مفتي الأردن يدعو للاجتهاد الجماعي في قضايا الأمة: سُنة نبويّة
صورة أرشيفية
وجه مفتي المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور محمد الخلايلة، الشكر لدار الإفتاء المصرية على تنظيم مؤتمر إدارة الخلاف لفقهي، داعيًا الله أن يحفظ مصر الكنانة وأهلها وشعبها لتبقى دار عز وسلام.
وأضاف مفتي الأردن، خلال فعاليات المؤتمر العالمي لدار الإفتاء "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، الذي يعقد على مدار يومين، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنَّ التعامل مع الخلاف بأسلوب حضاري أصل عتيد في الإسلام، خاصة أنَّ النبي "صل الله عليه وسلم" استمع لقراءتين مختلفتين وعلق على أصحابهما بقوله: "كلاكما محسن".
الخلايلة: النبي رسّخ للإدارة الحضارية للخلاف الفقهي
وأِشار إلى أنَّ النبي رسّخ للإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، ولم يقصد السلف الصالح الخلاف لذاته بل قصد موافقة الشارع فيما قصد، واتسعت صدورهم لهذا الخلاف وقبلوه، وكان الخلاف سببًا لعزتهم ونماء فكرهم، وقدموا ثروة تزخر بها المكتبات الإٍسلامية اليوم.
الخلايلة: لم نسمع فوضى الخلاف في زمن السلف الصالح
واستكمل مفتي الأردن: "لم نسمع فوضى الخلاف في زمن السلف الصالح، وفي هذا الزمن نتسم هذا الأدب في فقه الاختلاف الذي سار عليه الصحابة"، مشيرا إلى أنَّ فوضى الواقع والانسياق وراء تيارات مختلفة ضغطت على هذا الأدب.
وتساءل مفتي الأردن: "منذ متى وكان الذي يحرق نفسه أو يقتل نفسه شهيدا؟ لا نعتقد أن هناك فوضى في الفتوى بقدر ما هناك فوضى في الفكر، نتج عن ذلك فوضى أخلاقية، ولنتاسى أنَّ العلم رحمة وأدب".
وقال مفتي الأردن: "أدعو إلى الاجتهاد الجماعي في قضايا الأمة، لأنَّه دور في ترشيد الأحكام الشرعية"، داعيًا المولى عز وجل مصر وشعبها وقيادتها وأمنها وشعبها لتبقى دار أمن وآمان.
وانطلقت فعاليات المؤتمر العالمي الخامس للافتاء، اليوم، تحت عنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، ويستمر حتى غد الأربعاء برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبحضور عدد من الوفود العربية وكبار العلماء والمفتين من 85 دولة على مستوى العالم.
ويناقش المؤتمر عددًا من القضايا الفقهية، جميعها ترسخ لفكرة إدارة واستثمار الخلاف الفقهي بشكل إيجابي، كما يستعرض نقاطَ الاتفاق والافتراق بين النموذج الإسلامي وغيره في النظر إلى قضية الخلاف بصفة عامة.
كما يناقش المؤتمر "تاريخ إدارة الخلاف الفقهي عرض ونقد" ويطرح المشاركون في هذا المحور كيفية الاستفادة من التجربة الفقهية الإسلامية في عصور مختلفة، بالإضافة إلى موضوع "مراعاة المقاصد والقواعد وإدارة الخلاف الفقهي.. الإطار المنهجي".
أما موضوع "إدارة الخلاف الفقهي .. الواقع والمأمول"، فسوف يناقش تطلعات عدة من خلال ما يدور من المدارسات والمناقشات في هذا المحور سعيًا إلى الخروج بنتائج عن الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي في الجانب الإفتائي خصوصًا وفي جوانب الحياة كافة.
كما تشهد وقائع المؤتمر انعقاد 3 ورش عمل تشمل الفتوى وتكنولوجيا المعلومات، وأخرى بشأن آليات التعامل مع ظاهرة الإسلاموفوبيا، وثالثة تختص بعرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى.