من حق الأجيال الحالية تعرف.. بطل يسترجع ذكريات نصر أكتوبر: دفنت ذراعي بنفسي
الجندي إسماعيل بيومي قاهر خط بارليف
"إنه من حق الأجيال الحالية معرفة ما حدث في فترة حرب أكتوبر المجيدة" هكذا قال الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم في كلمته بمناسبة نصر أكتوبر، مقدمًا التحية للرئيس الراحل محمد أنور السادات واصفا إياه بـ"العقلية الاسراتيجية"، ما يستدعي في الذاكرة ذكريات النصر المحفروة في قلوب المصريين.
"إن التاريخ العسكري سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر 73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة السويس الصعب واجتياز خط بارليف المنيع وعبور الضفة الشرقية من القناة"، هكذا قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات في خطبته بعد نصر أكتوبر، وهكذا تحقق، فعبور خط بارليف يعد أحد المعجزات العسكرية التي لا تزال تدرس حتى الآن.
يقول البطل المقاتل إسماعيل بيومي، الذي شارك في حرب أكتوبر: "تدربنا على فتح ثغرات خط بارليف بضغط المياه، فكنا في سلاح المهندسين بالجيش المصري منوطين بقهر خط بارليف والستار الترابي كان جزئا مهما به، وكنت من أوائل من استلموا المضخات، بعد أن وضع اللواء المهندس الراحل باقي زكي يوسف، فكرة تحطيم خط بارليف الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر 1973".
تدريبات ما قبل الحرب
قبل الحرب تدربنا على استخدام الخراطيم كثيرا، فكان التدريب الأولى في حلوان، ونجحنا فيه ثم ذهبنا للتدريب في منطقة الخطاطبة وبعدها والبعالوة في الإسماعيلية أما آخر مشروع كان في جزيرة فاروق بين بورسعيد والإسماعيلية، لما انطلقنا إلى سيناء كان كلنا يقين بالنصر، حسب البطل المقاتل.
ويعود بيومي، ابن القنال، لما قبل حرب أكتوبر فيقول: "كنا عايزين نحارب بأي شكل وكنا الإسرائيليون دائمون في استفزازاتنا، وأنا من مدن القنال وأهلي مشتتين وبيني العدو تار شخصي"، ثأر شخصي كان في قبل الجنود وهم يتدربون على قهر أساطير العدو فلا مجال إلا للنصر.
"كانت الإجازات تؤلمنا أكثر من أي شيء" يقول بيومي الذي عبر عن فترات إجازته من 1967 وحتى النصر بالمحطمة نفسيا وخصوصا حين يرى مدى تشتت أهله فكان لا يرغب إلا بالعبور للضفة الأخرى من القناة وتحريرها.
قاهر خط بارليف يستكمل القتال رغم الإصابة
لقب "قاهر خط بارليف" اتخذه من لسان السادات عند تكريمه في يوغسلافيا ومع معرفته لقصته قال له "يعني أنت قاهر خط بارليف"، أما عن قصته فيحكي بيومي أنه في يوم 7 أكتوبر وهو بوسط القناة بجوار أحد الكباري "حدث قصف عنيف على الكوبري وسقط صاروخ داخل قاربه فأغرقه، وزملائي سقطوا شهداء أمامي، أما أنا فأصبت بجبهتيه فوق حاجبي، فسبحت حتى وصلت إلى الضفة الغربية للقناة وتم عمل إسعافات له بواسطة الرائد علي طبيب الكتيبة الطبية بالجيش الثالث وقرر أن حالته تستدعى أن يتم نقله للمستشفى لاستكمال العلاج ما يعني سحبه من جبهة القتال"، فرفض بيومي وواصل القتال.
دفنت دراعي بنفسي.. وعومت بدراع واحدة لحد الضفة
وفي يوم 24 اكتوبر 1973 أرسل العدو طائراته فسقطت إحدى القذائف قريبا جدا من حفرة البطل إسماعيل بيومي فردمت الحفرة بمن فيها، وعندما استفاق وجد ذراعه اليمنى متهتكة وتكاد تكون مفصولة عن جسده عند الكتف، وحينها عاوده زملائه على فصل الذراع المتدلية كي لا تعوق حركته، وربط أحدهم ما تبقى من الذراع أسفل الكتف بفانلته الداخلية، ودفن بيومي ذراعه بنفسه بحفرة في الرمال بعد أن قرأ عليها بعض آيات القرآن الكريم.