«المشروع القومى» للإسكان.. كلاكيت خامس مرة
«المشروع القومى للإسكان.. الحملة القومية لإسكان محدودى الدخل، ابنى بيتك».. أسماء لمشروعات الإسكان التى طرحها «مبارك» حلاً لأزمة الإسكان على مدار 30 عاماً، وفى أكثر من مناسبة قومية و«انتخابية» طيلة سنوات حكمه. مشاريع «مبارك» لم تحل أزمة الإسكان التى تفاقمت بعد ارتفاع أسعار مواد البناء وارتفاع تكلفة الوحدة السكنية وتحوّل المشروعات إلى «مشكلات»، وبدلاً من أن يتسابق المواطنون للحجز فيها يتسابقون فى إقامة دعاوى قضائية تتهم الحكومة بالفساد والتلاعب بأحلام المواطنين. «عايز شقة» لافتة كانت سبباً فى قيام ثورة يناير التى أصبح من أهم أهدافها أن تصل إلى حل للأزمة المتفاقمة، وكان الحل على يد المشير طنطاوى الذى أعلن فى مارس 2012 عن مشروع لمدن سكنية جديدة تحمل اسم «الجيش والشعب» فى 15 مايو وبرج العرب ضمن مشروع الدولة «للإسكان الاجتماعى» -أول مشروع إسكان يضم مليون شقة بعد الثورة- تنفذها الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة ويتم تسليمها لوزارة الإسكان التى تتولى عملية التوزيع على المستحقين من محدودى الدخل. فى فبراير 2014 أعلن اللواء محمد ناصر حسين، رئيس الجهاز المركزى للتعمير: الانتهاء من 140 ألف وحدة من إجمالى مليون وحدة فى المشروع خلال أربعة أشهر، مؤكدا أن القوات المسلحة شارفت على الانتهاء من الجزء الذى تتولى تنفيذه كهدية للشعب، بالإضافة إلى 50 ألف وحدة أخرى بتمويل إماراتى.
بعد عامين من وعد «طنطاوى»، وفى مارس 2014 يتكرر الوعد بمليون شقة جديدة، باختلافات عدة، أولها أنه على لسان المشير السيسى، وتحت رعاية القوات المسلحة بالتعاون الكامل مع شركة مقاولات إماراتية أيضاً وليس وزارة الإسكان المصرية.
«إحنا بنسمع عن مشاريع الإسكان من السبعينات ولحد دلوقتى لسه الأزمة موجودة، وكل يوم بتكبر عن اليوم اللى قبله» قالها أحمد عبدالعليم البالغ من العمر 47 عاماً، الذى كانت مشكلته الكبرى قبل سنوات كثيرة هى البحث عن شقة «قدمت فى مشروعات المدن الجديدة وبعدين فى مشاريع إسكان الشباب والدور لم يصبنى، ولما الحلم قرب قالولى انت فوق السن»، حلم «أحمد» فى امتلاك شقة انتهى بشقة إيجار قديم «فى آخر بلاد المسلمين برضه لكن نعمل إيه أحسن من مفيش».
«أحمد» يرى فى مشروع القوات المسلحة أملاً لشباب يعيش معظمه فى ظروف مادية صعبة: «المشاريع كتير لكن المهم الضمير، يشوفوا الناس اللى تستحق بجد ويوفروا مساحات آدمية، مش أوضة وصالة، وعلى أد فلوسك، يحترموا آدميتنا، والأرض موجودة وببلاش».