«المجارى وصلت القلعة»
بعد غرق شارع المعز لدين الله الفاطمى، العام الماضى، جراء انفجار ماسورة صرف صحى، وإحداث تلفيات فى المحال والبازارات ودور العبادة القابعة فى الشارع، تشهد قلعة «صلاح الدين الأيوبى» كارثة مشابهة، بعد أن وصلت مياه المجارى إلى منطقة باب العزب فى مصر القديمة، التى تقع بداخلها قلعة صلاح الدين الأيوبى، وأحاطت المنطقة بالكامل، مما يهدد بإلحاق أذى كبير بالأثر الإسلامى.
سالى سليمان، مرشدة سياحية، عضو مؤسس للحملة المجتمعية للحفاظ على التراث، أكدت أن المناطق الأثرية الإسلامية تتعرض للكثير من الإهمال وأعمال التخريب من قِبل المسئولين فى الدولة، على رأسهم وزارة الآثار. ووصفت «سليمان» وزير الآثار الحالى بأنه وزير اللافعل، حيث إنه منذ توليه وزارة الآثار فى عهد المجلس العسكرى وحتى الآن، لم يُقدم على فعل إيجابى واحد: «شارع المعز غرق، ودلوقتى قلعة صلاح الدين بتنهار.. مش فاهمة إيه سر التمسك به».
منظمة اليونيسكو قدمت تحذيراً شديد اللهجة للسلطات المصرية ووزارة الآثار فى فبراير العام الماضى، حسب «سليمان»، هددت فيه بسحب منطقة القاهرة التاريخية، التى تحوى قلعة صلاح الدين الأيوبى، وشارع المعز لدين الله الفاطمى وبعض المناطق الأثرية الأخرى من مناطق التراث العالمى المعترف بها دولياً، والتى تشرف «اليونيسكو» على وضعها، بسبب الإهمال الذى تشهده تلك المنطقة، مشيرة إلى أن «اليونيسكو» لا تملك الكثير من الأموال لدعم تلك المناطق، وتكتفى برفع التقارير.[FirstQuote]
محمد عبدالعزيز، مدير مشروع تطوير القاهرة التاريخية بوزارة الآثار، أكد أن وزارة الآثار تعمل على تطوير المناطق الأثرية منذ أواخر التسعينات، وخلال فترة تولى فاروق حسنى لوزارة الآثار، تم تقديم الكثير من المشروعات لتطوير القلعة، قوبلت جميعها بالرفض بسبب تقديم مجموعة من أساتذة الجامعات طلبات بوقفها، لافتاً إلى أن وزارة الآثار قدمت مشروعاً قبل ثورة يناير خاصاً بتلك المنطقة، تم وقفه أيضاً بسبب قلة التمويل، حيث يحتاج تكلفة تُقدر بـ300 مليون جنيه: «البلد مبقاش فيها فلوس بعد الثورة، وعشان نقدر نطور المناطق الأثرية لازم فلوس كتير».
وزارة الآثار ستتعاون خلال المرحلة المقبلة مع منظمة اليونيسكو، من أجل الإحياء العمرانى للقاهرة الإسلامية، حسب «عبدالعزيز»، وستكون قلعة صلاح الدين الأيوبى، وشارع المعز لدين الله الفاطمى على رأس أولويات التطوير داخل الوزارة، حيث إن منطقة باب العزب تحتاج الكثير من أعمال الصيانة والترميم: «قدمنا طلباً لمنظمة اليونيسكو لتطوير مشروع باب العزب ووافقت، وإحنا فى انتظار بدء أعمال الصيانة».