عسكريون وسياسيون: حديث المخابرات الروسية عن محاولة إغتيال "السيسي" جزء من مخططات "أمريكا وإسرائيل وتركيا والإخوان"
أكد عدد من الخبراء العسكريين، والاستراتيجيين، إن ما نشرته صحيفة البيان الإماراتية، عن أن المخابرات الروسية كشفت عن وجود مخطط دولي لاغتيال المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع. ليس الأول لاستهداف "المشير"، وأن هناك مخططات عديد لا يجري الإفصاح عنها، لافتين إلى أن "السيسي" مستهدف ، من أمريكا وعدد من الدول بعدما هدم مخططاتها لتقسيم منطقة الشرق الأوسط.
وقال اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق بالمخابرات الحربية، لـ"الوطن"، إن ما اعلنته روسيا، صحيح، لأنه مستهدف من أمريكا، بعدما دمر أحلامها ومخططاتها في منطقة الشرق الأوسط، كما أن إسرائيل تسعى للنيل منه لأنه نقطة قوة لمصر، ونفس الأمر بالنسبة لتركيا .
وأضاف "سالم": "توجد العديد من الدول تتأمر ضد السيسي، لما مثله من قيمة مضافة إلى مصر، وهناك الكثير من الشواهد علي مخطط لاستهدافه، كشفتها المخابرات الروسية، وقدمتها إلى نظيرتها المصرية، في اطار التعاون المشترك بين البلدين، باعتبارها مخابرات دولة صديقة". لافتًا إلى أن ما أفصحت عنه روسيا، ليس المخطط الوحيد، وهناك العديد من المخططات التي تكتشفها المخابرات المصرية، لا يجري الإفصاح عنها، وإنما يتم إبلاغ الجهات المختصة، وأحيانا تعلنها حتى تبعث رسالة إلى مدبريها بأنها تراهم.
وقال خالد عكاشة، الخبير العسكري، إن ما كشفته المخابرات الروسية، له مصداقية، لأن المشير السيسي بالفعل علي قائمة الاستهدافات الإخوانية، التي تعتبر تنفيذًا لأجندة خارجية لصالح أمريكا والاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن هناك تعاون بين جهات خارجية، وتنظيم الإخوان الدولي، لقلب النظام في مصر بعد ثورة 30يونيو، بدليل سماح تلك الدول بتواجد الإخوان علي أراضيها واستضافتهم واقامة المؤتمرات للتشهير بالسلطة.
وأوضح عكاشة، أنه لو تم بالفعل اغتيال السيسي، ستنقلب الأمور في مصر رأسًا علي عقب، لأنه دعم ثورة 30 يونيو، وتمكن سريعًا من إقامة تحالفات عربية في المنطقة، ما أركب حسابات الخارج بشدة، كما فقد الإخوان الظهير العربي، بعدما أعلنتهم أكبر دول الخليج لأول مرة الخليج، جماعة إرهابية، وحظرت نشاطهم على أراضيها، الأمر الذي جعل الارتباك يمتد إلى الأمريكان والاتحاد الاوربي، وبالتالي يمكننا القول إن الإخوان الآن بدأوا مرحلة الانتقام.
وأشار "عكاشة"، إلى أن رصد المخابرات الروسية مخطط اغتيال السيسي، لا يعني وجود تقصير في الأجهزة المصرية، متابعًا: "هناك سرية في التعامل مع مثل هذه المخططات، ولا يجري الإعلان عنها، كما أن هناك تبادل للمعلومات بين مخابرات بعض الدول الصديقة"، لافتًا إلي أن محاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، تم رصدها قبل وقوعها بأيام وخلال 24 ساعة تم منحه سيارة مصفحة أنقذت حياته، الأمر الذي يؤكد أن الأجهزة الأمنية والمخابراتية في مصر من أقوي الأجهزة.
من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن محاولات اغتيالات المشير وقيادات الجيش الذين ساندوا 30 يونيو التي اطاحت بحكم الإخوان، أمر متوقع، وغير مستبعد، ويستهدف هدم الدولة والجيش، في ظل فتور العلاقات المصرية الأمريكية، ووجود تعاون إقليمي بين "أمريكا وقطر وتركيا" ضد مصر.
مؤكدا أنه في حال اغتيال السيسي وقيادات الجيش، سيضمن الإخوان تواجدهم علي الساحة السياسية، لأنه لا بديل الآن للسيسي، لأنه الوحيد الذي جازف وأخذ علي عاتقه الإطاحة بالإخوان نزولا علي رغبة الملايين، في 30 يونيو، وسيكون الأمر بمثابة كارثة حقيقية.
وأشار "ربيع"، إن هناك قصور بالفعل من قبل البعض في الأجهزة الأمنية، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك تعاون بين مخابرات بعض الدول، وتبادل معلوماتي بينهم، والمخابرات تركز الآن علي الداخل أكثر من الخارج.