وقائع سرقة أرزاق الغلابة
بحيرة البرلس تسعيد عافيتها
مع أذان الفجر يعدون «العُدة» وينطلقون بمراكبهم الصغيرة فى فضاء بحيرة البرلس، ساعين لرزق يوم جديد، بحثاً عما يسد رمق أسرهم، وبيع الفائض لتدبير احتياجاتهم، فالبحيرة التى كانت تتسع لنحو 140 ألف صياد جُرفت مساحتها على مدار سنوات كثيرة بسبب التعديات، وأصبحت حُبلى بالمخالفات، ما يهدد رزق الصيادين.
"أحمد": الكبار أنشأوا مزارع دواجن وأسماك داخل البحيرة
فى مرسى مدينة البرلس، بالقرب من قسم شرطة المسطحات المائية، استعد «أحمد محمد»، 30 عاماً، للانطلاق بمركبه الصغير، فى مياه البحيرة ليقوم بجمع «الشباك» التى طرحها فى الليلة السابقة: «برمى الشباك بالليل وألمها الصبح، أنا متجوز وعندى طفلين 5 و3 سنوات، ومعرفش مهنة غير الصيد، ورثتها عن أجدادى، حصلت على الدبلوم ومابعرفش أشتغل حاجة غير الصيد، لكن البحيرة مابقتش زى زمان، فيه تعديات لسه موجودة وفيه صيد مخالف، وده بيقلل رزقنا داخل البحيرة، الحملات شغالة على طول بس كبار الصيادين بيعرفوا يهربوا، ويصطادوا الزريعة وبطرق مخالفة، وده معناه إنهم يصطادوا السمك صغير ومش بيكبر جوه البحيرة».
وعن رؤيته لقانون حماية الثروة السمكية الذى يُناقش فى البرلمان، يقول «أحمد»: «ماسمعتش عن القانون، لكن طول عمرنا بنسمع عن تغليظ العقوبات على المعتدين، وده مابيحصلش، محتاجين قوانين رادعة لحماية الثروة السمكية، عندنا مخالفات كتير، منها إنشاء مزارع سمكية ودواجن داخل بحيرة البرلس، تم إزالة بعضها والآخر لم تتم إزالته.
"أيوب": "اللنشات بتهرب من حملات المسطحات"
على بُعد خطوات من المرسى، اصطحب حمادة أيوب، 40 عاماً، طفليه «أحمد ومحمد» فى مركب صغير على متنه مجموعة من الشباك والغزل ومجدافان خشبيان، يتولى «محمد» مهمة فرد الشباك أو الغزل فى مياه بحيرة البرلس، بينما يجلس صغيره متفرجاً يتعلم الصنعة من والده وشقيقه: «باخد ولادى معايا علشان يتعلموا ويتحملوا المسئولية، بنتعب ونشقى داخل الميه علشانهم، لكن المخالفات ولنشات المافيا تجوب البحيرة هرباً من شرطة المسطحات، تصطاد الزرّيعة وتقوم بتهريبها وكسب أموال كثيرة غير مشروعة، يستخدمون الزريعة فى إنتاج العلف لمزارع الأسماك والدواجن، بما يُسمى بالمناشر».
ويضيف: «كل لنش فيه جهاز جى بى إس، بيعرف يهرب عن طريقه، لكن إحنا مراكبنا صغيرة بنستخدم الطرق البدائية فى الصيد، وكمان المافيا استولت على مساحات كبيرة داخل البحيرة، رغم حملات الإزالة المستمرة، لكن لسه البحيرة لم تستعد رونقها بشكل كامل، وطبعاً بنثمّن جهود الدولة فى التطهير، لكن محتاجين نقضى على الصيد الجائر.
بملابس بسيطة مُخصصة للصيد، جلس «محمد بدير» أحد صيادى بحيرة البرلس، وبيديه قطعة من جوال ملفوف بها كمية من الشباك والغزل، على متن قارب صغير، ينتظر معاونه لينطلقا داخل البحيرة باحثين عن رزقهم من الأسماك: «بنطلع بعد صلاة الفجر، نروح نرمى الشباك الجديدة ونلم القديم، واحنا ورزقنا، يا نجيب سمك كتير يا مانجبش، التعديات والمخالفات سبب فى إن كميات السمك بقت قليلة، التعديات كتيرة.
وأكد محمد شرابى، مسئول فى جمعية الصيادين، أن البحيرة ما زالت تعانى من بعض المخالفات والتعديات، منها صيد الزريعة المخالفة، رغم إنشاء قسم لشرطة المسطحات واستمرار حملاته، مطالباً بتغليظ الغرامات، لأن الـ500 ألف جنيه المقررة ليست رادعة.