التفاصيل الكاملة لـ"غرق الطفلة كارما" في بحيرة وادي دجلة
صورة أرشفية
تخطو بجانب أمها خطواتها الأولى، ضحكاتها كانت ترن في أذن أمها، تتابع الأم وقلبها يرفرف خطوات "كارما" داخل نادي وادي دجلة، وفجأة تختفي الطفلة البالغة ذات العامين ونصف العام بعد سقوطها في بحيرة اصطناعية، لتبدأ معها مأساة الأسرة بفقدها طفلة في عمر الزهور.
محاولات الأم اليائسة إنقاذ فلذة كبدها باءت بالفشل، وحضر رواد النادي وعمال الأمن الإداري على صرخاتها، واستخرجوا الطفلة، لكن جثة هامدة، الصدمة تسببت في إصابة الأم بحالة هستيرية أفقدتها القدرة على الحركة، بحسب تحريات المباحث وتحقيقات النيابة، حتى حضر باقي أفراد الأسرة لإنهاء الإجراءات الخاصة بدفن الطفلة البريئة.
اتخذت النيابة العامة عدة قرارات بعد أن بدأت تحقيقاتها في الحادث، وهي تحفظ نيابة المعادي على الكاميرات المحيطة بالبحيرة الاصطناعية داخل نادي وادي دجلة لتفريغ محتوياتها، وبيان أسباب غرق الطفلة "كارما" (عامين ونصف العام) داخل مياه البحيرة.
واستدعت النيابة عمال الأمن الإداري المشرفين المكلفين بمتابعة محيط البحيرة، لسماع أقوالهم في واقعة غرق الطفلة، التي تبيّن أنّها غافلت أسرتها ونزلت في المياه، وكفلت النيابة المباحث بإعداد تحرياتها في الحادث لتحديد أسبابه.
وانتقلت النيابة إلى مكان الحادث، وأجرت معاينة للبحيرة الاصطناعية التي غرقت فيها الطفلة، أثناء سيرها بصحبة أسرتها في النادي، وتبين من المعاينة أن البحيرة الاصطناعية لم تحط بها أي أسوار لحماية الأطفال الصغار من السقوط فيها أثناء اللعب أو سيرهم بجانب آبائهم.
شاهدة عيان: "لقينا جسم طفلة طافي على المية ونايمة على وشها"
هند عبدالله، إحدى أعضاء نادي وادي الدجلة، وقع اختيارها في ذلك اليوم المشؤوم على الجلوس بجوار البحيرة الاصطناعية، حركات غريبة لفتت أنظار "هند" ومن يجلس بالطاولة المجاورة لها، ظلت تحدق بشدة في البحيرة الاصطناعية، "الترابيزة اللي جانبي كانوا ملاحظين أن في حاجة غريبة في البحيرة.. وفجأة حد قام منهم وبيبص أوي لقوا جسم طفلة صغيرة طافية على المايه ونايمة على وشها".
حالة من الهرج والمرج سادت المجاورين لمنطقة البحيرة الاصطناعية، تملك الخوف "هند" تحسبا بأن يكون أحد أطفالها أصابه مكروه: "مقدرتش أروح أشوف حاجة.. كنت خايفة يكون حد من ولادي.. بس بنت عمي وجوزها راحوا شافوا".
الأصوات المتعالية من الأعضاء استدعى على الفور تدخل رجل الأمن والمسعف، اللذين هبطا على الفور لانتشال الطفلة من البحيرة الصناعية: "بتاع الأمن نزل بسرعة جابها.. جريوا بيها على العيادة لكن في الغالب كانت البنت توفت".
تداولت الروايات حول واقعة "كارما"، فالبعض ظن بأنها كانت برفقة شقيقتها الكبرى لكنها ساهت عنها، وفي راوية أخرى بأنها اصطدمت بشيء أفقدها القدرة على التوازن وسقطت في البحيرة، ساعات قليلة وكانت صفحة نادي وادي دجلة على "فيس بوك" نشرت خبر وفاة "كارما" مصحوبا بالنعي.
"محاطة بسور خشبي قصير ومفرغ يسمح بتسلل طفل صغير منه"، هكذا وصفت "هند" شكل البحيرة التي سقطت فيها الطفلة، متابعة: "للأسف كارما كانت واقعة في جنب من البحيرة.. محدش كان هياخد باله منها خاصة مع الزحمة الموجودة".
وأعلنت إدارة نادي وادي دجلة، الحداد 3 أيام، وتمثل ذلك في إلغاء احتفالات حرب أكتوبر، وإلغاء افتتاح فرع جديد للنادي، بحسب حديث "هند".
بدأت الواقعة بتلقي شرطة النجدة بلاغًا من نادي وادي دجلة، يفيد بغرق طفلة داخل البحيرة الصناعية، وصرحت النيابة بدفن الطفلة واستدعاء أسرتها لسماع أقوالها في الحادث، وتم انتشال جثة الطفلة من داخل البحيرة بمعرفة عمال الأمن، وأخطر قسم شرطة مصر القديمة عقب الحادث لإنهاء الإجراءات القانونية الخاصة بدفن الطفلة من قبل النيابة العامة.