلى تلف اثنين من صهاريج النفط الرئيسية في الناقلة، وأن ذلك تسبب بتسرب نفطي في البحر الأحمر، ولم تسجل أي إصابات بين أفراد الطاقم، حسب روسيا اليوم.
واعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية، مغامرة خطرة نفذت من شرق البحر الأحمر من منطقة قريبة من خط عبور الناقلة، مؤكدة أن التحقيقات لا تزال متواصلة وسيعلن عن نتائجها تباعا.
كان سيد عباس موسوي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، قال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إنه "وفقا للتحقيقات الجارية من قبل الشركة الوطنية لناقلات النفط، فقد استهدفت هذه الناقلة مرتين وبفاصل نحو ساعتين بالقرب من منطقة عبورها في البحر الأحمر؛ ما أدى إلى أضرار فيها".
وفي منتصف سبتمبر الماضي، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا إثر تعرض معملين لشركة أرامكو السعودية لهجوم بصواريخ وطائرات "درون" إذ بلغت أسعار تداول العقود الآجلة للنفط الأمريكي أكثر من 61 دولاراً للبرميل خلال أوقات تداول آسيا، أي بارتفاع يبلغ حوالي 10%، بعد أن كانت قد ارتفعت الأسعار قبل ذلك بنسبة 15%.
بيان السعودية بشأن ناقلة النفط الإيرانية
في 12 أكتوبر قال المتحدث الرسمي للمديرية العامة لحرس الحدود السعودي، إنه تم إفادة الحرس بتعرض ناقلة النفط الإيرانية "سابيتي" لكسر في مقدمتها، نتج عنه تسرب نفطي، مؤكدا حرص المملكة على أمن وسلامة الملاحة البحرية والتزامها بالاتفاقيات الدولية، حسب سكاي نيوز.
وأضاف المتحدث إنه "عند الساعة 11:47 من يوم الجمعة، تم استقبال بريد إلكتروني من المحطة الساحلية بجدة (Jeddah Radio) تتضمن تلقيهم رسالة إلكترونية من كابتن الناقلة سابيتي (Sabiti) التي تحمل العلم الإيراني، تفيد بتعرض مقدمة الناقلة لكسر، نتج عنه تسرب نفطي في البحر من شحنة وخزانات الناقلة"، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).
وأشار إلى أنه "عند تحليل المعلومات من قبل مركز التنسيق، بهدف القيام بتقديم أي مساعدة لازمة، تبين أن الناقلة واصلت سيرها، وأنها تبعد مسافة 67 ميلا بحريا جنوب غرب ميناء جدة الإسلامي، وأنها قامت بإغلاق نظام التتبع الآلي، مع عدم الرد على اتصالات المركز".