غالباً ما يرتبط فى أذهاننا مفهوم خبرة وحكمة الحياة بالرجل العجوز ذى الشَعر الأبيض، الذى أمضى من سنى الحياة وخبراتها ما يكفى لنتعلم منه ومن حكمته وخبرته التى تسهل علينا حياتنا وتساعدنا على استيعاب قوانينها.
هناك فهم مغلوط يخلط بين عمر الإنسان وحكمته، فقد صادفنى فى حياتى شباب صغار السن يسعون لبناء فكر مستنير وواع، ويتعلمون بالخبرة من مواقف الحياة وظروفهم الخاصه، ويتعلمون أيضاً بالتأمل فى أحوال الآخرين واستخلاص العِبَر والدروس من حياتهم، ورأيت أيضاً من كبار السن من لم يستطع أن يتعلم خبرة الحياة، لأنهم لم يهتموا ببناء أو تطوير فكرهم وإدراكهم طيلة فترة حياتهم، فقد يبنون أجسادهم ولا يهتمون ببناء عقولهم أبداً، فيقع بعضهم فريسة للعديد من أخطاء التفكير، ظناً منهم أن كبر السن وسيلة كافية لاكتساب الحكمة، مرددين عبارات محفوظة تمثل قناعاتهم الخاطئة، كمثل «اللى أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة»، لا بد أن ندرك أن احترام الإنسان لمن هو أكبر منه سناً لا يعنى بالضرورة أن الشخص الكبير هو الأحكم منه، فالسن وإن كان دليلاً على الشيخوخة فالعقل لا يعمل كذلك، فثمن الحكمة لا يقاس بما تنفقه من سنين عمرك ولكن بقدر التحديات التى تسعى فيها للاستفادة من قدرات عقلك الهائلة.
د. ريمون ميشيل
استشارى الصحة النفسية وكاتب فى مجال العلوم الإنسانية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
تعليقات الفيسبوك