4 مبادرات إنسانية مجانية أطلقها معلمو مدرسة علي عبدالشكور للتعليم الأساسي بمحافظة كفر الشيخ، هدفها خدمة الطلاب والارتقاء بالخدمات المدرسية في ظل عجز العمالة داخل المدرسة، حيث أطلقوا مبادرتين لـ"سداد مصروفات الطلاب غير القادرين" و"توزيع الزى المدرسى على التلاميذ المحتاجين"، وقسموا الطلاب المستحقين لثلاث فئات، الأولى منح عدد منهم "الزى المدرسى" بشكل مجانى على الأيتام وأبناء المرأة المعيلة والمطلقات اللاتى ليس لديهن دخل، بالإضافة إلى توزيعه على الطلاب الأكثر احتياجاً، وهي مبادرة اشترك فيها عشرات المعلمين وساهموا في شراء الملابس وسداد المصروفات الدراسية لنحو 170 طالباً على نفقتهم الخاصة.
لم يقتصر دور المعلمين على سداد المصروفات وشراء الزي المدرسي، بل فكروا في كيفية خدمة البيئة المحيطة والارتقاء بالخدمات داخل مدرستهم لتُصنف ضمن أحسن مدارس المحافظة، ففكروا في إطلاق مبادرة إعادة تدوير المخلفات داخل مدرستهم، فقاموا بتلوين "إطارات السيارات" بألوان مختلفة ليشتروا خاماتها على نفقتهم الخاصة، واستخدموها كحاملات للزرع، كما وضعوها زينة على مداخل المدرسة وحوائطها لتعطى منظراً جمالياً يسر الناظرين إليه، وأطلقوا مبادرة رابعة للتزيين والتجميل وزراعة الأشجار المثمرة، فقاموا بتلوين ورسم الحوائط والأبواب وكتابة بعض العبارات المُحفزة للتلاميذ عليها، بالإضافة الى تلوين سلال القمامة ووضعها بحوش المدرسة وتخصيص عدد منها لوضع المخلفات المختلفة كل بلون وشكل مختلف، فضلاً عن الرسم عليها ما يُعرف التلميذ أنها مخصصة لشيء معين.
"الوطن" زارت المدرسة للتعرف على المبادرات التي أطلقها معلموها، فأكدت حنان غازى، أخصائي اجتماعي بالمدرسة، أن "المبادرة أطلقها المعلمون منذ سنوات لكن على نطاق ضيق، كنا نسدد مصروفات غير القادرين ونساعد مرضى السرطان، وأطلقنا نظام الزى الموحد للتلاميذ حتى لا يشعر غير القادرين بأنهم مميزون بزيهم داخل المدرسة، فاشترينا الزي على حسابنا الخاص لكل التلاميذ ومنحناه مجاناً لغير القادرين، وعملنا حصرا بالتلاميذ ذوي الاحتياجات والأكثر احتياجاً لتحديد الفئات المستحقة".
عبير مختار، مدرس دراسات داخل المدرسة، أكدت أن مبادرة التجميل والتزيين كانت حلما بالنسبة لنا منذ زمن، لتكون مدرستنا الأفضل والأجمل، فعملنا دراسة جدوى، واستجاب المعلمون وجمعوا الأموال وكل مدرس اختار شجرته المفضلة، حيث تنوعت الأشجار ما بين "المانجو، الرمان، الجوافة، البرتقال، وغيرها من الاشجار"، وزرعنا 30 شجرة حتى الآن، ويقوم المعلمون بمتابعة أشجارهم ورعايتهم بأنفسهم، هدفنا غرس القيم فى نفوس التلاميذ.
