أهالى سيوة يحتفلون بعيد السياحة
خرج المئات من أهالى سيوة إلى جبل الدكرور، تاركين منازلهم وأمتعتهم، ليقيموا فى الخلاء ثلاثة أيام، احتفالاً بالعيد السنوى لسيوة «اسياحت»، يسكنون الأكواخ المبنية بالكرشيف من مواد بيئية، مثل الملح والطين السيوى، وبعضهم يقيم فى الخيام حول الجبل، مستمتعين بالأجواء الروحانية للعيد، الذى تنظمه الطريقة المدنية الشاذلية فى الواحة، بقيادة الحاج عبدالرحمن الدميرى شيخ الطريقة.
تعود أسباب إقامة عيد السياحة فى سيوة إلى ما يقرب من 100 عام عندما اشتعلت بعض الخلافات بين أبناء سيوة من قبائل الشرقيين والغربيين، وكان يمر بالواحة الشيخ ظافر المدنى، واستقبله أهالى سيوة، وجلس فى جبل الدكرور، وعندما علم بالخصومة، جاء بأطرافها، وحل النزاع بينهم وتسامح الجميع، من هنا كانت فكرة عيد السياحة بخروج الناس بعيداً عن محال إقامتهم وتقريب وجهات النظر وتصالح المتخاصمين على مدار العام.
يبدأ أهالى سيوة يومهم فى عيد السياحة بالاستيقاظ لصلاة الفجر فى الخلاء أمام جبل الدكرور، ويقوم الشباب بتجهيز الإفطار أمام الخيام والأكواخ، يتناولون الطعام وينزلون للاحتفال مع شيوخ الطريقة بالعيد، يردّدون معهم التواشيح حتى يؤذن الظهر، حيث يتولى الطباخون إعداد وجبة الغداء، وعندما تنتهى يقوم القدوة «شيخ الطباخين» بالنداء لجميع من فى جبل الدكرور من كبير وصغير شباب وبنات ليجتمع كل من أهالى سيوة والزائرين فى ساحة الدكرور، ويتم توزيع قصعات الطعام «الفتة» المصنوعة من العيش الناشف والأرز ومرق اللحمة، ويتناول الجميع الغذاء فى وقت واحد فى أجواء تسودها المحبة والألفة.
يقول يوسف عبدالفتاح، من أهالى سيوة: يأتى عيد السياحة سنوياً فى الأيام الثلاثة القمرية من أكتوبر من كل عام، عقب موسم الحصاد للتمور والزيتون، وتحضره الفتيات غير المتزوجات، ويعقبه الأفراح لجميع أبناء الواحة الراغبين فى الزواج، لتوافر عائد الحصاد.
ويشارك المصريون والأجانب فى عيد السياحة من خلال الرحلات السياحية، التى تأتى من مختلف محافظات مصر ومن دول العالم حسب فتحى عبدالله، من العاملين فى قطاع السياحة بسيوة: «عيد السياحة يُعد بداية موسم السياحة السنوى للواحة، وتكتمل فيه فنادق سيوة من مختلف الجنسيات، يزورون جبل الدكرور، ويعيشون أجواء العيد، ويتناولون طعام السيويين»
تعليقات الفيسبوك