مع بدء موسم الطيور المهاجرة، تنطلق رحلات الصيد وتشد الرحال إلى مناطق تشهد عبور وهبوط أسراب الطيور المهاجرة من دول أوروبا، الحدث الذى ينتظره سنوياً عشاق الصيد على مستوى العالم، ويشاركون فى رحلات بمصر تنطوى على جانب كبير من المتعة والتشويق، وفى الوقت نفسه المصاعب والتضييق.
بالتزامن مع اليوم الدولى للطيور المهاجرة الذى يوافق 12 أكتوبر من كل عام
وتزامناً مع الاحتفال باليوم الدولى للطيور المهاجرة الذى يوافق 12 أكتوبر من كل عام، خرجت أصوات تنادى بوجود سياحة صيد فى مصر بالشكل الموجود فى دول مختلفة: «رحلات الصيد يمكن أن تكون مصدراً للدخل القومى، كما هو الحال فى كثير من الدول، وفى ظل وجود ضوابط وشروط للعمل فى مجال صيد الطيور المهاجرة»، حسب خيرى العوامى، منظم رحلات صيد فى الفيوم.
يفسر الصياد الشاب مدى العائد من سياحة الصيد: «الرحلة تجذب هواة من دول مختلفة، وبالتالى سيترتب عليها حجز لرحلات طيران، وإقامة بفنادق وشقق بالعملة الصعبة، والاستعانة بسيارات تابعة لشركات سياحة، لنقل الهواة والمحترفين إلى أماكن الرمى، وغيرها من أوجه الاستفادة».
ويعترض «العوامى» على السماح بالصيد فى أوقات معينة من السنة، تقريباً من منتصف أكتوبر وحتى شهر مارس، رغم أن هناك طيوراً مهاجرة تتوافد فى شهور أخرى من العام: «الحمام الإمرى على سبيل المثال يظهر فى الفيوم فى شهر 4، وموسم البط يبدأ من شهر 9 وغيره من الطيور فى أوقات مختلفة».
وجود سياحة للصيد يتطلب فى رأى «العوامى» تنسيقاً مع وزارتى السياحة والداخلية، لدعم الهواية الشهيرة على مستوى العالم: «نحتاج كمنظمى رحلات عربات مجهزة تابعة وزارة السياحة، وتأمين شرطى، والأهم من ذلك التوعية بطبيعة النشاط، خاصة أن هناك جهلاً به، فنتعرض كثيراً لتضييق أمنى رغم حملنا تراخيص رسمية، فلو قررنا فجأة تغيير وجهتنا فى الصيد، لعدم وجود طيور كافية، قد نتعطل أو تُلغى فعاليات اليوم، لحين السماح لنا بالتحرك للمكان الجديد».
استعدادات خاصة يقوم بها «العوامى»، قبل انطلاق الرحلة: «نحمل بنادق خرطوش حى مرخصة من قبل وزارة الداخلية، ونتوجه إلى برك تم تركيب جهاز أصوات الطيور وخيالات البط البلاستيكية فيها لجذب الطيور»، ويتم صيد الأنواع المسموح بها، دون المساس بالطيور المحظور صيدها المهددة بالانقراض، لكن بعض الدخلاء على المهنة والهواة يجهلون ذلك، ويرمون الطيور بعشوائية.
لا شك أن مصر تزخر بطبيعة خلابة، قادرة على الجذب السياحى، لكن سياحة الصيد تحديداً لا بد أن تخضع لضوابط وإشراف من قبل متخصصين، وفقاً للدكتورة وفاء منيسى، أستاذ علوم البيئة بجامعة إسكندرية: «هناك نقص فى أنواع كثيرة من الطيور والحيوانات على مستوى العالم، واستعرضنا ذلك من قبل من خلال مشروع للحفاظ على التنوع البيولوجى، لذلك لا بد أن يلم مَن يقوم بالصيد بالأنواع المسموح بصيدها، والتوقيت فلا يصطاد فى أيام التكاثر، وكذلك عدد مرات الصيد والأماكن المؤهلة، حتى لا نضر بالبيئة».
تعليقات الفيسبوك