سور جميعة المعاقين بعين حلوان أثناء الرسم
وكأنها نسمات البهجة تنبعث من رسومات مجموعة من خريجات كلية التربية الفنية جامعة حلوان، اجتمعن على حب الفن وإشاعة الفرحة في مشروع تخرجهن عام 2018، عندما قررن إعادة الجمال لحديقة الحيوان.
لكن الفكرة التي ماتت عام كامل، نتيجة انعدام الدعم المادي، عادت للظهور مرة أخرى، بعد نشر "الوطن" قصتهن وقصة أحلامهن في تجميل كل شوارع أم الدنيا، لتستجب لهن إحدى شركات الدهانات، بتقديم كل كميات الدهانات التي يحتاجها الفريق لمواصلة نشر الجمال كما يأملن، بعد أن انفرط العقد وذهب كل منهن في طريقه بحثًا عن حياته العملية والشخصية.
سلم خشبي وفرشاة وعلبة دهان، أدوات بسيطة لكنها بمثابة حلم في أيديهن يصيغ رسالة حب وأمل ينتظرها الآخرون، حيث تحكي هبة محمد، أحد أعضاء الفريق لـ"الوطن"، أن تواصل الشركة معهم جاء في وقت كُن قد ظنن أن حلمن انتهي.
وبمجرد تلقي الدهانات المجانية بدأ الفريق في خلق إبداع جديد "أول ما وصلت الدهانات لقينا جميعة المعاقين في حلوان محتاجة نرسم لها في الجنينة، لو كانوا طلبوا بدري ماكناش هنقدر ننزل من غير وجود المواد الخام اللي جت بكميات أكتر ما إحنا محتاجين ووعدونا يبقوا معانا في أي رسم هنعمله لتجميل الشوارع والأماكن الخيرية"، بحسب هبة.
مجرى مائي ومنحدرات خضراء، ينطلق عليها طفل جلس على كرسيه المتحرك يدفعه صديقه في اتجاه طيور تحلق في السماء، ذلك هو المشهد الذي اختارته المجموعة بعناية كي يكون معبرا ويحمل بين طياته رسالة لأعضاء الجمعية والمترددون عليها، ليتحول الجدار الذي بلغ طولة 7 أمتار وارتفاعه 3 أمتار، من مجرد حائط مطلي بلون باهت من دهانات الجير، إلى أحد العناصر الأساسية المساهمة في تقديم الدار لرسالتها.
"كنا بنيجي من أماكن بعيدة زي العبور والمرج ونفضل نشتغل من الساعة 9 الصبح لحد 9 بالليل، واللي بيشتغلوا أخدوا أجازة من شغلهم علشان نخلص جدار الجمعية.. المشوار طويل بس عملنا حاجة فرحت الناس"، وذلك بحسب هبة، حيث احتاجت الجدارية 3 أيام للانتهاء منها، مضيفة أنهن كانوا يأملن القيام بكل أعمال التجديد والتجميل للجمعية من الداخل ومن الخارج، لكن ارتباطهن بأعمال أخرى كان عائقا، "إحنا فرحنا إننا رجعنا نعمل اللي بنحبه وفرحنا بالخامات اللي بتجي لنا هدية لكن نفسنا يبقى فيه دعم مادي ولو بسيط لينا علشان نركز في تجميل كل مكان".
الجدار لم يكن مجهزا حيث أن وجود طبقة من الجير يمنع تماسك الألوان، لذلك عمل الفنانات على رسم لوحتهن بطبقات مختلفة حتى تتماسك الألوان، واستبدلن الفرشاة بأصابع أيديهن أحيانا أخرى، حتى خرجت الجدارية التي لاقت رد فعل الأطفال والمترددين على الجمعية مما حعلها دافع لهن، ليأملن أن تكون الجدارية القادمة على السور المقابل لكنيسة مارجرجس، وذلك لإعادة بناء روح للمنطقة السياحية، التي قد يلتقط أمامها أحد السياح صورة "تلف الدنيا" بحسب وصف هبة، التي بدأت تتخذ خطوات نحو تأسيس مؤسسة أطلقت عليها اسم "ديزيناتشو"، لكي تكون واجهة "فريق جنينة الحيوانات"، في التواصل مع الجهات المسئولة للحصول على تراخيص مزاولة الفن في الميادين والشوارع والجمعيات.
تعليقات الفيسبوك