في ذكرى ميلاده.. "أحمد شوقي" نفي بسبب الوطنية وعاد أميرًا للشعراء
أحمد شوقى
في يومٍ صاف وطبيعة بديعة بأحد أحياء المحروسة، وُلد أمير الشعراء أحمد بك شوقي، منذ 151 عامًأ، في 16 أكتوبر، لأب شركسي وأم من أصول يونانية، درس بكتاب الشيخ صالح بالسيدة زينب، ثم التحق بمدرسة "المبتديان"، ثم مدرسة الحقوق، ثم دخل مدرسة الترجمة.
سافر شوقي إلى فرنسا في بعثة على حساب الخديوي توفيق، على مدار 3 سنوات تأثر خلالها بالكتاب الفرنسيين وتحديدًا موليير وراسين.
بعد عودته لمصر بدأ يكتب الشعر فأطلق ديوان "الشوقيات"، ثم كانت كتاباته تهاجم الإنجليز وتدافع عن حقوق الإنسان وهو الأمر الذي أدى إلى نفيه لإسبانيا عام 1914، وظل هناك إلى عام 1920، ثم عاد لمصر، وبعد رجوعه بنى بيتا جديدا في الجيزة سماه "كرمة ابن هانئ"، وهو البيت الذي تحول فيما بعد لمتحف أحمد شوقى عام 1977.
اتسم شعر شوقي، وهو الأشهر في العهد الحديث، بالتعبير عن الإحساس داخل أي موضوع، فمدح مصر ومدح الرسول وانتقد الأوضاع ودافع عن الحقوق وعن أهمية التعليم، وعن مشاكل عصره بشكل عام والتاريخ والرثاء والغزل، كما كانت لديه كتابات عن الأطفال، وغنت من قصائده أم كلثوم، وفي عام 1927 أُطلق عليه لقب أمير الشعراء.
صاغ فنًا عظيمًا حيث أسس المسرح الشعري بالعربي، ففي عام 1893 كتب أول عمل مسرحي عندما كان في فرنسا وكان اسمها على بك الكبير، وفي عام 1927 كتب مسرحية "مصرع كليوباترا"، ثم كتب مسرحية نثرية اسمها "أمير الأندلس" وفي عام 1932، قبل وفاته قام بكاتبة مسرحية "مجنون ليلى"، وكتب "قمبيز".
ولأنه كان مختلفًا في كل شيء، فقد كانت وصيته قبل وفاته مختلفة عن الناس، حيث أوصى بكتابة بيتان من قصيدة البردة على قبره، وهما يا أحمد الخير لي جاهٌ بتسميتي وكيف لا يتسامى بالرسول سَمى إن جلَّ ذنبي عن الغفران لي أملٌ في الله يجعلني في خير معتصم، بالفعل تم تنفيذ وصيته بعد وفاته في أكتوبر عام 1932، ودُفن في مدافن حسين شاهين باشا في مقبرة السيدة نفيسة.