ماهر: أعدنا تدوير إطارات السيارات واستخدمناها كحاملات للزرع
إيهاب ماهر صادق، معلم أول تربية فنية داخل المدرسة، أكد أن فكرة إعادة تدوير المخلفات وتجميل باسكت القمامة كانت متميزة واستجابت لها الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، ورسمنا رسومات مختلفة على سلال القمامة، عملنا 4 أنواع بأشكال مختلفة، لتعليم الأطفال فصل المخلفات لتطبيقها في منازلهم، رسمنا السلال وعلقنا عليها أوراقا تقول إن هذه سلة للكانزات والأخرى للأوراق على سبيل المثال، هدفنا تنمية الوعى لدى التلميذ، كما قمنا بتلوين أسوار المدرسة وتلوين حوائطها ليشعر التلميذ أنه داخل مدرسة جميلة نظيفة متطورة، التلاميذ أنفسهم شاركوا فى الرسم والتلوين، جمعنا الموهوبين وحرصنا على مشاركتهم.
مدير المدرسة: هدفنا خدمة المجتمع وغرس القيم
مدير المدرسة، تامر برهان، مدير مجمع مدارس علي عبدالشكور للتعليم الأساسي، أوضح أن "هذه المبادرات أطلقناها بهدف تنمية المجتمع المحيط ونشر الوعي لدى التلاميذ سواء تعليمهم قيم النظافة أو طريقة فصل المخلفات، فأطلقنا المبادرات الـ4 لدعم التعليم أيضاً، طورت هذه المنظومة واشتركت مع المعلمين، كنا نتواجد بالمدرسة صباحاً ومساءً، كنا ننظف ونشتغل بأيدينا لعجز العمالة، لم نجد غضاضة في أن نعمل بأيدينا مع التلاميذ، جددنا المدرسة وزيناها، وسددنا المصروفات ووزعنا الزي المدرسي على 170 تلميذاً، نقوم بعمل أبحاث اجتماعية للتلاميذ المستحقين، والمعلملين أكدوا على استكمال المبادرة، فهي نوع من أنواع التجارة مع الله".
من جانبها ثمنت الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، المبادرات التى أطلقها المعلمون داخل المدرسة، قائلة، إننا بدأنا فى إطلاق مبادرة "حياة كريمة"، بالتعاون مع رجال الأعمال وأصحاب الشركات ومجالس الأمنار تحت عنوان "صيف مفرح وشتاء دافئ" لتوفير الزى للتلاميذ وبعض من أسرهم من خلال معارض أقامتها الإدارات التعليمية المختلفة، مشيرة إلى أن الفكرة كانت بسيطة فى البداية فبدأنا بتجميع زى التلاميذ المستعمل وإعادة تنظيفه وتوزيعه على التلاميذ الأكثر احتياجاً، لكن فوجئنا بأن أصحاب المصانع يمدوننا بزى جديد وأدوات مدرسية وملابس لذوى الأكثر احتياجاً، ونظمنا معارض ضمت آلاف قطع الملابس، وافتتحنا 3 معارض حياة كريمة حتى الآن وكل منهم يضم آلاف القطع والأدوات المدرسية، بالإضافة إلى السلع التموينية للأسر الأكثر احتياجاً.
وكيل التعليم: افتتحنا معارض حياة كريمة وأنظف مكتبي بنفسي أحياناً
أضافت وكيل الوزارة: لدينا آلاف القطع، وهذه المعارض مستمرة طوال العام بفضل المتبرعين، وعملنا حصرا للأطفال تحت خط الفقر، سواء أطفال الأم المعيلة أو من لديه عجز ونقوم بالتوزيع على المستحقين ونهدف لتغطية عدد الأسر المستحقة، بالإضافة إلى مبادرات التجميل والتزيين جاءت لنقص عدد العمالة على مستوى الجمهورية، ففكرنا أن المدرسين يقومون بتنظيف أماكنهم وتطورت الفكرة إلى أنهم يقومون بتنظيف مدارسهم حولهم، حولنا مقلب القمامة بمدرسة على عبد الشكور إلى حديقة رائعة، نهدف لزرع القيم في نفوس الأطفال، نعلمهم المساهمة والحفاظ على ما بداخل مدرستهم، أصبحت أقوم بتنظيف مكتبى أحياناً بنفسى، وهذه قيمة جميلة.
تعليقات الفيسبوك