باعة يلتفون حول أسوار المدارس، ينتظرون الصغار منذ الساعات الأولى من الصباح يفترشون الأرض ببضائعهم، يتنافسون فيما بينهم على جذب أكبر عدد من التلاميذ لشراء عصائر العرق سوس والتمر وأخذ «قرطاس» فشار، وتناول «ساندوتش» فول وفلافل، وغيرها، مما دفع محافظ الشرقية الدكتور ممدوح غراب، إلى منع وقوفهم أمام المدارس بالقرى والمراكز التابعة له لضمان سلامة الصغار من الأغذية غير الصالحة.
يقف محمود البدرى، بائع العصائر، أمام مدرسة إعدادية بنين فى الدقى، بعربة تحمل ثلاث نكهات مختلفة من العصائر تتراوح أسعارها بين 2 و3 و5 جنيهات، ينادى منذ الصباح على الصغار لشراء عرق سوس وتمر وعصير برتقال، يجزم أنها لا تحتوى على مواد حافظة أو ألوان صناعية حفاظاً على صحة الأولاد، مؤكداً أنه لو جاء إليه طفل ليس معه نقود وطلب عصيراً يعطيه دون تردد على أن يحضر له ثمن العصير فى اليوم التالى أو لا يسدده أبداً: «ماينفعش أكسر بخاطر عيل صغير».
ينفى وجود أى ضرر من عصائره على الأطفال، حرصاً منه على سلامته وعدم تعريض نفسه للمساءلة: «أقل حاجة ممكن تضره عكس الكبير»، يحكى أنه يصنع عصائر بقيمة 500 جنيه فى اليوم يقف بها أمام المدرسة حتى أذان المغرب، لافتاً إلى أنه لا يبيع بنصف المبلغ بسبب الظروف المادية للأهالى: «مش كل الأطفال معاهم تمن كيس العصير».
"هيثم": بقالى 6 سنين بلف حوالين المدارس بفشار
أمام مدرسة أخرى يقف هيثم جمعة، بعربة فشار، يعده بدون إضافة أى نكهات عليه حفاظاً على صحة الصغار، فقط يرش القليل من الملح ثم يقدمه للطفل بسعر جنيهين وثلاثة حتى 5 جنيهات، مؤكداً أنه يجوب حول 3 مدارس منذ 6 سنوات يعرف الأطفال ويجيد التعامل معهم، ينتظرهم وينتظرونه: «بابيع لهم فى أكياس وعلب وقراطيس حسب الطلب»، يقف منذ السابعة صباحاً حتى بعد خروجهم ولا يتعرض لأى مضايقات من إدارة المدرسة، لافتاً إلى أنه لا يتأخر على أى طفل فى تقديم فشار مجانى له فى حالة عدم وجود نقود معه: «بافرح لما أفرحهم».
"أشواق": ولادى ممنوعين من أكل الشارع
لا تثق أشواق محمد فى الباعة الجائلين الذين يلتفون حول مدرسة توأميها «أحمد ومحمد» اللذين يدرسان فى الصف الأول الإعدادى، مؤكدة أنها تحرمهم من أكل الشارع أياً كان، تستبدله فى منزلها بإعداد العصائر الطازجة وعمل المعجنات بأنواعها فى المنزل وحتى البيتزا والكريب والفشار والبطاطا، حتى لا يلجأ صغارها لشراء أى شىء من الخارج: «حتى العصاير المعلبة بامنعهم منها عشان المواد الحافظة».
ترى أن هؤلاء الذين يقفون أمام أبواب المدارس لجذب الأطفال يشكلون خطورة كبرى بسبب المأكولات والمشروبات التى تتعرض للتلوث بفعل الشارع والأتربة: «ممكن العيل من دول يجيله تسمم أو فطريات فى المعدة وطفح جلدى وسخونية»، تحكى أنها تظل تخوف صغيريها بألا يقتربا من أطعمة الشارع.
يؤكد محرم عبدالمالك، وكيل مدرسة، أنهم ليس لديهم أى سلطة على الباعة الجائلين الواقفين خارج أسوار المدرسة، لكنهم قادرون على منعهم من الاقتراب من الأطفال أثناء وجودهم فى المدرسة من خلال غلق كل المنافذ التى قد تجعلهم يصلون إليهم: «قفلنا السور والبوابات عشان نحافظ على صحة الولاد».
تعليقات الفيسبوك