خريجو التربية: الشروط "تعجيزية" وتغتال أحلامنا في "الوظيفة الميري"
وفاء على و أبانوب الحارس
«الوظيفة الميرى» حلم يراود خريجى كليات التربية على مدار سنوات طويلة، ويبذلون جهوداً مضنية لتحقيقه، من خلال الاستذكار الجيد للحصول على تقديرات مرتفعة، وتنمية مهارات الاتصال والتفكير من خلال ورش عمل يتم الالتحاق بها على فترات مختلفة، ورغم الإعلان عن مسابقات لتعيينهم فى المدارس، إلا أن شروط المسابقات تظل عائقاً أمام تحقيق أحلامهم، لأنها من وجهة نظرهم شروط تعجيزية.
وأكد عدد من خريجى كليات التربية، لـ«الوطن»، أن هناك الكثير من الأوراق المطلوبة فى مسابقات المعلمين ليست ضرورية، وأخرى يصعب استخراجها لأنها تحتاج إلى وقت طويل كالقيد العائلى بسبب الازدحام على الأقسام، مشيرين إلى وجود فجوة كبيرة بين عدد المعلمين وخريجى كليات التربية.
"كاترين": الأوراق ليست ضرورية
تجارب كثيرة خاضتها كاترين نعيم، خريجة كلية التربية جامعة سوهاج، للحصول على «الوظيفة الميرى»، منذ تخرجها فى الكلية عام 2018، آخرها التقديم فى إحدى المسابقات التى أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، بعد أن عانت من ضغوط كثيرة، منها الازدحام على «شباك» المصالح الحكومية، وأسلوب الوساطة الشائع، وعن هذه التجربة قالت: «تبقى واقف فى الطابور فجأة تلاقى حد مش فى الطابور خلص ورقه ومشى»، وتابعت: «كاترين»: «عينونا فى وقت كان الفصل الدراسى قرب ينتهى وبالتالى منعرفش المنهج كان عبارة عن إيه، حتى الخطة اللى المفروض نمشى عليها ماكناش نعرف عنها حاجة».
حياة «كاترين» شهدت استقراراً ملحوظاً فى البدايات، إلا أنها سرعان ما فقدت البريق بسبب غياب الأطفال عن المدارس، وقالت: «الحصص ماشية زى الفل بس المشكلة إن الأطفال بطلت تنزل، ومدة التعيين كانت شهرين»، واشتكت «كاترين» من اختلاف طريقة التعامل مع المدرسين المعينين بنظام العقود عن المثبتين حكومياً، وزيادة الخصومات الشهرية التى عانوا منها، وأضافت: «المفروض ناخد ١١٢٠جنيه لكن كانوا بيدونا ٩٠٠ جنيه بسبب استقطاعات التأمينات».
"وفاء": "التعيين المؤقت ملوش لازمة"
ووصفت وفاء على، خريجة كلية التربية جامعة عين شمس، شروط مسابقات وزارة والتعليم بأنها مبالغ فيها جداً، موضحة أنها لا ترى أى فائدة تذكر من شرط اجتياز الخدمة العامة للتقديم لمسابقة تعيين «مؤقت»، وقالت: «ليه أنزل تدريب سنتين خدمة عامة لمسابقة مؤقتة؟»، وحالياً لا توجد فروق بين خريج كلية التربية وخريج كلية الآداب، لأن طلاب التربية يدرسون 22 مادة فى التيرم مقابل 6 مواد لطالب كلية الآداب إلى أن يقوم بعمل دبلومة تربوية توازيه بخريج كلية التربية.
وأكدت أن المدارس ما زالت تعانى من نقص المعلمين ولا توجد خطط رشيدة فى سد العجز، وتابعت: «التعيين المؤقت ملوش لازمة وهما هيدوك مرتب ميكملش 1000 جنيه فى الشهر».
"أبانوب": الكلية تؤهلنا لسوق العمل
ويرى أبانوب حارس، خريج كلية التربية بجامعة سوهاج، أن طالب التربية يحصل على مدار 4 سنوات على تأهيل جيد لسوق العمل، وأضاف: «من سنة تالتة ورابعة بننزل المدارس وبندخل حصص ونتعامل مع الأطفال، والكلية حريصة على تنظيم ورش عمل لتدريب الطلاب على كيفية تحضير الدرس، وكيفية كتابة الأهداف الأساسية من تدريس المادة بطرق مبسطة يستطيع الطفل استيعابها، وكل ده بيقتل الرهبة اللى بتبقى جوانا».
وأكد «حارس» أنه لا يوجد طريق آخر لتعيين خريجى كليات التربية غير المسابقات، خاصة بعد إلغاء أمر التكليف منذ سنوات.